للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكاتب: عناية الله أحمدي


الأخبار والآراء

(أحوال مسلمي الصين)
جمعية إسلامية في بكين
جاء في العدد الـ ١٠١٦ من جريدة وقت الروسية تحت هذا العنوان لمكاتبها
في بكين ما ترجمته.
كان زعماء المسلمين في بكين (عاصمة الصين) قد أجمعوا على عقد
اجتماع كبير في ٢ يوليو سنة ١٩١٢. فدعوا مسلمي العاصمة جميعًا بواسطة
الجرائد والإعلانات الخصوصية للاجتماع في ذاك الوقت المعهود في جامع حوشيع
(شرق) .
وفي الساعة الثانية بعد الظهر من يوم الاجتماع امتلأ الجامع ورحبته بالناس
وأرسلت جوار (عربات) خصوصية لبعض الكبار كالمفتي عبد الرحمن وأمثاله
واستقبلوهم بالإجلال والتكريم.
وبعدما تم اجتماع الناس جاء وكيل من طرف يوانشيغاي رئيس الجمهورية
ووكيل آخر من طرف الوزارة الداخلية، والذي جاء وكيلاً عن رئيس الجمهورية
هو شاب مسلم يُدعى عبد الله من رجال نظارة المعارف وكل منهما خطب خطبة
توافق المقام تحية للجمعية.

خلاصة خطبة عبد الله أفندي وكيل رئيس الجمهورية:
قد أرسلني رئيس الجمهورية يوانشيغاي كي أحيي جمعيتكم نيابة عنه، وهو قد
بين اشتراكه اشتراكًا قلبيًا في تأسيسكم جمعية إسلامية تُرجى فيها فوائد جمة للمسلمين
وكذلك للوطن. إن الوطن الآن في أهم دور من أدواره فاحتياجه للائتلاف والاتحاد
بين أبنائه قد صار أشد من كل وقت، فغيرة المسلمين الذين قد اشتهروا بالصداقة
والشجاعة وسعيهم في سبيل الوطن هما من ألزم الأشياء له وأغلاها
قيمة. والحق يقال: إننا كلنا أبناء وطن واحد، فمن وظيفتنا الشعبية والوجدانية أن
تنقذه من التهلكة وأن نجتهد في سبيل الجمهورية بأموالنا وأنفسنا.
المسلمون وإن كانوا قد عاشوا أحرارًا في زمن الاستبداد ولكن بعد الجمهورية
قد تتبدل القوانين وربما لا تثبت الوظائف والحقوق في قرارهما الأول. وتتغير
الأحوال بتغير طرق الإفادة والاستفادة، فإذا كان المسلمون لا يقصرون في الاجتهاد
في سبيل وطنهم فلا شك أن الجمهورية توسع لهم حقوقهم وتَعُدهم من أبطال الوطن
وأما من حيث الديانة فإن أهل الصين يحترمون الأديان كلها، وعلوية الإسلام
وقدسيته ظاهرة لجميع من أهل الصين، فالحكومة الجمهورية أيضًا ستعتبره كذلك،
فالمسلمون يكونون أحرارًا في دينهم. على أن مسلمي الصين قد حافظوا إلى الآن
على دينهم بواسطة اطلاعهم على شيء من اللغة العربية، فأول شيء أوصيكم الآن
به هو ترقية تلكم اللغة بين مسلمي الصين.
وبعد إتمام خطبته ختمها بقوله: (ليحيى المسلمون والجمهورية) فصفق له
الحاضرون.
