للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكاتب: محمد رشيد رضا


تقريظ المطبوعات

(هداية الباري، إلى ترتيب أحاديث البخاري)
رتب السيد عبد الرحيم عنبر الطهطاوي أحاديث (التجريد الصحيح لأحاديث
الجامع الصحيح) المعروف بمختصر الزبيدي لصحيح البخاري على حروف
المعجم وسماه بالاسم الذي تراه في العنوان وطبعه مشكولاً بالشكل الكامل، وجعل
في جانب كل صفحة جدولين يذكر في أحدهما اسم الراوي من الصحابة وفي الثاني
اسم الكتاب، وفي الهامش الباب الذي ورد فيه الحديث من كتب صحيح البخاري.
ووضع في هامشه شرحًا وجيزًا للأحاديث مفصولاً بينه وبين المتن بخط عرضي
دالاًّ عليه بالأرقام. فكان مؤلفًا من جزئين صفحاتهما ٥٢٨ - فهذه النسخة أمثل نسخ
هذا الكتاب للمراجعة والمطالعة فنثني على همة السيد عبد الرحيم عنبر ونشكر له
عمله هذا ونحث القراء على الإقبال عليه.
(توجيه النظر إلى أصول الأثر)
سِفر كبير ألفه الشيخ طاهر الجزائري الدمشقي نزيل مصر، وطبع على نفقة
الجمالي والخانجي الشهيرين. وظاهر التسمية أن الكتاب في علم أصول الحديث
ومصطلحه، وقد قال المصنف في التعريف به: إنه فصول (ينتفع بها المطالع في
كتب الحديث وكتب السير والأخبار، وأكثرها منقول من كتب أصول الفقه وأصول
الحديث) وكتب على طرة الكتاب: إن الداعي إلى تأليفه ما وقع عليه العزم من
تحرير الكلام في السيرة النبوية المنتقاة مما كتبه ابن هشام.
مهما قال المؤلف في تعريفه، وسبب تأليفه، فلا يخرج عما سبق إلى الذهن
من قراءة اسمه، فهو في علم الحديث. ولكن فيه استطرادات نافعة، ومسائل
محررة، وأوابد مقيدة، لا تكاد توجد مجموعة مع ما يناسبها في كتاب. وناهيك
بسعة اطلاع الشيخ طاهر وحُسن استحضاره واختياره. فمن ذلك الكلام في جمع
القرآن وتدوين الحديث، وابتداء التأليف، وبحث التواتر، والحديث المتواتر، وقد
أطال فيه كما أطال في بحث الحديث الصحيح، وكتابي الصحيحين، وبحث الجرح
والتعديل وعلل الحديث. ومن الاستطرادات المفيدة الاستطراد في كتابة الحديث
وضبطه والتصحيف فيه إلى الكلام في الخط العربي وتدرجه في الترقي وعلائم
الفصل فيه والحركات العربية والوقف وما ينبغي من وضع العلامات له وللإمالة
والإشمام وغيرهما من كيفيات الأداء. وقد أطال في ذلك للحاجة إليه والبحث عنه
في هذا العصر.
وجملة القول أن هذا الكتاب لا يُستغنى عنه بغيره وهو من الكتب الشرعية
النافعة. ويطلب من مكتبة المنار بشارع عبد العزيز وثمن النسخة منه ١٥ قرشًا.