للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الكاتب: محمد رشيد رضا


التقريظ

(تقريظ المنار لعالم غير مقلد)
قال بعد رسوم الخطاب:
منارك مرغوب المؤمن المحب لربه , ولما أبدع ربه من الوجود البديع
الواقف عند حدود سنته , وجدير بمن أكرمه الله بالمرغوب أن يأخذ بحظ وافر من
ذكره سبحانه الذكر المتعاقب الذي لا يلبث معه النسيان إلا خلسًا قليلة. ذلك ذكر الله
الذي تطمئن به القلوب، ويتوحد به المحبوب، ولا يفوت معه مرغوب، اللهم أعنا
على ذكرك.
نشكرك وأنت العليم بذات الصدور- يا من أكرمتنا بكتاب (المنار) المنير.
نشكرك أن أتممت على ظهوره السنة السادسة سائرًا سيرته التي نعتقد أنها ترضيك.
نشكر لك الفضل، ولك الحمد، ولك المنة، ومنك العون، ومنك التوفيق.
ويا صاحب المنار , لقد قمت فينا مقام المصلحين. فعليك منا الثناء نعلنه لك
ليكون من آيات إثمار غرسكم النافع. ومن آيات حبنا إياك في الصراط المستقيم
الذي نرجو أن نصل فيه إلى المجد الحقيقي والسعادة التي لا ينكرها أحد- ولا
السوفسطائية.
انتهت السنة السادسة , أما أشواق الملأ إلى بدائع ما تحيون من السنن؛ فلما
تنته , ولما ينهها خاطر من الخواطر , بل هنالك حداة بها يزيدون في سيرها. تلك
أشواق الذين ذاقوا كنه الأمور فأصبحوا يميزون بين الحقائق والأوهام، كالتمييز
بين وقائع اليقظة والأحلام.
وهذه السابعة أقبلت فعسى أن يكون مباركًا إقبالها , وعسى أن يزيد المنار فيها
إشراقًا يستنير به المخلصون المنصفون، ويشرق به الحسدة والمعاندون.
وإليك أرسلنا هذا الكتاب نصف فيه مسرتنا بأننا من محبي المنار المتمنين
دوام سطوع أضوائه. وفي كل حرف حررناه نطق للفؤاد بأدعية خالصة بها
تضرعنا للقوي سبحانه أن لا يخيب أملنا , وأن يخلص إليه عملنا، وأنت اللهم ولي
المؤمنين.
***
(الجزء الثالث من كتاب أشهر مشاهير الإسلام)
قد صدر الجزء الثالث من هذا التاريخ الاسلامي الوحيد في بابه , وهو في
سيرة أشهر قواد الخليفة الثاني وعماله - أبي عبيدة عامر بن الجراح فاتح الشام،
وسعد بن أبي وقاص فاتح بلاد الفرس، وعمرو بن العاص فاتح مصر، وقد جرى
مؤلفه (رفيق بك العظم الشهير) في تراجمهم على الطريق التي جرى على تراجم
من سبقهم أعني طريق التمحيص والتحقيق , وبيان أسباب الحوادث ونتائجها ,
والإرشاد إلى وجوه العبر فيها , وبسط الكلام في موضوعات استطرادية نافعة يعبر
عنها بالكلمات، فمنها كلمة في العمال وكلمة في القبور , وقد سبق لنا نشرها في
المنار , وكلمة ثانية في أهل الذمة، وقد نشرناها أيضًا.