ثم خطب الوكيل المبعوث من طرف الوزارة الداخلية فقال: إن وطننا المعظم
كان قد اقترب من الاضمحلال بسبب الاستبداد والظلم والجهالة. ولما رأى ذوو
الأفكار العالية ذلكم من سير الدولة تركوا أوطانهم ورحلوا إلى الممالك الأجنبية
وأحدثوا هناك جمعيات تسعى في إنقاذ الوطن من التهلكة وجاهدوا في سبيله بأموالهم
وأنفسهم، فالجمهورية التي تملكها اليوم هي من ثمرة جهاد أولئكم الأبطال من
الشيوخ والشبان. فالآن يجب علينا كلنا أن نجتهد لأجل المحافظة على هذه
الجمهورية، والمأمول من المسلمين الذين جعلوا أموالهم وأنفسهم فداء للحصول على
الجمهورية سيجعلون ما لديهم كذلك فداء في سبيل محافظتها. وبعد تمام خطبته
صفق له الحاضرون وأطالوا في التصفيق.
ثم ألقى عدة خطباء خطبًا موافقة للمقام، وكانت موسيقى العسكرية تطرب
الحاضرين بعزف ألحان الجمهورية، وتلاميذ المدارس نثروا أزهارًا صُفرًا على
الوكيلين. ثم أخذوا في انتخاب رئيس للجمعية، وبعد أخذٍ وردٍّ انتخبوا بالاتفاق
واحدًا من الوجهاء يُدعى عبد الله وهو شاب تخرج من المدرسة الصينية، وعينوا
عبد الرحمن أفندي مفتي بكين وكيلاً له ثم انتخبوا أعضاء لها من وجهاء مسلمي
العاصمة مثل أبي بكر أفندي من أئمة بكين ومحمد صالح أفندي صاحب جريدة
(آياقوباو) الإسلامية. وبعد تمام الانتخابات خطب السيد طاهر أفندي باللغة العربية
وهذه خلاصة خطبته: إن حياة الأمة والحكومات مربوطة بالاتفاق والاتحاد، وأن
كثيرًا من الأمم تعيش بسبب اتحاد أبنائها حافظة حقوقها بل حاكمة على غيرها كما
أن كثيرًا منها تكون بسبب فقدان الوفاق بين أبنائها مرذولة ومحقرة وتهلك هلاكًا
معنويًّا وإن كان أفرادها كثيرين. وأتم كلامه بقوله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ
جَمِيعاً} (آل عمران: ١٠٣) الآية.
وأكتب في مقالتي الثانية بُرُجرام هذه الجمعية ومقاصدها. (ع. أحمدي)
ثم جاء في العدد الـ ١٠١٧ لمكاتبها المذكور ما ترجمته:
مقاصد الجمعية الإسلامية في بكين
كنت كتبت إليكم خبر تأسيس جمعية (باسم الجمعية الإسلامية) في مدينة
بكين، أما مقصد هذه الجمعية الرئيس فهو السعي في رقي وتعالي مسلمي الصين
الذين عاشوا منذ قرون عديدة تحت نيِّر حكومة المنشوريين وظلمهم بعيدين عن
المعارف والصناعة والنجارة والأخلاق الإسلامية - والسعي في إراءة الطرق لهم.
مركز هذه الجمعية هو في بكين، وستفتح لها فروع وشعب في القرى والبلاد
الأخرى من أنحاء المملكة حيث يوجد فيها المسلمون. إن القائمين بشئون الجمعية
قد طبعوا بروجرامها ونشروه بين المسلمين وبعثوا اثنين منهم إلى رئيس الجمهورية
للتصديق عليه وهو أحاله إلى محله الواجب إحالته إليه وأعجب بتشبث المسلمين
بمثل هذا الأمر العظيم، أما نظام الجمعية فهو عبارة عن هذه المواد:
الأولى - افتتاح عدة مكاتب ومدارس في مدينة بكين تدرس فيها لغتا العرب
والصين، وتاريخ الصين والإسلام، وتقويم البلدان وأمثلهما، والمتخرجون في هذه
المدارس يقبلون في مدارس الحكومة من غير امتحان، ويخصص فيها يوم للوعظ
لأجل محو الخرافات والعقائد الباطلة المنتشرة بين مسلمي الصين المخالفة للإسلام،
ثم تربية التلاميذ تربية موافقة لحقيقة الإسلام، ولأهل المحلة صغارها وكبارها أن
يحضروا دروس الوعظ، والمتخرجون في هذه المدارس يستحقون أيضًا أن يكونوا
معلمين في المدارس الدينية وأن يعينوا أئمة في الجوامع كما أنهم يستحقون الدخول
في مدارس الحكومة.
