ننشر في هذا الباب شيئًا من تعازي أهل الفضل في الأقطار البعيدة وغير البعيدة , ونتبعه بشيء مما كتبته الجرائد السورية والمصرية , ثم نتبع ذلك بنشر حفلة التأبين التي أقيمت من فضلاء وأدباء بيروت في غرف القراءة بمناسبة مرور أربعين يومًا على وفاته. (٢٨) ومما كتبه أحد أفاضل علماء تونس: إلى أخينا العلامة الشيخ محمد رشيد رضا أفرغ الله عليه صبرًا، أما بعد: فإنا لله وإنا إليه راجعون , الآن علمت نبأ موت صاحبي الفاضل وصديقي الكريم سيدي حسين وصفي تغمده الله برحمته، وأحسن عزائي وعزاءكم , والله إن لي لسهمًا في هذا المصاب , فلقد فقدت الخليل الوفي والرجل الكامل رجل البصيرة النافذة والمعارف الواسعة والمرامي العالية ويا ليتني كنت مكانه. *** (٢٩) وكتب أحد فضلاء أدباء القيروان (تونس) بسم الله الرحمن الرحيم مولاي الأستاذ الأكبر صاحب المنار الأنور: سلام الله عليكم ورحمته , أما بعد: فقد نعى إلينا المنار رجلاً وأي رجل، رجل العفة، رجل النزاهة، رجل الفصاحة، رجل البلاغة، كاتب الشبان وشاب الكتاب شقيقكم الحسين الشهيد، لقد أدمى نعيه العيون وجرح القلوب وعَقَل الألسن وأوقف الأقلام , فلم نقدر أن نصف هذا المصاب الخطير الذي أصاب الأمة العربية بفقيدكم العظيم فإنا لله وإنا إليه راجعون. أحسب أن فقيدكم من أكتب الكتاب في هذا العصر , ولا أنسى ما خطت يمينه في المنار , من ذلك مقال أخذ بمجامع القلوب ذكرنا به علماء بغداد وأدباء قرطبة وفحول البلغاء ذلك الذي يرحب فيه بنهضة الزيتونيين يوم اعتصبوا وانقطعوا عن الدرس. أما تقاريظه العلمية للكتب والمخطوطات فلم أر مثلها لغيره , وإني لأعده من المبرزين في هذا الفن فن الانتقاد الأدبي , الذي كاد يُطمس نوره لولا نهوضكم السريع بالعربية في هذا العصر , فرحمه الله رحمة واسعة , ورزقنا جميل الصبر وأجزل ثوابه بقدر مصابنا فيه , وأطال بقاءكم , وبارك فيكم وفي ذويكم. ... ... ربيع الثاني سنة ١٣٣٠ *** (٣٠) وكتب إلينا حضرة الفاضل صاحب الإمضاء من فضلاء تونس: (ما هذا إلا قضاء من بيده الملكوت) تونس في ٧ جمادى الأولى سنة ١٣٣٠ حضرة الكاتب الأكتب , والفيلسوف المفكر , السميذع المحقق , الأستاذ سيدي رشيد رضا صاحب (المنار الأغر) أدام الله معاليه , وأكبت شانيه , بعد استهلال الخطاب بما يجب تقديمه للجناب , من واجب التحية والاحترام اللائق بالمقام أشعركم - والأنامل ترتعش - بأنه ما كاد يطرق سمعي نعي فقيد الأدب والفضل والمعالي المأسوف عليه شقيقكم سيدي (حسين وصفي رضا) حتى اعترتني الكآبة , وارتجَّت بي الأرض , وارتعشت مني الفرائص , وفاجأني خفقان رائع , وما ذلك إلا لما أعرف ما كان عليه الفقيد من النبل المتناهي. والسمو الفكري , والمدارك العالية! ولكن صدق عليه الصلاة والسلام حيث قال: (إنما يعجل الله بخياركم) . أيها السيد الفاضل! يحق لي أن أنتحب الانتحاب كله , وأرسل مئات الزفرات تأسفًا , وما ذاك إلا لخيبة أمل كنت أؤمله وهو الحظوة بمشاهدة الفقيد والاجتماع به إن تنازل لذلك؛ حيث كان عزم العبد معقودًا على زيارة الديار المصرية , وما الغاية من ذلك سوى الشرف بمشاهدة ومعرفة جملة رجال من كتابكم وشعرائكم ومصلحيكم الذين من آن لآخر أتصفح تحريراتهم , وأطالع قصائدهم , والنفس تتأسف لعدم حظوها برؤيتهم , ومن بين هؤلاء نقشت بحافظتي اسم شقيقكم المأسوف عليه , الذي طالما قرأت له التحارير الإصلاحية والمقالات التي ما تنم إلا عن سمو مداركه , وكمال صفاته وآدابه , ولكن آه! خاب أملي ويا لهفي عليه ألف مرة! سيدي الأستاذ , إن مثل الجناب لا يعوزه مثلي كي يحثه على التدرع بدرع الجلد والصبر , ويذكره بأن الحادث المؤلم الذي أزعجنا إنما هو قضاء ممن يقضي بين خلقه كيف يريد , وقُصاراي أن أبتهل إلى الرحيم وأسأله أن يمطر على جدث الفقيد العزيز وابل رحمته , ويسكنه جنته التي أعدت للمتقين , ويلهم أهله وذويه وأحباءه وأصدقاءه جميل الصبر وجزيل السلوان , إنه هو الذي يقول للشيء: كن فيكون , وإنا لله وإنا إليه راجعون. ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ح. ج *** (٣١) وكتب العلامة جانخوت الحتقي أحد علماء تفقاسية: إنا لله وإنا إليه راجعون جناب شيخنا حكيم الإسلام السيد محمد رشيد رضا! سلام الله تعالى ورحمته وبركاته عليكم , وبعد: فلما وافاني المنار بخبر شقيقكم الفقيد حسين رضا , عظم علينا الخطب به وأحزن قلوبنا وأدمع عيوننا , فالمصيبة في ذلك الأخ ليست واحدة , بل مصائب تجمعت عندنا: مصيبة الأمة بفقده وهو حديث السن , ومصيبة الأخوة التي عقدتها يد المكاتبة بيننا , وأيدتها مقالاته الاجتماعية التي نشرت في بعض أجزاء المنار ومصيبتكم - مولانا - فيه , وأنتم أحب الناس إلينا نسأل الله أن يطول عمر سيدنا الأكبر, ويجعل ذلك المرحوم لكم فرطًا صالحًا وذخرًا عند الله عظيمًا , ويبوئكم مع شهيدكم في حظيرة القدس. أيها الأخ الصديق المخلص السيد صالح رضا! يعز عينا ما أصابكم في فقيدنا ونسأل الله أن يرزقكم جميل الصبر , ويجزيكم جزيل الأجر إنا لله وإنا إليه راجعون. ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... محبكم المخلص ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... جانخوت الحتقي ... ... ... ... ... ... ... ٢٨ جمادى الأولى سنة ١٣٣٠ *** (٣٢) وكتب الأديب الفاضل صاحب الإمضاء , ونشرها بجريدة (الأهرام) الصادرة في ٢١ المحرم سنة ١٣٣٠ السيد حسين وصفي رضا شهيد المروءة وفقيد الأدب حملت ليالي هذا الدهر بكوارث تقصم الظهور وتدك راسيات الجبال , ثم وضعت في هذه الأيام فاجعة , صُمَّت لهولها الآذان وهلعت القلوب , فبكى الأدب ركنًا ركينًا والفضل طودًا عظيمًا , ولبست البلاغة حدادًا ما بعده حداد , فلا غَرْو إذا تحطمت المنابر وتداعت الأعواد , أطفأت هذه الكارثة مصباحًا أضاء في سماء الأدب ردحًا من الزمن , وأذبلت زهرة شباب توردت في رياض الفضل , فحامت حولها القلوب , ثم ما لبثت أن توارت بحجاب الأحداث في عالم الأبدية حيث السكون التام والسعادة الأخروية. مات حسين شهيد الإباء والنجدة فبكاه الإباء والنجدة , وانزوى في العالم الأعلى مطلاًّ من أعلى علِّيين على شرور هذه البشرية الظالمة والإنسانية القاسية. فخفت بانزوائه صوتٌ طالما ناضل عن الحق نضال الأبطال , فاليوم يبكي حسينًا كل من عرف الفضل وذاق حلاوة الأدب , ويرثي لمصابنا كل من عاشر حسينًا وأدرك هول المصاب. فكل من رأى حسينًا رأى الشهامة المجسمة والذكاء النادر، رأى عزة النفس والاستقلال التام وشهد الوفاء والإخلاص بأجلى مظاهرهما. فإذا بكوا حسينًا فإنما يبكون هذه الصفات، إنما يبكون عقل المشيب في رياحين الشباب. نشأ هذا الراحل الكريم في دار أساسها العلم وعمادها التقوى، وترعرع في دور العلوم ومنتديات الآداب , فقد عرفته في المدرسة الرشدية في طرابلس الشام فعرفت منه أخا الوفاء وتمثال الذكاء والصديق الصدوق , ثم فرقت بيننا عوادي الأيام وتصرفات الأقدار , فلم أره