ومعظم الكتاب في ترجمة عمرو بن العاص فإنه أعظم عمال عمر دهاءً
وسياسةً وأعمالاً , وإن كان أبو عبيدة أعظمهم أمانة واستقامة وورعًا وديانة , ويليه
في ذلك سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه. وقد اعتذر المؤلف عن عمرو أن زج
نفسه في غمرة الفتنة بين أمير المؤمنين علي ومعاوية بأنه لم يسعه على حبه
للرياسة والتقدم في الأمور ما وسع النفر المعتزلين من حب السلامة؛ بل رأى أن
انتفاع فريق من أولئك المختلفين برأيه ربما كان فيه تعجيل بإطفاء شواظ الفتنة
وحسم لمادة الاختلاف الذي أهريق فيه دم الأمة , وأنه في ذلك كغيره من الصحابة
الذين دخلوا مدخله، وأنه أراد أن يجعل معاوية وسيلة يعمل به , ثم يعمل لنفسه
إذ كان يطمع في الخلافة، وأنه في ذلك كعظماء الدين في هذا الزمان وفي كل
زمان , فإن كثيرًا من الملوك قتلوا إخوتهم أو أولادهم لأجل الملك , ولم يطعن
الناس في أصل دين أحد منهم وأكثر ما يقال فيهم: إنهم عصوا الله إذ رجحوا
دنياهم على دينهم. وبين المؤلف أن عَمْرًا كان يعتقد أن معاوية على الخطأ , وقال
بعد ذلك: (وهذا يدل على أن عليًّا رضي الله عنه لو تألف عَمْرًا واستدناه إليه
لانتفع به ولصدقه الخدمة أكثر منها لمعاوية , ولكن إغراق علي في حب الفضيلة
دعاه إلى ترك الحيلة بمثل عمرو كما دعاه إلى عدم قبول إشارة من أشار عليه
بتأليف معاوية وتثبيته على ولاية الشام كما سترى بعد) اهـ. وهذا يؤكد أن تلك
الأعذار عين الذنوب.
أما الكتاب فهو في غنى عن التشويق إليه والترغيب فيه فإنه قد راج رواجًا
عظيمًا حتى إنه ليوشك أن يعاد طبع الأجزاء السابقة , وطبع هذا الجزء في مطبعة
المنار , وهو أحسن من سابقيه طبعًا وتصحيحًا. وثمن النسخة منه خمسة قروش
صحيحة , وأجرة البريد قرش ونصف , ويطلب من مؤلفه، ومن مكتبة المنار بشارع
درب الجماميز وغيرها من المكاتب المشهورة.
***
(الدولة العلية وماليتها)
رسالة نافعة مفيدة لكاتب عثماني غيور رمز إلى اسمه بحرفي (م. ق) بَيَّنَ
فيها النفقات الرسمية القانونية التي تنفقها الدولة في الوزارات والمصالح وغير
الرسمية , وقد كان الكاتب أرسلها إلينا لننشرها تباعًا في المنار , فنشرنا منها نبذة،
ثم رأينا بعد إشارة غير واحد من القراء عدم نشر الباقي , ولكن الكاتب لم يرد أن
يحرم الأمة من الانتفاع بها فطبعها على حدتها. ومن هذه الرسالة يعلم أن كبار
رجال الدولة يأخذون رواتبهم الشهرية مضاعفة ويزادون من المكارم السلطانية ما لا
حصر له. وأما صغار العمال والجند فإنهم لا يصلون إلى رواتبهم القليلة إلا في كل
أشهر مرة. وقد اقترح الكاتب في آخر رسالته عشرين أمرًا رأى أن إصلاح الدولة
بدونها محال وهي:
١- تنقيح دوائر الحكومة , وتقليل المرتبات التي لا لزوم لأربابها، وإرجاعها
لأصل القانون العثماني , والتخفيض من ذلك الجيش الجرار الموجود في تلك
المجالس المشكلة في الآستانة كما تقدم ذكره إلى عدد لا يتجاوز ما نص عليه في
القانون.
٢- إحالة أغلب القواد الحائزين على رتبة المشيرية والفريق الذين لا ينتظر
منهم خدمة حقيقية على المعاش , والإقلال من الإنعام بهذه الرتب السامية ذات
المرتب , وجعل عدد كل من الرتبتين لا يتجاوز حدًّا معلومًا أسوة بباقي الدول.
٣- إحالة قسم من الياوران على الجيش , وخصم راتب الكوردون , والاكتفاء
براتب الرتبة كما هي الحالة المتبعة عند الدول الأجنبية.
٤- قطع المرتبات عن الجرائد.
٥- حل جيوش الجواسيس واقتصاد رواتبهم.
٦- إلغاء الوظائف التي لا عمل لها , وإبطال إسدائها لغير مستحقها لانتمائه
لبعض الكبار المعبر عنه بالمحسوبية.
٧- زيادة رواتب صغار المستخدمين , ورواتب ضباط الجيش من رتبة الصاغ
وما تحتها.
٨- قطع دابر الرشوة من دواوين الحكومة.
٩- ترتيب الترقي في الخدمات الأميرية على الخطة الجارية في أوربا.