الثانية - ترقية المسلمين في التجارة وافتتاح المدارس التجارية لذلك ويسعون
الآن في إدخال شبان مستعدين من المسلمين في مدارس الحكومة كي
يستعدوا لأن يكونوا معلمين في المدارس التجارية المراد افتتاحها. والجمعية ستفتح
دكاكين في المحلات الإسلامية للاتجار ببضائع يجوز الاتجار بها شرعًا وفتحوا الآن
محلات لتجارة الملح، ولها في بلاد الصين فوائد لا يستهان بها، والمسلمون لا
يشترون الملح إلا منها، وكذلك الوثنيون لكونه أرخص فيها بالنسبة إلى غيرها.
الثالثة - ترقية الزراعة بين المسلمين وطلب أرض من الحكومة في جهات
مدينة موكدن وأطراف منشوريا وإسكان الفقراء من المسلمين فيها.
وباجتهاد الجمعية أسسوا بنكًا ماليًا زراعيًا في موكدن وسيفتحون فروعًا له في
البلاد الأخرى.
ومن مقاصدها توزيع آلات الزراعة بين المسلمين بأسعار رخيصة وتسهيل
شئون الزراعة لهم. وهي تشتغل الآن بالبحث في وجود الأموال لها، وأعضاؤها
يدفعون سنويًا زهاء عشرة قروش مصرية إلى ثلاثين قرشًا.
والحاصل أن مقصد الجمعية نشر المعارف والصناعة والتجارة والزراعة بين
المسلمين ويؤمل حصول أمور أعظم من هذا بينهم. وأكبر العاملين في هذه الجمعية
وتأسيسها هو الأستاذ المحترم السيد طاهر أفندي
... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ع. أحمدي
... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... (بكين)
***
جريدة إسلامية في بكين
كنت أسمع بوجود جريدة إسلامية في مدينة بكين عاصمة الصين، وأنا في
بلدة خاربين. في اليوم الثاني من وصولي إلى بكين ذهبت مع السيد طاهر أفندي
إلى محل إدارة تلك الجريدة، فركبنا الجارية (العربة) لطول المسافة وسرنا زهاء
ساعة نمرّ بشوارع بكين الكبيرة حتى وصلنا إلى دار رفيعة كتب على بابها
بالحروف الكبيرة (بسم الله الرحمن الرحيم) فوقفنا عندها فهناك استقبلنا خدمة
المطبعة والمحررون من معارف السيد طاهر أفندي وحيونا بالسلام والترحيب.
صاحب هذه الجريدة ومديرها المسئول هو رجل شاب يدعي بمحمد صالح
يعرف اللغة العربية والهندية جيدًا واشتهر بين المسلمين والمجوس باطلاعه التام
على أدبيات اللغة الصينية. الجرائد والمجلات في بكين يبلغ عددها الآن خمسين
جريدة ومجلة، وكانت قبل سنة واحدة عشرًا فقط. واسم الجريدة التي يصدرها
محمد صالح أفندي هو (آياقوباو) أي حب الوطن، وقصده الوحيد منها المحافظة
على حقوق المسلمين ونشر الأخبار المتعلقة بهم. ويريدون إصدارها من الآن
باللغتين العربية والصينية بمساعدة السيد طاهر أفندي وأخذوا يستعدون لذلك.
ويصدر منها كل يوم اثنان وعشرون ألف نسخة وترسل إلى كثير من الأئمة
والمعلمين بلا بدل، وقد صدرت منذ خمس سنين، وعدد الخدمة في المطبعة زهاء
خمسين وكلهم من المسلمين.
