يوزع هذا الجزء من المنار ونحن شارعون في طبع قسم التأبين والمراثي والتعازي من تاريخ الأستاذ الإمام، وهو وحده يدخل في مجلد ضخم، وفيه مما لم يطلع عليه القراء في هذه البلاد، أقوال بعض الجرائد المعتبرة في الأقطار الغربية والشرقية ومراثي وتعازي بعض العلماء والأدباء التي لم تنشر في الجرائد المصرية ويتلوه طبع جزء منشآت الفقيد من المقالات العلمية والاجتماعية، والرسائل الدينية والأدبية وغير ذلك مما هو غير منشور ولا متداول، ومنه مقالات (العروة الوثقى) برمتها، ونؤخر طبع جزء سيرته وترجمة حياته المطولة إلى ما بعد تمام طبع هذين الجزئين لزيادة التروي والإتقان لأنها تكتب بحرية كاملة، وتفصل فيها ما لقيه في سبيل الإصلاح من العناء وما قيل وما كيد له. ومتى تم طبع هذا الجزء الذي شرعنا فيه نعلن عنه في الجرائد، ونجعل لكل مشترك في المنار الحق في أخذ نسخة منه مجانًا؛ إذا كان قد أدى قيمة الاشتراك تامة. وإننا في هذا المقام نعيد استجداء أصدقاء الإمام ومريديه بأن يتفضلوا علينا بل على التاريخ بما عساه يوجد عندهم من آثاره القلمية، وما يعرفون من مناقبه الشخصية لنضع كل شيء في موضعه من التاريخ؛ فإن الطبع فيه سيكون متصلاً إن شاء الله تعالى. هذا وان للفقيد تغمده الله برحمته صورة شمسية قد أخذت عنه وهو يصلي في معهد عام في لندره عند زيارته الأولى لها، وذلك أنه أدركه وقت الصلاة في ذلك المكان الذي هو كحديقة الأزبكية بمصر، ورأى أنه إذا عاد إلى المكان الذي يقيم فيه فإن الصلاة تخرج عن وقتها فصلى على الأرض حيث كان فأسرع حاملو الآلات الفوتوغرافية إلى أخذ صورة عالم شرقي في هيئة عبادة لم يسبق لهم رؤية مثلها، ثم وصلت تلك الصورة إلى هذه البلاد وإلى سوريا وتونس، فمن كان عنده صورة منها فليتكرم علينا بها لنأخذ مثلها ونعيدها له وله الفضل والشكر.