١٠- عدم عزل الموظف إلا بعد محاكمته , وعدم استخدام من يعزل لثبوت
جريمة عليه.
١١- عدم إعطاء امتيازات ذات ضمان للأجانب؛ بل حصرها في أهل البلاد.
١٢- تنشيط التجارة والزراعة , وتأليف شركت تجارية وصناعية.
١٣- وضع رسم قليل على كل تلميذ يتعلم بالمدارس الأميرية للاستعانة بذلك
على توسيع دائرة التعليم.
١٤- إعطاء الحرية للجرائد والمطبوعات.
١٥- إصلاح المكاتب العمومية (الكتبخانات) بالآستانة أو جمعها بمكتبة
واحدة , وفتحها دائمًا للمطالعة , ويوضع رسم طفيف على كل داخل إليها.
١٦- قطع المرتبات التي تعطى من البلديات إلى المنفيين أو بعض
(المحاسيب) .
١٧- إعطاء الوزارة الحرية بالعمل.
١٨- عمل ميزانية سنوية ونشرها في الجرائد.
١٩- تنفيذ أحكام القانون بالمساواة واستقلال القضاء عن الإدارة والسياسة وهو
الأهم.
وفي الرسالة فوائد كثيرة وكلام في مستقبل الدولة , وثمن النسخة منها قرش
واحد، وتطلب من مكتبة المنار.
***
(تقويم المؤيد لسنة ١٣٢٢)
أصبح هذا التقويم أشهر من نار على علم، وهو يزداد فائدة عامًا بعد عام حتى
يقول الناظر فيه: ليت شعري! أي شيء جديد يكون فيه بعد هذا، وهو الآن
مؤلف من خمسة عشر بابًا يدخل في كل باب من الفوائد ما هو سمير السامر،
وأنيس المسافر، وفي باب التاريخ من هذه السنة تراجم سلاطين آل عثمان ,
وتاريخ أشهر الممالك الأوربية , وكلام في مستعمراتها , وجداول لتاريخ الملوك
والرؤساء من كل أمة. وفي بابي أحوال مصر والسودان ما لا يستغنى عن
معرفته، وفي باب القضاء معجم يشرح فيه الاصطلاحات القضائية. وفي باب
المعاهدات والسياسة كلام طويل في المسألة المكدونية والمسألة المراكشية والمسألة
اليابانية الروسية وغير ذلك. وفي باب تدبير المنزل ما يفيد كل منزل , وفي سائر
الأبواب من الفوائد ما لا محل هنا للإشارة إليه. ولكننا نقول كلمة واحدة في تقريظ
هذا التقويم وهي: (إنه مكتبة في الحبيب) وهو مجلد تجليدًا جميلاً , وثمن النسخة
منه خمسة قروش صحيحة فقط , ويطلب من مؤلفه محمد أفندي مسعود المحرر
بجريدة المؤيد.
***
(تقويم العرب)
يطبع في مصر كثير من التقاويم المختصرة التي يسمونها (النتائج) وهي
لمعرفة تاريخ الشهور الهجري مع الإفرنجي والقبطي , ويزيد بعضها العبري. وقد
جرت عادتهم بأن يكتبوا بإزاء الأيام ما يكون فيها، أو يحسن من احتفال ملي أو
عمل زراعي وغير ذلك. ويسمون ذلك بالتوقيعات , والكثير من هذه التوقيعات يدخل
في باب العادات المنتقدة والأوهام الضارة. وقد وضع محمد أفندي حسين
مساعد سكرتير شركة طبع الكتب العربية تقويمًا جديدًا لهذه السنة بمساعدة خضر
أفندي إبراهيم. رغب فيه عن توقيعات العادات العمومية المعتادة إلى ذكر أشهر
الوقائع والحوادث التاريخية , ولم يهمل ذكر الأعمال النافعة في أوقاتها كابتداء
زراعة القطن وغيره. فهذا التقويم على صغره تاريخ إسلامي وجيز فيه ذكر مواليد
أعظم رجال الإسلام ووفياتهم وأشهر الوقائع.
وقد طبعته شركة طبع الكتب على نفقتها , ونرجو أن يفوق سائر النتائج في
الرواج والاشتهار ولو بعد حين. وثمن النسخة منه قرش واحد.