وبعد الزيارة والتعارف ذهب بنا محمد صالح للتغدي إلى مطعم كبير مزين
على أصول الأوربيين وهو إسلامي يديره بعض المسلمين، ووجدنا أن كثيرًا من
كبار المجوس يأكلون فيه، أما مسلمو الصين أنفسهم فهم -فقيرهم وغنيهم-
فلا يأكلون طعام المجوس قط، بل يوجد في محلتهم مطاعم إسلامية يأكلون فيها.
وبعد الطعام ركبنا الجواري (العربات) الخاصة بكبار أهل الصين وتفرجنا
على شوارع بكين، وهي شوارع ضيقة جدًّا وليس فيها شيء من النظافة، وإذا
استثنيت محلة الأوروبيين وعدة شوارع أخرى فلا يبقى بعدها إلا شوارع وسخة لا
ترغب دخولها لوساختها.
الوطنية بين أهل الصين قوية جدًا، فملابسهم الوطنية لا يتركونها والتجارة
كلها في أيديهم ولا يوجد في محلة الصينيين دكان لأوروبي غير دكاكين الوطنيين،
وملابسهم ومأكولاتهم كلها معمولة في معاملهم وبأيديهم، ولما أخذ بعض الشبان منهم
يلبسون البرانيط الأوروبية بعد إعلان الجمهورية اتخذوا كذلك مصانع لهم يصنعون
فيها البرانيط الأوروبية. ولا يأتمرون بأوامر يوانشيغاي رئيس الجمهورية في قطع
ضفائرهم ادعاء بأنه مساس بقوميتهم، ويروون خبر وجود جمعية سرية تستعد
للثورة حفظًا للضفائر.
... ... عناية الله أحمدي
... ... ... ... ... ... ... ... ... ... (بكين)
***
افتتاح مدرسة إسلامية في بكين
مسلمو الصين ولا سيما أهل بكين منهم عرفوا وجوب التعلم وأخذوا يلتذون به
ويصرفون جهدهم لافتتاح المدارس الابتدائية التي هي أساس الحضارة والارتقاء.
قبل خمس سنين ما كان بينهم كما يروون ذكر للمدرسة، وما كانوا يعرفون ما
هي وما فائدتها، والآن فتحوا في مدة وجيزة سبع مدارس ابتدائية ويجتهدون في
تعليم أولادهم الصغار، وكذلك فتحوا مدرسة كبيرة للذكور في محلة الإمام أبي بكر
أفندي حينما كنت أنا في بكين، حضر مجلس الافتتاح مفتي مسلمي بكين والعلماء
والموظفون في دوائر الحكومة ومعلمو المدارس وغيرهم من كبار مسلمي العاصمة،
وبعد أن تم اجتماع المذكورين جاء السيد طاهر أفندي - الذي اجتهد كثيرًا في فتح
المدرسة وحاز منزلة رفيعة بين مسلمي الصين - والتعليم في هذه المدرسة يكون
على ما يقولون في فصلي الصيف والشتاء، إلا أنه يكون في الشتاء خاصًّا بالأولاد
وعلى نظام (برغرام) معين، وفي الصيف يقبل الصغار والكبار ولا يكون التعليم
بالنظام.
معلم الديانة في هذه المدرسة في فصل الصيف يكون دائمًا في المدرسة،
وكذلك معلم اللغة الصينية. والعلوم التي تدرس فيها هي هذه: اللغة العربية.
والديانة، وتاريخ الإسلام، ولغة الصين وتاريخها وجغرافيتها. والمدرسة تعد
رسمية عند الحكومة فيقبل المتخرجون فيها عمالاً موظفين في دوائرها، أما نفقات
المدرسة ورواتب المعلمين فيها فهي كلها على أهالي المحلة والحكومة لا تدفع شيئًا
من الإعانة لهم.
