للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكاتب: محمد رشيد رضا


الاختلاف في عد آي القرآن

كتب من مدينة بانجهانبور الهند في ٢٧-٥-١٩٠٦ بالإنكليزية ما ترجمته:
سيدي العزيز:
أكتب إليك أسطرًا قليلة راجيًا أن تعيرها التفاتك وأن تتكرم بالكلام أو
بإحاطتي علمًا برأيك فيما يأتي:
إني أرى اختلافًا عظيمًا في عدد آيات القرآن الأقدس وأنه عند مراجعة
مواضيع هذا الكتاب الكريم قد تنالنا مشقة عظيمة وقد يكون الأمر شاقًّا عليكم أيضًا
وقد اختلف قراء الكوفة والبصرة والشام ومكة والمدينة اختلافًا مماثلاً لذلك في
(راكواز) [*] فإنهم يختلفون اختلافًا عظيمًا في عدد الآيات التى تشتمل عليها.
أليس من الممكن عقد اجتماع سري يحضره مسلمون من مصر وتركيا
ومراكش وبلاد العرب والهند لأجل تمحيص المسألة.
وأرى أن يكون مكان الاجتماع مكة أو المدينة في أيام الحج، ومع أن هذا
الاختلاف لا يترتب عليه شيء في الكتاب الأقدس نفسه إلا أنه مما يوجب الأسف
أن لا يتفق المسلمون في الآيات والسور لكتاب صغير الحجم!
وإني لآسف على أني لا أتحصل على مناركم كما أني آسف على عدم قدرتي
على توضيح أفكاري باللغة العربية حتى أستطيع أن أكتب في جريدتكم ولكنني
أرجو أن توفق لخدمة نافعة بواسطة جريدتكم الدينية كما أرجو أن تكون ممتَّعًا
بالصحة والعافية.
... ... ... ... ... ... ... ... ... صديقك المخلص
... ... ... ... ... ... ... ... ... م. كريم بكلش
(المنار)
من آيات الحياة في الأمة أن يوجد فيها أفراد يهتمون بالكماليات والتحسينيات
من كل شيء تتلاقى فيها أفكارهم على بُعد ديارهم فَبَيْنَا كان أخونا الهندي يفكر في
مسألة ضبط عدد الآي كان أخونا أحمد أفندي أمين الديك المصري يكتب فيها
رسالته (البرهان القويم) التي تراها في الأوراق التالية وقد جاءنا بها قبل مجيء
رسالة الاقتراح من الهند فرأينا أن ننشرها برمتها ثم نعقب عليها بجملة وجيزة.