للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكاتب: عن جريدة الزمان العربية


خرافات وأوهام في قصور الملوك [*]

يعتقد القراء أن الخرافات والأوهام التي تتخوف منها الطبقة العامة في سوريا،
وغيرها من بلدان الممالك المتمدنة (؟) كوجود الجان، وظهور الأرواح
والأشباح لا أثر لها في عقول الطبقة المتمدنة من الشعب الأوربي، والحقيقة أن
هذه الأوهام التي لا يُسَلِّم بها من العلماء غير شيعة الروحانيين (مناجاة الأرواح) ،
وأتباعهم مالئة قصور الملوك، ولها في كل رأس من رءوس سكان القصور ثغرة
واسعة. وها نحن (أولاء) مُورِدُون شيئًا عن الاعتقادات الشائعة بالجان والأرواح
في قصور ملوك أوربة.
تعتقد عائلة (هوهنزولرن) المالكة في ألمانيا أن لها جِنِّيَّتَيْنِ إحداهما بيضاء،
والثانية سوداء وإليهما تشير الراية الألمانية، بمعنى أن البيضاء هي جنية الشر،
والسوداء جنية الخير.
ففي عام ١٨٠٦ - على ما تفيد الكتب والأوراق القديمة - ظهرت الجنية
البيضاء في إحدى نوافذ القصر الملكي، وما كادت تختفي حتى ورد إلى
الإمبراطور نبأ يُفيد انكسار الجيش الألماني في (أورستاد) .
وقد ظهرت أيضا عام ١٨٨٤ قبل وقوع تلك الحوادث المشئومة في ألمانية -
في حديقة القصر الملكي في برلين.
وظهرت أيضا ثلاث مرات في (إنتردنليدن) وفي كل مرة كانوا يحاولون
اغتيال غليوم الأول.
ولما مات الإمبراطور الشيخ شبعانا من السنين، وكان قد بلغ من المجد حظًّا
كبيرًا ظهرت الجنية البيضاء في أحد أروقة القصر الملكي، وما كادت تختفي حتى
جاءت الأنباء مفيدة ما قاساه فردريك الثالث من أنواع العذاب، وأصناف البلايا
والمحن.
وبعد ثلاثة أشهر وقفت في القصر الملكي مكشوفة اليدين، وأنبأت عن موت
فردريك الثالث ابن غليوم الأول في (شارلو تبنورغ) بعد توليه الحكم بثلاثة أشهر.
وأما الجنية السوداء فقد ظهرت للإمبراطور الحالي في (برانبرغ) في أيام
غليوم الأول، وقالت له (ستكون إمبراطورًا قبل أن تتم الثلاثين ربيعًا) وهكذا كان.
وفي قصر إنكلترا الملكي جنية بيضاء وظيفتها نقل أخبار الموت فقط (ناعية)
ففي عام ١٩٠١ عندما ماتت الملكة فكتوريا الشهيرة أخذت (الجنية) تصيح -
بشهادة بعض أشخاص موثوق بصدقهم - في داخل القصر الملكي.
ويوجد مثل هذه الأرواح والجنيات في القصور التاريخية القديمة، وكثيرًا ما
امتنع الملوك والأمراء والأشراف عن سكناها خوفًا من تلك الأرواح الخبيثة الهائلة
ففي قصر (باري يوماروي) توجد هذه الأرواح بكثرة، وطالما أعلنت
المصائب قبل وقوعها، وعدد كبير من سكان هذا القصر أنبأتهم هذه الأرواح عن
انقضاء آجالهم.
وبهذه المناسبة نذكر الحادثة التالية التي جرت في القصر المذكور من مضي
مائة سنة.
كان الدكتور " ولتر " يطبب زوجة مدير القصر، وفي أحد الأيام سأل المدير
المذكور عن تلك المرأة الجميلة الحسنة الملابس التي تلوح على مُحياها أمائر
الحزن، والتي رآها عند دخوله إلى القصر، فبُغِتَ الرجل وصاح لا لا. لا أريد
أن تموت امرأتي، فعجب الدكتور مما ظهر له واستوضحه عن العلاقة بين المرأة
وموت زوجة المدير المذكور، فأطلعه على حقيقة هذه السيدة البيضاء الجميلة،
ومع أنه لم يكن يرى في مرض زوجة مدير القصر خطرًا على حياتها، فقد ماتت
في ذلك اليوم.
هذا ما رأينا أن ننقله تفكهة للقراء. ولا يمكننا نفي هذه الحوادث وغيرها مما
نطالعه يوميًّا على استحضار الأرواح، وأفعال الأرواح، ولا تصديقه، لأن بين
المعتقدين جماعة من العلماء الأعلام كالمستر ستيد وغيره، وبين المكذبين العلماء
الطبيعيون على الإطلاق، وغيرهم من المشاهير، ولا تزال لجان العلماء والفلاسفة
في أميركا ولندن وباريس وغيرها تبحث بحثًا دقيقًا متواصلاً توصلاً للحقيقة.