وفي مجلس الافتتاح خطب السيد طاهر أفندي باللغة العربية خطبة وجيزة ذكر
فيها وجوب التعلم وبيَّن أسباب تأخر المسلمين ومن أكبرها ترك المسلمين العمل
بالقرآن الكريم، وعدهم الخرافات والبدع من الدين، وجهلهم حقيقة الإسلام،
وترجمها أبو بكر أفندي إلى اللغة الصينية. ثم خطب صاحب جريدة (آياقوباو)
محمد صالح أفندي وبين أسباب ارتقاء الأمة بأنها كثرة مدارسها الابتدائية، وسعي
الشيوخ والشبان بالاتفاق لترقية شؤونها وتربية الأولاد الذين هم آباء الأمة في
المستقبل تربية معنوية، ثم خاطب الأولاد وقال لهم: (اجتهدوا أيها الأولاد النجباء
أنتم آباء الأمة والوطن في المستقبل) فأجابه الأولاد بقولهم (شتى) أي: عش.
وبعد خطب كثيرة ألقيت من العلماء الآخرين والمعلمين في العلم والتعلم ختمت
الجلسة بتلاوة عدة آيات من القرآن الكريم. وبعد انتهاء الجلسة أخذوا صورة (رسم)
المدرسة والأولاد، ولما سمع الشيوخ والعجائز خبر أخذ الرسم طلبوا الدخول
وألحوا في الرجاء حتى دخلوا وأخذ رسمهم مع الأولاد؛ لأن أخذ الرسم قد ترقى
بينهم ويحبونه حبًّا جمًّا.
علماء الصين وإن كانوا يعدون التدخين وعدم قص الشارب من المحرمات لا
يقولون بحرمة التصوير (أخذ الرسم)
... ... ... ... ... ... ... ... ... عناية الله أحمدي
... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... (بكين)
* * *
(الألفاظ والأشياء التي كانت ممنوعة في العصر الحميدي)
هذه نبذة من أسماء الكتب والجرائد والألفاظ والأشياء التي كانت ممنوعة أن
تذكر أو تعرف، وعرضة لمصادرة الحكومة الحميدية، كتبها لي في الآستانة
بعض مراقبي نظارة المعارف في إدارة المكس (الجمرك) من حفظه، وكان عنده
كتاب فيه أسماء أخرى كثيرة أحرقه بعد الانقلاب. وهذا ما كتبه:
مجلة المنار. كتاب سجل جمعية أم القرى. جريدة مشورت. جريدة
شوراي امت. جريدة. شوراي عثماني (الشورى العثمانية) . جريدة ميزان.
استبداد. حريت. اختلال. استقلال. اتحاد. اتحاد عثماني. اتحاد إسلامي.
عثمانلي. عثمانليلر. ارناؤرد. ارناؤردلق. ارناؤردلر. مكدونية.
إصلاحات. ترك. خلافت. الخلافة. بيلدبز. انتباه. أيقظ العرب.
مشروطيت. انتقام. قانون أساسي. القانون الأساسي. عبد الحميد. فرياد.
وطن. حيرت. كوكب. تقويم أبو الضيا. تقويم المؤيد. كتاب ألف ليلة وليلة.
نصر الدين جحي. كتاب محمدية بحث السلطة من كتاب أحمدية. كليلة ودمنة.
كلستان. تاريخ عثماني. تاريخ الخلافة العباسية. تاريخ أسبانيا تاريخ المحاربة
الأخيرة مع الروسية. وقعة البرامكة مع هارون الرشيد. قصة أبي مسلم. ابن
سينا. ابن بطوطة. سياحت أولياجلبي. محيط المعارف. تنبيه الغافلين. لائحة
الصدر الأعظم كامل باشا في الإصلاحات. بيانقو الأجانب. أوراق الإعانة لنصارى
كريد. كتاب المسامير. قصة تيمورلنك وجنكيز خان. تعليم لسان الروس في
أرض العرب (ممنوع ذكره) .
