في مثل يوم الخميس الماضي ٣١ أغسطس سنة ١٨٧٦م (١٢ شعبان سنة ١٢٩٣ هجرية) بويع سيدنا أمير المؤمنين السلطان الغازي عبد الحميد خان بالخلافة الإسلامية، ورقى سرير السلطنة العثمانية، وقد هبَّ المصريون للاحتفال بهذا العيد الوطني السعيد هبة واحدة، فعملوا في أيام ما كان يعمل في شهر كامل، وأقيمت الزينة في كل مكان، والزينة الكبرى في حديقة الأزبكية، وكان أبهج الاحتفالات الخصوصية احتفال جمعية (شمس الإسلام) احتفال حضره سعادة محافظ العاصمة الهمام، والأستاذ الأكبر شيخ الإسلام والجامع الأزهر، وجماهير العلماء والوجهاء، وبعد افتتاح الاحتفال قام الفقير منشئ هذه المجلة، فألقى خطبة بَيَّن فيها من مآثر مولانا الخليفة ما ارتاحت له النفوس، وتلاه الخطباء والشعراء، وكان تلامذة المدرسة التحضيرية التابعة للجمعية تُنشد الألحان الوطنية في مدح الحضرة السلطانية والحضرة الخديوية، واخْتُتِم الاحتفال كما افْتُتِح بتشريف الأسماع بتلاوة القرآن الكريم، وانفض الاجتماع بكل هدوء وسكون، خلافًا لما جاء في (مقطم) أمس، فنرفع واجب التهنئة إلى أعتاب مولانا بهذا العيد السعيد، ونسأله تعالى أن يعيده على الأمة في ظله بالعز والتأييد، آمين.