للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكاتب: إدوارد برون


كتاب تعزية من عالم إنكليزي

كتب مستر إدوارد برون أحد علماء الإنكليز الأعلام - المدرس في مدرسة
كمبردج الجامعة - الكتاب الآتي بالعربية إلى حمودة بك عبده يعزيه به عن أخيه
الأستاذ الإمام؛ فنشرناه هنا تنويهًا بإنصاف كاتبه وفضله وتنبيهًا للأذهان على ما
كان لإمام الشرق في نفوس علماء الغرب ليعلم من لم يكن يعلم أن تعارف إمامنا
بالإفرنج؛ قد كان حجة للإسلام وشرفًا للمسلمين. قال الكاتب:
سيدي الفاضل المكرم:
لا أعلم بأي لسان أعزيكم وكل المصريين - بل كل العالمين - على هذه
المصيبة التي عمّت الناس كلهم أجمعين، وخصت المصريين، ومنذ ورود هذا
الخبر الهائل رُب يوم أردت أن آخذ القلم بأصابعي لكي أعرب عما في القلب من
الحزن والغم الشديد ووضعته يأسًا وعجزًا لأن هذه المصيبة وراء الكلام:
خبر ما نابنا مصمئل ... جل حتى دق فيه الأجل
يا سيدي في مدة عمري رأيت كثيرًا من البلاد والعباد، وما رأيت مثل الفقيد
المرحوم قط لا في الشرق ولا في الغرب؛ فوالله كان وحيدًا في العلم، وحيدًا في
التقوى والورع، وحيدًا في البصيرة والاطلاع على ظواهر الأمور وبواطنها،
وحيدًا في البلاغة والفصاحة، عالمًا عاملاً، محسنًا ورعًا، مجاهدًا في سبيل الله
محبًّا للعلم ملجأ للفقراء والمساكين.
شامسًا في القر حتى إذا ما ... زكت الشعرى فبرد وظل
كيف أصف بهذا اللسان العاجز هذا الرجل الوحيد الفقيد الذي كنت أفتخر بأن
أحسب من أقل تلامذته إنما أرجو من سيدي أن يقبل مني تعزية من قلب حزين غير
قابل للتسلي على هذا الفقدان العظيم.
أريد إن شاء الله أن أكتب شيئًا باللغة الإنكليزية في ترجمة حال الفقيد، وقد
جمعت كل ما وجد في الجرائد العربية في هذا الباب وأرجو من حضرتك أن
تعينوني في ذلك بإرسال الترجمة الموعودة في المؤيد إذا طبع على حدة لكي أستفيد
بما فيه من المعلومات. فتقبل يا سيدي المكرم في الختام أخلص تعزيتي وأزكى
السلام.
المخلص
... إدواربرون