رواية يوسف عليه السلام. اختلال فرنسا الكبير (الثورة الفرنسية) رسم
إعدام رئيس جمهورية فرانسة وشاه إيران وملك الصرب وغيرهم وحكايتهم،
ترجمة المصاحف الشريفة، بيان حدود فلسطين وأرض الميعاد وذكر تمليكها لبني
إسرائيل إلى الأبد الموعود في التوراة. جميع الكتب المحتوية على المناقشات
الدينية والرد والمناظرة تفسير جزء عمّ للشيخ محمد عبده مفتي مصر. تفسير
سورة العصر للشيخ محمد عبده أيضاً. تفسير الفاتحة لصاحب المنار. تلوين
جزيرة قبرص بلون يفهم منه انفصالها عن الدولة، وكذا تلوين قطعة البوسنة
والهرسك. تحديد قطعة الأرض ولفظة: أرمنستان. رسم سفن اليونان الحربية
ورسم ملكها وولي العهد ولده ورسم سفن اليونان عند احتفالها بالبرنس الألماني.
رسم السلطان عبد الحميد ورسم أولاده.
جميع المصاحف الشريفة الواردة من مصر ومن روسيا وتضبط أيضاً في
نفس استانبول حين تسفيرها إذا كانت بلا ختم رسمي من نظارة المعارف حيث
صار انحصارها بالمطبعة العثمانية لتخصيص المطبعة المذكورة كل سنة للدولة
خمسمائة ليره نقداً. وطبع أوراق لسكة حديد الحجاز بمقدار مئتي ليرة، ولهذا
الانحصار منعت المطبعة البحرية أيضاً بإزاء ٧٠٠ ليرة سنوية.
مستظرف. أربعون حديث. كتاب المنامات (أي تعبير الرؤيا) . حكايات
الملوك والسلاطين. صور الأماكن العسكرية ودوائر الحكومة والجوامع بلا إذن.
صور النساء المسلمات. الصور المنافية للآداب. صور الفارين وقبول جرائدهم
والاشتراك فيها والمكاتبة معهم. وكتب ورسائل وأوراق الفارين مضرة للغاية
موجبة للمسئولية. والكتب والرسائل والأوراق الممنوعة يمنع المترجم منها أيضاًَ.
لفظة: مراد (هذا قبل وفاة السلطان مراد) . جميع الأشياء الواردة من الممالك
الأجنبية إذا كان عليها هلال ونجم تمنع ما لم يمح عنها الهلال والنجم. حديث
الأئمة من قريش) حقوق دول (كتاب. والكلمة أيضاً) . تليماق (تليماك)
مترجم من الفرنسية إلى التركية جميع الآيات المذكور فيها الظلم والدعاء على
الظلمة، وكذا الأحاديث والكتب المذكور فيها ذلك. إعدام. انتقاد. انقراض.
اختلال. مختل العقل. مجنون. جنون. رشوت. ارتشاء. اجتماع. تجمع.
جمهور. جمهوريت. خلع. بيعت. سم جمجمة. اختيار. وما شابه ذلك مثل
لوب: بلغ. جميع آثار كمال بك. وآثار عبد الحق حامد وغيرهم من الذين ينيرون
الأفكار. ولفظ البودجة العثمانية (الميزانية) .
وتضبط الكتب والرسائل إن لم تكن مطبوعة برخصة نظارة المعارف.
وتمنع الأشياء التي عليها الإمرة (الآرمة) العثمانية حرمة لها والأرمة التي على
علب الريجي معطاة قبل المنع، وصار مراجعات بشأنها وصدرت إرادة سَنية
بمنعها تأكيداً فاعترض الريجي فتم القرار على الإذن بها للضرورة. والكتب
والرسائل المضرة إذا كانت بيد الأجانب لا تضبط بل تعاد إلى محلها ولا تدخل
الممالك العثمانية. وتمنع الأشياء والأواني التي عليها صورة الخديوي.