ولم يرني إلا في مصر مهبط الحرية الشرقية. ولما أُعلن الدستور في ربوع المملكة العثمانية كان هذا الصديق ينتقل من مصر إلى سورية فيحمل جراثيم المودة التي تشد أواصر الإخاء فقد عرفته منابر سورية الخطيب المصقع وجرائد مصر الكاتب الألمعي , وبالجملة فقد عرفه القطران رسول سعادة وسلام. برح مصر للمرة الأخيرة , فلم أوفق واحسرتاه لوداعه , فكتب إليّ من بيروت رسالة أذكر منها هذه الكلمات: (أخي! إذا كانت متاعب هذه الحياة المملوءة بالآلام قد حالت دون مشاهدتي لك , فإني سأطلعك على أمور وفقت لوضع أساساتها في بيروت؛ خدمة لهذا الوطن الذي أعشقه بكل جوارحي , هذه الأمور تنسيك مرارة فراقنا إذا طال....) . مر شهيد النجدة باتيم يضرب ولدًا [١] من أولاد القرية ضربًا مبرحًا , وقد شهر سكينًا يريد أن يطعن بها ذلك المسكين , فدفعت الشهامة حسينًا لإنقاذه وقد توفق برشاقة لانتشال السكين من يد ذلك الجاني , ولكن الجاني الأثيم ما لبث أن ابتعد , فأطلق على المنجد الشريف رصاصة أصابت منه مقتلاً , وقد ظل حسين رابط الجأش بضعة أيام حتى كتب الله له الشهادة , وقضى على الوطن البائس بفقد ركن من أهم أركانه , فيالشقاء الأوطان بفقد الرجال , ولا سيما رجل كحسين في وطن كسورية , هكذا النفوس الكبيرة في حياتها أسوة لكل من أراد أن يلتحق بالعظماء , وفي موتها دروس الشهامة والوفاء، ففي ذمة الله ذلك الشباب الغض والغصن الرطيب , وفي أمان الله تلك الأخلاق والخصال الحميدة , بل الفضائل المجسمة والنشاط العجيب , ويا رحمتاه لقلوب تعرفك فتبكيك , فإن مصابنا فيك عظيم وخطبنا وخطب الأوطان جسيم. وإني أسأل الله أن يلهم أهله وذويه الصبر ولا سيما إخوته العلماء الأعلام , وأن يعوضهم بفقده عزاء حسنًا وصبرًا جميلاً والله ولي الصابرين وهو حسبنا ونِعْم الوكيل. ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... جميل الرافعي *** أقوال الجرائد فى مقتل حسين وصفي رضا كتبت جريدة المفيد الغراء التي هي جريدة النابتة العربية في سورية ما يأتي: وفاة أديب قرأنا في جريدة طرابلس خبر وفاة صديقنا الأديب الفاضل المرحوم السيد حسين وصفي رضا على أثْر إطلاق أحد الأشقياء الرصاص عليه , فهالنا هذا النبأ المزعج كما هال كل من عرف أدب السيد وفضله وعلمه وأخلاقه. عرفناه منذ أمد بعيد , فعرفنا فيه الأدب الجم الرائع والخلق الكريم الذائع , فقد كان - رحمه الله - كاتبًا عربيًّا مجيدًا وشاعرًا ضليعًا، لطيف المعاشرة، أنيس المحاضرة، واسع الاطلاع في تاريخ الآداب العربية وفنونها , وفوق هذا كله فقد كان خطيبًا ارتجاليًّا حسن الخطابة , وقد كان لا يعرف الرياء والمداهنة والمحاباة , بل كان يقول الحق ولو ساء ذلك أعزّ الناس لديه. شُلَّت يد ذاك الجاني الأثيم الذي أذبل غصنًا كان مورقًا , وحرم الأمة من شاب قد خدمها خدمة جلى , وإنه لَيُتَوَقع منه أن يخدمها في المستقبل - لو أُفسح له في الأجل - أعظم خدمة لما فيه من الاستعداد لمعالي الأمور. وقد بلغ فقيدنا الثامنة والعشرين من سني حياته - رحمه الله رحمة واسعة - وإنا لنتقدم إلى عائلته الكريمة برفع آيات التعزية خصوصًا أخاه الأستاذ السيد محمد رشيد رضا صاحب مجلة المنار , ونسأل لهم الصبر والسلوان. *** وكتبت جريدة الاتحاد العثماني الغراء: مقتل فظيع أطلق أثيم عيارًا ناريًّا على الشاب الفاضل المرحوم حسين وصفي أفندي رضا فأصابه في مقتل , ولم يلبث أن قضى نَحبه , فساء هذا المقتل الفظيع كل