باسم الله وبحمده نختتم المجلد السابع والعشرين من المنار كما افتتحناه بهما ونقفي عليهما هنا بما قفينا به هناك من الصلاة والسلام على خاتم النبيين وسيد ولد آدم أجمعين محمد النبي الأمي الذي أرسله الله رحمة للعالمين وآله وصحبه والهادين والمهديين وقد تم لنا في أثناء نشر هذا المجلد ما وعدنا به القراء من تجديد المطبعة، وإدارتها بقوة الكهرباء وإصدار أجزاء المنار في كل شهر على ما عرض لنا من السفر إلى الحجاز وانحراف الصحة فيه والاشتغال بالمؤتمر الإسلامي العام بمكة المكرمة، واقتضاء ذلك غيبة زهاء أربعة أشهر عن مصر وقد وفينا ولله الحمد بما وعدنا به من خدمة الملة والأمة ومجاهدة الملاحدة، والزنادقة، والمبتدعة، والقيام بدعاية الإصلاح والتجديد الإسلامي على قواعد الكتاب والسنة. وأما مسألة الاعتماد في عزة الأمة على فنون العصر العملية فقد مهدنا السبيل لها بالسعي المرجو فيها، والتأليف والتعاون بين شعوبها وما نحن من الذين يعملون لأجل الفخر والمباهاة فيعلنون ما لا حاجة إلى إعلانه، وبيان ما لا تتوقف المصلحة على بيانه، وقد بينا ما انتقد به على المنار في هذه المدة وما قبلها حتى انتقد علينا بعض القراء ما لا فائدة في نشره منه وإننا على ثباتنا على دعوة أهل العلم والرأي إلى انتقاد ما يرونه منتقدًا في المنار نذكرهم بما يجب فيه من الإيجاز والاختصار، وأن يتحروا فيه الفائدة لا الافتخار والاشتهار الذي قد يؤدي إلى ضد ما يتمنون إذا كان كلامهم على غير ما يهوون، ولعل من الصواب أن نكتم أسماء المنتقدين أو نحذف من كلامهم ما لا يتعلق بجوهر النقد من القيل والقال أو إعادة نشر ما ينتقدونه من كلامنا بحروفه اكتفاء بالإشارة إلى مراجعته في موضوعه وفي هذه الحالة تكون حريتنا أوسع في بيان ما يظهر لنا من خطأ المنتقد؛ فنسمي الكذب كذبًا، والجهل جهلاً إن اقتضت الحال ذلك وسيكون من مواد المجلد الثامن والعشرين رحلة الحجاز، والكلام فيها على المؤتمر الإسلامي العام والإدارة السعودية في الحجاز ومسلك أمير الحج المصري معها، وفي ذلك من الحقائق ما يهم العالم الإسلامي كله مما لم ينشر في الجرائد العربية، ولا غيرها. وسيكون منها تأثير دعوة الإصلاح الإسلامي في المغرب الأقصى، ومسألة ترجل النساء وتهتكهن واشتغالهن بالسياسة والأمور العامة، ومسألة الأزهر والبرلمان في مصر وإنشاء باب لمختارات الصحف النافعة من اجتماعية وسياسية وأدبية وعلمية وغير ذلك من المباحث الإصلاحية المقصودة بالذات، وعسى أن يساعدنا القراء على ذلك بدفع قيمة الاشتراك سنة بسنة، والله الموفق وله الحمد في البدء والختام.