* * *
(المسألة الشرقية والحرب البلقانية العثمانية)
أغارت إيطالية في مثل هذا الشهر من العام الماضي على طرابلس الغرب
وبرقة مخالفة قوانين حقوق الدول والأمم بإجازة دول أوربة الكبرى ورضاها،
حاسبة أن هذه الولاية بل المملكة تكون لقمة سائغة لها، بعد أن أخلتها لها وزارة
حقي باشا الاتحادية من الجند والسلاح، أرادت بذلك كسر باب المسألة الشرقية،
بابتلاع هذه المملكة الذي سماه ملك إيطاليا نزهة بحرية، وقدر له أسبوعًا من الزمن.
ظهر لإيطاليا وأوربا ما لم يكن في الحسبان، فإن شراذم من عرب طرابلس
وبرقة قد كافحوا هذه الدولة الكبرى سنة كاملة فلم تنل منهم نيلاً ولا استطاعت أن
تأخذ وراء السواحل التي يحميها الأسطول فرسخًا ولا ميلاً، فانبرت دول المحالفة
الثلاثية صديقات جمعية الاتحاد والترقي إلى حل المسألة الشرقية من طريق أوروبا،
بعد أن رأين السلطة قد سلبت من صديقتهن التي كن يؤملن سقوط الدولة بيدها
الأثيمة، فاقترح (برشتولد) وزير خارجية النمسة على الدولة اقتراحًا حاصله
إعطاء ولايات مكدونيا استقلالاً إداريًّا، وحاصل الحاصل نزع سلطة العثمانية من
أوروبا ما عدا العاصمة التي تصير باستقلال مكدونيا طرفًا لا حريم له ولا سياج بينه
وبين أوروبا، فلما رفضت وزارة مختار باشا هذا الاقتراح هيجت النمسة وغيرها
دول البلقان وجمعت كلمتهن على الاستعداد لمحاربة العثمانية ثم إنذارهن إياها
بلسان أحقرهن كالصرب والجبل الأسود بأن تعطي مكدونيا الاستقلال، وإلا
أخذته لها بالحرب والنزال، وكذلك كان اتحد البلغار واليونان والصرب
والجبل الأسود وعبأن الجيوش وأنذرن الدول، فماذا فعلت الدول الكبرى وهن
قادرات على منع هذه الحكومات من الحرب بكلمة واحدة؟ كثرت بينهن المراسلة
والمؤامرة فاتفقن فيها على مطالبة الدولة بأن تعهد إليهن بإصلاح مكدونيا ليكففن
عنها حرب الحكومات البلقانية! وفحوى هذا أن تخضع العثمانية لإنذار الصرب
والجبل الأسود صاغرة وتترك ولاياتها الأوروبية إلى الدول يدرن أمرها بالفعل،
ويتفضلن عليها بالسخرية منها بإبقاء الاسم (أي إبقاء تسميتها ولايات عثمانية)
لأن هذا هو الفتح السلمي، الذي ظهر لهن أنه خير من الفتح الحربي، ولن تقبل
العثمانية هذه الإهانة والمهانة بالطبع، ولذلك عبأت جيوشها استعدادًا للحرب.
أعلنت حكومة الجبل الأسود الحرب قبل صدور هذا الجزء وسيتبعها غيرها،
فتبين من هذا أن أوروبا كلها تحارب العثمانية الآن. أربع من الدول الصغرى
وواحدة من الكبرى بالسلاح، وسائر الدول الكبرى بالسياسة والنفوذ، وكان المرجو
من إنكلترا أن تشذ هي وصديقاتها في هذه المرة؛ لأن العثمانية الآن أميل إليها
وإليهما منها إلى خصيمتها ألمانية وحليفتها، ولكن لما يظهر منها شيء يصدق
الرجاء فيها، وإذا تكون أوربا كلها متفقة على حل المسألة الشرقية، والقضاء على
الدولة العثمانية، لأنها آخر دولة إسلامية.
