والاستعمار الأوربي (١) الدول الأوربية التي ورثت ملك المسلمين الواسع في المشرق والمغرب أربع: إنكلترا وهولندا وروسيا وفرنسا. كل دولة منهن سائدة على أكثر مما تسود عليه الدولة العثمانية من المسلمين. فمسلموا الهند من رعية الإنكليز قد بلغوا في الإحصاء الأخير تسعين مليونًا، وهم زهاء ثلث أهل الهند، وكان لهم السيادة على جماهير الوثنيين، وهؤلاء الإنكليز يسودون الملايين الكثيرة من المسلمين وغيرهم بأسماء مختلفة، فلهم مستعمرة الكاب وبلاد الترنسفال وفيهما كثير من المسلمين، وقد جعلوا لهذه مجلسًا نيابيًّا، ومثلها أسترالية وزيلاندة فسيادتهم عليها ليست كسيادتهم على مملكة زنجبار الإسلامية. وناهيك بحكمهم للسودان بعنوان الشركة مع الحكومة المصرية، وتصرفهم في مصر نفسها بسيطرة الاحتلال، وتصريحهم بأن القول الفصل في كل شيء فيها إنما هو لحكومة ملك الإنكليز، وقد تتجلى الحقيقة الواحدة في مظاهر مختلفة، وتتشكل في صور متعددة، فيكون لكل مظهر في صورة أحكام خاصة به عند الحكماء، وإن اشتركت كلها في مقومات الحقيقة الجنسية أو النوعية دون مشخصاتها، فالإنكليز أقدر أمم الأرض على الاستعمار وأبرعهم في السيادة على الأمم؛ لأنهم يراعون الحقائق في أجناسها وفصولها المقومة، وفي مشخصاتها المختلفة، ويسايرون الطبيعة في سنتها، ويحكمون العقل أكثر مما يحكمون القوة فيها، ولذلك سادوا على أمم وشعوب وقبائل كثيرة تعد بمئات الملايين، واستفادوا من ثروتها وخيراتها ما لم يستفده غيرهم من المستعمرين، ولم يمنعوا بالقوة أحدًا ممن سادوا عليهم أن يرتقوا في العلوم والأعمال، ولا هم يتعمدون ترقيتهم فيها إلا بمقدار ما يفيدهم هم من توسيع دائرة الثروة، وقد يحولون بينهم وبين ما فوق ذلك من الترقي من حيث لا يشعرون. يليهم في هذه البراعة الهولانديون، فدولتهم على صغرها تتصرف في أكثر من ثلاثين مليونًا من المسلمين تسخرهم لمنافعها، وتستعملهم في تلك الجزائر الخصبة (جزائر جاوه) كما تستعمل الأنعام، وهم أجهل من رعايا الإنكليز وأضعف عقولاً ونفوسًا، وليس لهم من الاستعداد الموروث ولا من سابقة العلم والمدنية والسلطان مثل ما للهنود والمصريين؛ ولذلك لا تحس منهم بحركة، ولا تسمع لهم ركزًا، ومن عجائب خمولهم وضعف استعدادهم أن الذين يرحلون منهم لطلب العلم يقيمون السنين الطوال بمكة أو مصر، ثم يعود من يعود منهم إلى بلاده وهو لا يعرف من أمر العالم الإسلامي ولا من أحوال هذا العصر شيئًا قط؛ لأنهم يحبسون أنفسهم على أفراد من متفقهة الشافعية، يتعبدون ببعض كتب متأخري الشافعية كابن حجر الهيتمي والرملي، فإن تجاوزوها فإلى كتب الشيخ زكريا الأنصاري والنووي. لو جردت من هذه الكتب ما يعمل به الذين يتعلمون أحكام المذهب من الجاويين وغيرهم من مسائل العبادات، وما يقرب منها من الأحكام الشخصية لأمكنك جمعه في مائة ورقة، يمكن تعلمها في شهر أو شهرين أو ثلاثة، ولتكن مئتي ورقة، وليكن تعلمها في سنة، فما بالهم يقضون السنين الطوال في مدارسة أحكام المعاملات؛ كالبيوع والشركات وأحكام الجنايات والجهاد والرقيق، وغير ذلك مما لا يعمل ولا يحكم به أحد في بلادهم، ويمر العمر ولا يحتاجون إلى معرفة شيء منه؟ ! ولا يعرفون شيئًا في هذا الزمن من علم القرآن، وسنن الله تعالى في الأمم؛ كأسباب قوتها وضعفها وعزها وذلها وسيادتها على غيرها وسيادة غيرها عليها؟ ؟ {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ} (يوسف: ١٠٩) [١] بلى قد ساروا، ولكن لم ينظروا ولم يتفكروا ولم يعتبروا كما أمروا، فهم لا يعلمون من أمر عاقبة الذين من قبلهم شيئًا، لا يستقرون ولا يختبرون شيئًا من أحوال الأمم بأنفسهم، ولا يقرءون التاريخ وعلم تقويم البلدان (الجغرافية) ، ولا علم الاجتماع وحقوق الدول والأمم، بل تراهم يقيمون السنين في مصر ولا يقرءون جرائدها، ولا يعرفون طرق الإدارة وشؤون العمران فيها، والقرآن يحثهم على السير في الأرض؛ لينظروا ويتفكروا ويعتبروا لا ليتدارسوا كتب ابن حجر والرملي فقط {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى القُلُوبُ الَتِي فِي الصُّدُورِ} (الحج: ٤٦) . كانت هولندة قانعة؛ وهي دولة صغيرة في أقاصي الشمال باستعمار هؤلاء الملايين في الجزائر الاستوائية من الجنوب، وتسخيرهم في استغلال أرضهم لها، وتركهم في شؤونهم الروحية والاجتماعية، لا توقظهم من نومهم ولا تدع أحدًا يوقظهم، ثم إنها تصدت في هذه السنين الأخيرة إلى تسخير أرواحهم وقلوبهم لها؛ لتأمن في المستقبل استيقاظهم على يد غيرها، فوجهت عنايتها إلى تنصيرهم وتعليمهم لغتها، أي إلى استبدال مقوماتهم الملية بغيرها. كان يروعها ما تجده من شدة تمسكهم في دينهم، وتعريضهم أنفسهم للهلاك في سبيل الحج إلى بيت الله الحرام، فظنت كما يظن بعض المغرورين من المسلمين أن تنصير المقلدين عسير؛ لأن المقلد لا يصغى للبرهان، ولكن الهولنديين يعلمون ما يجهله هؤلاء المغرورون من طباع البشر وأخلاقهم، ومنها أن الميل إلى الاستدلال طبيعي فيهم، فإذا منعوا باسم الدين من البحث في البرهان والدليل على أصول دينهم وفروعه، فإنهم لا يمتنعون من التفكر فيما يلقى إليهم من الدلائل على بطلان هذا الدين الذي لا يعرفون حقيقته، وإن هذه الدلائل تروج عند الجاهلين؛ وإن كانت مقدماتها تؤلف تارة من الجدل والسفسطة وتارة من المقدمات اليقينية على بطلان بعض التقاليد التي يسمونها إسلامًا، وما هي من الإسلام في شيء. سلك الهولنديون لتنصير المسلمين طريقًا لم يسبقهم إليه أحد فيما نعلم وقد نجحت التجربة التي جربوها في ديفو، وهي بلدة بين بتاوي وبوكر، نفوسها زهاء أربعة آلاف، بثوا فيها الدعاة (المبشرين) ومنعوا مسلمي العرب وغيرهم من المستنيرين أن يدخلوها ألبتة، وقد جمع أولئك المبشرون جميع ما يعرفون من سيئات مسلمي تلك البلاد وخرافاتهم وضلالاتهم التي راجت بينهم باسم الدين، وسعي شيوخ الطريق الدجالين، وبينوا لأهلها فسادها، وكون الدين الذي جاء بها لا بد أن يكون باطلاً مثلها، ومسخوا لهم بعض أحكام الإسلام ومسائله بتأويلها وصرفها عن حقيقتها، وأيدوا ذلك كله بسوء حال المسلمين، وكونهم أحط من النصارى علمًا وعملاً وآدابًا وثروة وسيادة، وأوهموهم أنه لا علة لذلك غير الدين، فتنصر جميع أهل تلك البلدة وبغض إليهم المبشرون المسلمين، حتى إن المسلم إذا دخلها لا يجد له فيها مأوى، ولا يسقيه أحد فنجان قهوة، ولا جرعة ماء، بل لا يجد من يقابله ولا من يكلمه. فهل بعث المسيح ليوقع العداوة والبغضاء بين الناس إلى هذا الحد، أم دين السياسة الأوربية عليها الملام شيء ودين المسيح عليه السلام شيء آخر؟ سر هولندة نجاح هذه التجربة، فبثت دعاة النصرانية في تلك الجزائر يدعون الأعرق منها في الجهل فالأعرق، والأبعد عن حقيقة الإسلام فالأبعد، وإذا دامت الحال على هذا المنوال، فستكون جاوه كما قال ذلك السائح العاقل أندلسًا ثانية، ولا عجب فمسلمو جاوه أجهل المسلمين بالإسلام وأشدهم خمولاً، وقد استيقظ أناس من المسلمين في كل قطر إسلامي كبير، وأنشأوا يوقظون غيرهم، ولا يزال مسلمو جاوه نائمين يغطون، وقد ابتلوا بأناس من العرب يدعون العلم وما هم من أهله، يبغضون إليهم العلم الصحيح الذي يعرفهم أنفسهم ومكانتهم من حكومتهم ومن سائر الناس، ويحرمون عليهم إنشاء المدارس العلمية على الطرق العصرية المعروفة في مصر، وأن يتعلموا غير تلاوة ألفاظ القرآن للتبرك وبعض أحكام الفقه، وما يتعلم ذلك إلا قليل منهم. إذا حرم هؤلاء الدجالون على المسلمين أن يعلموا أنفسهم ما يقوم به أمر دنياهم، ويحفظ به أمر دينهم في مدارس نظامية، فهل يحرمون على حكومة هولندة أن تنشئ لهم مدارس تعلمهم فيها لغتها، وما نرى فيه مصلحتها من علوم الدنيا، وعلى دعاة النصرانية أن ينشئوا لهم مدارس أخرى ينصرونهم فيها؟ كلا، إن قد شرعت الحكومة الهولندية في ضبط ما كان لرؤساء تلك الجزائر الذين يلقبون بالسلاطين (! !) من الأرض والغابات والمرافق؛ لتتولى هي استغلال ما كانوا يستغلونه، وجباية ما كانوا يجبونه، وتجعل رزقهم محصورًا فيما تجود به عليهم من خزينتها كل شهر أو سنة، وتقول: إنها ستنفق ربع ذلك على المدارس التي تنشئها لتعليم الأهالي، وقد وضعت قانونًا جديدًا لهذه المعاملة؛ وهي تحمل أولئك السلاطين المساكين على إقراره وإمضائه، فمن لم يرض منهم بترك ما كان له من امتياز وسلطة صورية، وأن يكون كعمال الحكومات الذين يعطون عند عجزهم راتب التقاعد (المعاش) ، عزلوه من سلطنته، ونصبوا مكانه شبحًا آدميًّا آخر وسموه سلطانًا، وهي خير للرعية من أولئك السلاطين الذين لا يمنعهم عن الظلم إلا العجز. (روسية) مسلمو روسية أكثر من مسلمي البلاد العثمانية، ويناهزون عدد مسلمي جاوه، وأكثرهم من التتار والترك والجركس والقرغيز والفرس، وبعضهم يعد في القانون روسيًّا محضًا والبعض الآخر من المستعمرات، ومنهم الجاهلون الغافلون الذين لا يعرفون من أمر العالم شيئًا قط، بل يعيشون كالأوابد والسوائم إلا أنهم أشداء شجعان لا ضعفاء كالجاوبين، ومنهم المغرورون بما عندهم من بقايا العلوم الإسلامية؛ كالفقه الذي يرون أنهم أغنياء به عن كل ما في العالم من العلوم الدينية والدنيوية، ومنهم الذين دبت فيهم روح الحياة الملية، وتوجهت نفوسهم إلى الارتقاء الاجتماعي وأكثر هؤلاء من التتار، وحكومتهم واقفة لهم بالمرصاد، فلا يرضيها أن يرتقوا بدينهم ولغتهم، ولا هي تستطيع أن تنصرهم ولا أن تبدل لغتهم، بل عجز دعاة النصرانية في روسية عن تنصير أعرق مسلمي بلادها في الجهل، وأبعدهم عن العلم؛ لأن حظ عامة مسلمي تلك البلاد من عقائد الإسلام وأخلاقه وآدابه أكبر من حظ أكثر المسلمين في أكثر الأقطار، فهم أرقى من الروسيين روحًا، وأزكى نفسًا، وأعلى أدبًا، وأكثر في الجملة كسبًا، وجذب الأعلى إلى الأدنى عسير. إذا دبت في الأمة روح الحياة، فلا يزيدها الضغط والاضطهاد إلا حياة وقوة؛ لأنه يلم شعثها، ويجمع متفرقها، ويزيل ما بينها من الأضغان والأحقاد والتنازع والخلاف، ويجعلها إلبًا واحدًا على من ينازعها أسباب ترقيها ومادة حياتها، فالمصلحة لروسية أن تدعهم يعملون لأنفسهم ما شاءوا، وأن تظهر لهم الرغبة في ترقيهم بشرط اجتناب السياسة والتحيز إلى دولة أخرى، ومن مصلحتهم مواتاتها على ذلك واتقاء فتن السياسة ظاهرًا وباطنًا، وحصر سعيهم في دائرة العلوم النافعة من دينية ودنيوية، والأعمال التي ترقي الثروة مع التربية الإسلامية (راجع مقالة ألمانية والعالم الإسلامي في هذا الجزء) . (فرنسة) سكان المستعمرات