للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكاتب: محمد الخضر بن الحسين


خواطر الأستاذ الشيخ محمد الخضر

١- إن كبر عقلك فأصبح يعلمك ما لم تعلم، واتسع خيالك فبات يلقي عليك
من الصور البديعة ما يلذه ذوقك، فأنت ما بين أستاذ يمحض نصيحته، ونديم لا
تمل صحبته.
٢- يبسط الشجر ظله للمقيل، ويقف بقناديل الكهرباء على سواء السبيل
أفتجير أنت من البؤس وهو أحر من الإمضاء، وتوقد سراج حكمة يهدي بعد موتك
إلى المحجة البيضاء.
٣- حسبت العلم ضلالاً فناديت إلى الجهل، وآخر يزعم التقوى بلهًا فكان
داعية الفجور، ولولا ما تلقيانه في سبيلنا من هذه الأرجاس، لكنا خير أمة أخرجت
للناس.
٤- هذه الدنيا كالعدسة الزجاجية في الآلة المصورة، تضع الرأس موطئ القدم
وترفع القدم إلى مكان الرأس، فزنوا الرجل بمآثره، لا بما يبدو لكم من مظاهره.
٥- يصنع الصائغ الحلي، وتصنع ما تتجمل به النفوس في محافك العلى،
فإن ظللت تتهافت على صانع الخواتم والسلاسل، فاعلم أنها ما برحت لاهية عن
هذه المحافل.
٦- سميتَ الاستخفاف بالشرع حرية، فقلتُ: برع في فن المجاز فتهكَّمَ بمن
أصبح عبدًا للهوى، وسميتَ النفاق كياسة فقلتُ: خان الفضيلة في اسمها، أو خانه
النظر في فهمها.
٧- كان لسان الدين ابن الخطيب جنة أدب تجري تحتها أنهار المعارف فآتت
أكلها ضعفين، ولكن تنفست عليه السياسة ببخار سام فخنقته، وشبَّت نار الحسد في
القلوب القاسية فأحرقته.
٨- سِرتَ والنور أمامك فانطَلَقَ ظِلُّك على إثرك، ثم وليته قفاك فكان الظل
يسعى وأنت على إثره، وهكذا العقل يستقبل الحقيقة فيتبعه الخيال، فإذا أدبر عنها
انقلب الخيال إلى إمام، وقاده في شعاب الباطل بغير لجام.