(البنك الأهلي) اتفق بعض متمولي أوروبا على إنشاء مصرف (بنك) في مصر يسمونه (البنك الأهلي) ، يقنع من الفلاحين بربا قليل بالنسبة لغيره مع ضمان الحكومة للمقترضين. ويقال: إن نصف رأس مال هذا المصرف من متمولي الإنكليز، فعسى أن يتنبَّه المصريون للشركات المالية من هذه الحوادث المتوالية قبل أن تفوتهم منفعة التنبه. *** (حقد الإفرنج) ذكرت جرائد أميركا أن الحكومة الأميركية قد طبعت على كل رغيف من الخبر الذي تقدمه لعساكرها (اذكروا الدارعة ماين) ، وهي التي نسفت في مياه هفانا، تقصد بذلك تهييج الجند على الانتقام. وذلك نحو مما تربي عليه فرنسا أبناءها من التذكير بمسألة الإلزاس واللورين، وإحفاظ قلوبهم على ألمانيا. فليعتبر الذين لا يبالون بأمر بلادهم وأوطانهم إن كانوا يعقلون. *** (جريدة الأصمعي) جاءتنا الأعداد الثلاثة الأوائل من جريدة عربية يومية سياسية، أنشئت في سان باولو من البرازيل سميت (الأصمعي) لصاحبيها الكاتبين البارعين خليل أفندي ملوك وشكري أفندي الخوري، وقد سرنا ما ذكر في العدد الثالث من إقبال النزلاء السوريين على الجريدة، حتى إنه لم يرد الجريدة منهم إلا نحو عشرين رجلاً، وكانوا يُقدّرون أن يرد لهم ربع ما وزعوا على الأقل لأنهم أكثروا من العدد الأول جداً، فهكذا يكون حب المعارف وتعضيد أهلها. لعمري إن السوريين عموماً واللبنانيين خصوصاً يجدر بهم الافتخار على كل أبناء العرب في ذلك، ونحن نرجو لرصيفتنا الجديدة زيادة الإقبال والرواج مادام لذلك في بلادهم مجال. *** (تدبير المنزل) أهدانا حضرة الفاضل فرنسيس أفندي ميخائيل مدير مطبعة التوفيق كتاب (تدبير المنزل) من تأليفه، ضمنه ما تمس إليه الحاجة من هذا الفن، وعباراته في غاية السهولة، لا تسمو على إفهام البنات المبتدئات فنحثهن على الإقبال عليه، إذ لا يجدن في بابه مثله في العربية. *** (شكر وثناء) نسدي خالص الشكر والثناء إلى الجريدة الهندية الغراء، التي قرظت بلغاتها جريدتنا المنار على خطتها ومشربها، ورغبت أهل العلم في الإقبال عليها، ونخص بالثناء التي نقلت وتنقل عنها ما تختاره وتنتقيه من المواضيع التهذيبية، فالتعاون مفتاح السعادة (كان الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه) . وبهذه المناسبة نثني على أنصار المعارف من أفاضل تلك البلاد الذين يطلبون الاشتراك، ويقدمون ثمن الجريدة سلفًا. كثَّر الله من أمثالهم في الأمم الشرقية. *** نقترح على الشعراء تشطير الأبيات الآتية ونظم معناها بأبيات أخرى: يقولون ما نار بقلبك أوقدت ... ومن أين تأتي النار أدركك السلب فقلت لهم بلورة العين قابلت ... أشعة شمس الحب فاحترق القلب *** قال لي مَنْ أحب مِنْ أين نار ... هي في القلب منك قلت اعتذارا إن عيني بلورة قذفت في ... وسط قلبي من نور وجهك نارا *** (عبادة الغربان) استهل أبو العلاء المعري إحدى مراثيه بقوله: نبي من الغربان ليس على شرع ... يخبرنا أن الشعوب إلى الصدع ولو علم أن في الناس مَن يعبد الغربان لأودع ذلك في شعره الذي كان يجري فيه مع الخواطر، وهل يعبد الغربان أحد في العالم؟ نعم، قرأنا في مجلة أنيس التلميذ الغراء أن اليابانيين على تمدنهم واتساع دائرة العلوم والفنون العصرية عندهم - لم يزالوا يعبدون الغربان، ويعتقدون أن الغراب هو الطير الذي قلع عين الشيطان بمنقاره، ومنعه بذلك من أن يطفئ نور الشمس المشرقة؛ ولهذا يقدسونه كثيرًا، ويتحملون أذاه. *** (دفاع عن صاحب جريدة معلومات) ساءنا ما تجرأ به بعض الرعاع في الآستانة على رصيفنا الفاضل عزتلو طاهر بك أفندي، صاحب جريدة (معلومات) الغراء، وما علمنا الحامل لأولئك السفهاء على التعدي على مثل هذا الفاضل حتى ضربوه فأدموه. ولقد تناقلت هذا الخبر جرائد الأقطار مقرونًا بالتأسف والاستياء، ولقد علمنا أن لا خطر من ذلك على حياته، فنهنئه بالسلامة ونرجو له البرء العاجل.