الذين عرفوا أدب الفقيد وفضله , فنعزي آله وذويه ولا سيما شقيقه الأستاذ السيد محمد رشيد رضا صاحب مجلة المنار , ونشدد على الحكومة المحلية وعلى حضرة والي الولاية في وضع حد لهذه الفوضى التي استفحل أمرها في طرابلس الشام. *** وكتبت جريدة الرأي العام الغراء: وفاة أديب من أنباء طرابلس الشام أن بعض الأشرار اغتالوا المرحوم الأديب حسين وصفي أفندي رضا , فأسفنا لهذا النعي الذي وقع لدينا موقعًا كبيرًا؛ لما كان عليه المرحوم من وافر الأدب والآداب رحمه الله رحمة واسعة , وعزى شقيقه الأكبر الشيخ رشيد رضا صاحب المنار الأغر. *** وكتبت جريدة الحقيقة الغراء: نعي أديب وافتنا جريدة طرابلس بخبر وفاة الكاتب الأديب السيد حسين وصفي رضا , وذلك على إثْر رصاصة أطلقها عليه أحد الأشقياء , فوقع هذا النبأ وقوع الصاعقة على كل من عرف أدب الفقيد وفضله. ذهب الفقيد ضحية في ريعان شبابه , وذهبت معه تلك الآمال الكبيرة والخِدْمات المنتظرة , فشُلَّت يد ذلك الأثيم. فنحن نعزي عائلته الكريمة لا سيما أخاه الأستاذ السيد محمد رشيد رضا صاحب المنار , ونرجو أن تكون خاتمة أحزانه. وبمناسبة قتل المرحوم والحوادث التي تجري في طرابلس الشام نطلب من حازم بك أن يضع حدًّا لاختلال الأمن , فالسكوت على هذه الأحوال ضرب من الاستكانة إلى الظلم والرضوخ إلى الجور. *** وكتب المؤيد الأغر بتاريخ ٢١ المحرم , وكان أخبر بعدم صحة الخبر: استبشرنا في الأمس بالخبر الذي اتصل بنا عن حياة الشاب الفاضل السيد حسين رضا شقيق صديقنا السيد رشيد رضا , ثم لم نلبث أن علمنا بكل أسف أنه انتقل إلى رحمة الله شهيد شهامته ومروءته. وقد وقع هذا النبأ في نفوس آله وأصدقائه وعارفي أدبه أشد وقع , لأنه من خيرة الشبيبة الإسلامية , غزير الأدب جيد الشعر كريم الأخلاق , فنعزي حضرة شقيقه وسائر آله وأصدقائه , ونرجو الله أن يلهمهم الصبر الجميل وينيل الفقيد رحمةً ونعيمًا. *** وكتبت جريدة البرهان عدد ٤ المحرم سنة ١٣٣٠: كان بلغنا منذ أيام أن يدًا أثيمة أطلقت مسدسًا على الشاب الفاضل الألمعي حسين أفندي وصفي رضا ابن المرحوم الشيخ على رضا في قرية القلمون , وقد آلم هذا الخبر أصدقاءه ومحبيه في الثغر , ثم ما لبثوا أن قيل لهم: إن الإصابة خفيفة , وأن الرصاصة أصابت أصل الفخذ ولا ضرر على حياة المصاب , ولكن اليوم فوجئنا بخبر وفاته متأثرًا بالرصاصة التي وصلت أحشائه , فكانت سببًا في اخترامه وإنا نعزي شقيقه الأكبر السيد محمد رشيد رضا صاحب مجلة المنار وسائر أشقائه وأصدقائه العديدين في مصر وسورية , ألهمهم الله صبرًا على هذا المصاب الأليم والخطب الجسيم. *** وكتبت جريدة العمران: الفوضى في طرابلس الشام إن أنباء طرابلس الشام مزعجة بحيث لا يأتينا بريد من سورية إلا ويحمل لنا منها المفجعات , وكان آخر ذلك مقتل حضرة الحسيب النسيب سليل البيت الطاهر, وأحد الأدباء الذين تفتخر بهم الدساكر المرحوم المبرور السيد حسين وصفي رضا شقيق الأستاذ الشيخ رشيد رضا صاحب مجلة المنار الزاهرة , فشق علينا خطبه؛ لأن فقدانه خسارة على الأدب والفضل , وزاد في حزننا أنه قتل بيد أثيم معتد في موقف يريد به نصرة مظلوم من ظالم ولا حول ولا قوة إلا بالله , ونحن نتقدم إلى حضرة الأستاذ الشيخ رشيد وعموم إخوان الفقيد وأنسبائهم بواجب التعزية , ونسأل لهذا الراحل رحمة ورضوانًا , ولقاتله جزاء وفاقًا ولحكومة طرابلس الشام حزمًا في حفظ الأمن العام وإقدامًا. ((يتبع بمقال تالٍ))