في وجوب الجمع بين التجديدين الديني والمدني وحزب الإصلاح المعتدل الذي يقوم به
وخلاصة ما أريد عرضه على قراء هذا التاريخ في هذا التصدير أن إصلاح الأمة الإسلامية في أي شعب من شعوبها لن يكون إلا بالجمع بين التجديد الديني والدنيوي، هذا ما صرَّح به الحكيمان وجريا عليه بالعمل، وصرَّح لي به سعد باشا زغلول وقد نقلته عنه في المنار، بل هذا ما يعتقده أهل الرأي الناضج من غير المسلمين، وقد صرَّح به الكثيرون منهم قولاً وكتابة، كما يراه القارئ فيما كتبه بعضهم في تأبينهم الأستاذ الإمام وترجمتهم له من الجزء الثالث، وذكرت كلمات منها في الشهادات المعدودة لأشهرهم قبل خاتمة هذا الجزء. فالجهاد الذي يخوض غمراته دعاة الاستقلال السياسي والإصلاح المدني لا يتم لهم النصر فيه، ولا يتسق أمره وتثبت بوانيه، إلا بالتعاون والتظاهر مع دعاة الإصلاح الديني، وقد كثر جنده المستقلون في فهم الإسلام في الأزهر وغيره من القطر المصري، وفي سائر الأقطار الإسلامية، وهم منذ سنين يفكرون في تكوين وحدتهم وتنظيم حزبهم، فإذا وجدوا من زعماء الأحزاب المدنية رغبة في الاتحاد بهم والتعاون معهم، ظهر لهؤلاء من قوتهم في الرأي، وتأثيرهم في الشعب بألسنتهم الخاطبة وأقلامهم الكاتبة، ما لم يكونوا يحتسبون. وأختصر في هذا الموضوع هنا لأنني قد وفَّيته حقه في خاتمة الكتاب بما ليس وراءه مزيد، إلا إذا ظهر الاستعداد له وانتقل إلى حيز التنفيذ. {وَمَن يَعْتَصِم بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} (آل عمران: ١٠١) . وكتبه محمد رشيد رضا في سلخ جمادى الأولى سنة ١٣٥٠. * * * المواد المهمة التي اعتمدنا عليها في كتابة هذا التاريخ ١- ما كان شرع فيه الأستاذ الإمام من ترجمة نفسه بخطه. ٢- مذكرة بتاريخ حياته كتبها لي لأجعلها أصلاً لخلاصة لتاريخه طلبت منه. ٣- ما كتبه من تاريخ الثورة العرابية ومذكراته الوجيزة فيها. ٤- مجموعة خطية له، فيها بعض المستندات في عمله مع السيد جمال الدين في تأسيس جمعية العروة الوثقى السرية ونظامها، وبعض المكاتبات بينه وبين أعضائها. ٥- مسودات مقالات ومكتوبات وتقارير كان يعطيني إياها لتبييضها، أو بسطها ونشرها في الجرائد أو إرسالها لبعض الناس، ومنها ما هو خاص بالأزهر. ٦- مؤلفاته كلها وما اقتبسته من تفسيره ودروسه في الأزهر. ٧- جملة من المكتوبات والرسائل والقصائد التي كانت تُرسل إليه وحفظها عنده. ٨- مجموعة فيها حِكم مقتبسة منثورة بخط السيد جمال الدين وخطه ومقالات له. ٩- مقالاته الإصلاحية في جريدة الوقائع المصرية. ١٠- مجموعة العروة الوثقى برمتها بخطي وخط بعض إخواني. ١١- قوانين الأزهر ولوائح التعليم فيه ومحفوظات أخرى في شأنه. ١٢- كتاب أعمال مجلس إدارة الأزهر. ١٣- تقرير محمد بك أبو شادي في مسألة فتوى طعام أهل الكتاب. ١٤- إرشاد الأمة الإسلامية إلى أقوال الأئمة في الفتوى الترانسفالية لجماعة من أكابر علماء الأزهر. ١٥- مجموعة مجلدات المنار وما فيها من المقالات والآراء له وعنه وفي شأنه. ١٦- عدة أجزاء من مجلة ضياء الخافقين، فيها مقالات للسيد جمال الدين. ١٧- مجموعات المجلات والجرائد المصرية التي نشرت ترجمة السيد وترجمته. ١٨- كتاب الدفاع عن العرابيين لمحاميهم مستر برودلي. ١٩- ما كتبه لي أصدقاؤنا من تلاميذه ومريديه عن سيرته في سورية بعد النفي، ورحلته إلى السودان وفي مدحه والدفاع عنه. ٢٠- مذكراتي الخاصة ومكتوباته لي، وما اقتبسته واستفدته من معاشرته ٨ سنين. ((يتبع بمقال تالٍ))