أما نحن العثمانيين فإننا نفضل الموت بالحرب على الحياة المؤقتة السافلة
المهينة التي تريد أوربة أن تتفضل علينا بها، وهي إبقاؤنا أذلاء إلى أن تنقسم
بقية بلادنا من غير سفك قطرة دم من الجسد الأوروبي المقدس. فلعنة الله على كل
وزارة عثمانية تسمح لأوربا بشبر واحد من بلادنا، غير مروي بدمها ودمنا، وبعد
هذا كله هل قَنع المتغافلون والمتكايسون الآن، بما أثبتّه في مقالاتي العشرة
(المسألة الشرقية) منذ عام؟
***
(مجلة العالم الإسلامي والمنار)
(ومسألة الغارة على العالم الإسلامي)
لما علمت أن مجلة العالم الإسلامي الفرنسية قد خصصت جزء شهر نوفمبر
سنة ١٩١١ من أجزائها للبحث في مستقبل الإسلام وغارة المسيحية عليه أحببت أن
يترجم ما كتبته بالعربية وينشر في المنار وغيره من صحفنا ليستفيد المسلمون من
هذا البحث المستفيض في شئونهم الذي تعجز صحفهم عن مثله من تلقاء أنفسها،
فعهدت إلى صديقي مساعد أفندي اليافي بأن يشتري ذلك الجزء ويترجمه فلم يجده
عند باعة الصحف الإفرنجية فعهد إلى بعضهم باستحضاره من أوروبا وسافرت إلى
الهند قبل أن يصل، فأوصيته بأن يترجمه عند وصوله لينشر في جريدة المؤيد
(وهو الآن محرر ومترجم فيها) ثم المنار وكان الأمر كذلك. وإنني كنت ولا أزال
عازماً على التعليق على هذا البحث بعد إتمام نشره في المنار. وقد رأيت بعض ما
نشر من البحث متفرقاً وأنا في سياحتي في الهند والعراق وسورية.
عدت إلى القاهرة في اليوم التاسع عشر من هذا الشهر (الموافق أول أكتوبر)
وكنت لم أطلع على الجزء التاسع من منار هذا العام فلما اطلعت عليه وجدت فيه
مقالة تُرجمت عن مجلة العالم الإسلامي في الانتقاد على المنار والمؤيد والاتحاد
العثماني. ورأيت ذيلاً للمقالة عن لسان المنار هذا نصه: (موعدنا الجزء الآتي
للرد على ما جاء في مقال مجلة العالم الإسلامي) وهذا الذيل قد وضعه أخي السيد
صالح وكيل إدارة المنار، وهو الذي كتب أولاً أن مجلة العالم الإسلامي ظهرت
بمظهر جديد بعد احتلال فرنسة لمراكش ودخول بلاد فارس تحت النفوذ الروسي
الإنكليزي واعتداء إيطالية على طرابلس الغرب.
إنني كنت عند سفري جعلت أخي السيد صالحاً وكيلاً للمنار، ولكنني لم آذن
له أن يكتب شيئًا باسم المنار، ولذلك كان يذيل ما كتبه باسمه حتى الهامش الذي
وضعه في أول نبذة من ترجمة مقالة مجلة العالم الإسلامي وغيره، ولكنه بلسان
المنار وَعَدَ بالرد على مقالة هذه المجلة في الانتقاد على المنار وغيره لحسبانه أنني
سأصل إلى القاهرة قبل إتمام هذا الجزء وأنني سأكتب الرد الذي وعدت به.
فعُلم من هذا أن تلك المجلة الراقية قد استعجلت بالرد على المنار فإنه لما يبيّن
رأيه في مسألة الغارة على العالم الإسلامي، كما استعجلت في الحكم على مدرسة
دار الدعوة والإرشاد والمقابلة بينها وبين الجامعة المصرية، وسيظهر لها خطؤها
في الأمرين، وإن كنا نعترف لها من الآن بصحة ما قالته من أن العالم الإسلامي
أغير عليه وسلبته أوروبة استقلاله (وقد يكون مع المستعجل الزلل) .