الفرنسية أربعون مليونًا أو يزيدون، أكثرهم من المسلمين، وقد أخطأت فرنسة في طريقة إدارتها وسياستها في الجزائر، وظهر لها أنها قد أخطأت ولما يظهر لها الصواب، وقد كتب ساستها وعلماؤها مما لا نحصي له عددًا من المصنفات والمقالات في الإسلام والمسلمين، والجزائر والجزائريين، وذكروا آراء كثيرة فيما يراه كل كاتب أمثل الطرق لحكم المسلمين، وما أفاد ذلك شيئًا. بذل الفرنسيون جهدهم في تنصير الجزائريين فلم يفلحوا، وحاولوا أن يبدلوهم بلغة العرب لغة فرنسة، فلم ينجحوا، أخذت الحكومة أوقافهم ومكنت اليهود من أملاكهم فصبروا، جربت أخذهم بالسيئات؛ لتفسد بأسهم وتأمن عاقبة استعبادهم، ولم تجرب أخذهم بالحسنات ليبلغوا رشدهم، وتربح شكرهم وودهم، ولعلها لولا طمع يهود الجزائر في مسلميها، ومساعدة يهود باريس لهم، وناهيك بنفوذهم فيها؛ لوجد هناك من الأحرار من ألجأ حكومتها إلى جعل الجزائر زينة بلاد المغرب في العمران، ومثابتها في العلم والعرفان، وإذًا لكان ما تبغيه الآن من استعمار ما بقي في أيدي المسلمين في تلك الأوطان أقرب منالاً وأحسن حالاً. كان أكبر خطئها الاستعماري في الجزائر إزالة صورة الحكم الإسلامي منها بإزالة معناه، وجعل الحكومة فرنسية محضة مع العلم بأن صفة الحاكمية هي أشد الصفات تمكنًا في نفوس المسلمين، فنزعها منهم يحدث في نفوسهم جرحًا لا يندمل، ثم اقتدت بإنكلترة بعض الاقتداء في استعمار تونس، فسمت نفسها حامية لها لا حاكمة فيها، وأبقت لها أميرها (الباي) ، ولكنها لم تجعل له ولا لرجال حكومته من الأمر شيئًا قط لا صورة ولا حقيقة، وكان إبقاؤه أحد الأسباب التي جعلت نصيبها من النجاح في تونس أوفر، وميزان السكون إلى حكمها أرجح، حتى زعم بعض رجالها أنهم قطعوا رابطتها الإسلامية التي تربطها بمكة على أن تونس ما زالت كما كانت أوسع من الجزائر علمًا بالإسلام، فالعلوم الإسلامية ليست هي التي تبعد المسلمين عن الأوربيين، ولكن الأوربيين هم الذين يبعدون المسلمين عن أنفسهم، وليس الاتفاق بينهم بالمحال، وإنما هو من الممكنات التي يعرف طريقها أهل الرأي والبصيرة من المسلمين. وتريد فرنسة أن تتبع خطوات إنكلترة استعمار مملكة مراكش، فقد كادت لها كيدها، وعبثت كما تشاء بقبائلها وسلطانها، ففاض طوفان الفتن، واندفع السيل الآتي يقذف جلمودًا بجلمود، حتى حاصرت القبائل مدينة فاس والسلطان عبد الحفيظ فيها، وتسنى لفرنسة أن تسوق جيشها إليها لإنقاذ الأوربيين وحماية السلطان من الثائرين، كما فعلت إنكلترة بمصر، فدخلت عاصمة المملكة الحسنية (ولم تمنعها كرامات مولاي إدريس من دخولها، كما كان يقول المغاربة. كما أن كرامات شاه نقشبند لم تمنع روسية من دخول بخارى، كما كان يقول أهلها) ووكل السلطان الفقيه النحوي الأصولي المحدث إلى القائد الفرنسي حمايته وحماية عرشه من أهل بلاده الثائرين، كما فعل قبله الخديوِ توفيق باشا، وقضى الله أمرًا كان مفعولاً. حذرنا مملكة المغرب الأقصى من هذه العاقبة في السنة الأولى من سني المنار، وجزمنا بأنها إذ دامت على تلك الحال من الجهل والفساد فإنها لا بد أن تقع في يد أوربة، وبينا لها طريق النجاة التي تحفظ استقلالها، وأعدنا الذكرى وكررناها بعد ذلك، وكان المنار يرسل إلى السلطان وكبار رجاله ولكنهم قوم لا يعقلون، وقد أبسل السلطان الذي يسمونه جاهلاً، ولم يعتبر السلطان الذي يسمونه عالمًا، بل أبسل المملكة بأسرها، وتلك عاقبة الجهل والغرور، ولله عاقبة الأمور. ((يتبع بمقال تالٍ))