محاضرة الأستاذ عجاج نويهض في مدرسة النجاح الوطنية (تابع ما قبله)
لأجل الوقوف إجمالاً على شدة الحملة الحالية التي يقوم بها المبشرون على هذه الأمة أذكر لكم هذه الكتب، وأرجوكم أن تنظروا إليها، وهي هذه الرزمة الضخمة التي تباع في مكتبة واحدة من المكتبات، ونظرة عامة على اسم كل كتاب وروحه والغرض منه وعدد الطبعات التي طبعها كافية لكي تجعلنا نتصور وخامة العاقبة. وهذه الكتب هي: ١- العالم الإسلامي اليوم The Moslim World Of To-day وهو كتاب ضخم جمع ثلاثًا وعشرين مقالة مستفيضة لأشهر الكُتاب التبشيريين، وهذه المقالات هي بصدد الانقلاب في العالم الإسلامي، وأن الفرصة سانحة لإخضاع المسلمين وسط هذا الانقلاب إلى السلطة التبشيرية، وقد جمع هذا الكتاب ووضع له مقدمة وخاتمة الدكتور موط رئيس (المجلس التبشيري الدولي) ورئيس المؤتمر التبشيري العالمي الديني الذي عُقد على جبل الزيتون منذ زهاء سنة ونيف، وأمره لم يزل معروفًا، وفي نهاية الكتاب المقررات التي كانت سرية أولاً، وهي مقررات مؤتمر سنة ١٩٢٥ في القدس التي نُشرت وأُذيعت واطلع عليها الناس، وكان لها في العالم الإسلامي ذلك الصدى البالغ، عدد صفحات هذا الكتاب (٤٢٠) صفحة، وهذه النسخة التي بيدي من الطبعة الأولى سنة ١٩٢٥. ٢- (العالم الإسلامي في الثورة) The Moslim World In Revolution مؤلف هذا الكتاب هو معاون القس الأكبر للحملة المصرية وقت الحرب، وقد كان مقيمًا بمصر قبل الحرب، وهو يقرأ ويكتب اللغة العربية، ولما كان في الحملة المصرية كان يراقب تأثير الحرب في المسلمين وكيف كانوا يخضعون للسلطة الأجنبية العسكرية المتسلطة عليهم. ولب لباب كتابه في الباب السابع الموسوم بـ (الفرصة الجديدة للكنيسة) وقد طبع هذا الكتاب لتتولى توزيعه (ثماني جمعيات) تبشيرية هي أكبر الجمعيات من نوعها في العالم، وطُبع هذا الكتاب سبع طبعات كما يلي: الطبعة الأولى في مارس ١٩٢٥ الطبعة الثانية في يونيو ١٩٢٥ الطبعة الثالثة في يوليو ١٩٢٥ الطبعة الرابعة في نوفمبر ١٩٢٥ - الطبعة الخامسة في فبراير ١٩٢٦ - ? أربع طبعات في سنة الطبعة السادسة في يوليو ١٩٢٦ - ... واحدة بل في ثمانية أشهر الطبعة السابعة في نوفمبر ١٩٢٦ - هذا عدا الطبعات التي تلت نوفمبر ١٩٢٦ إلى هذا التاريخ وعدد صفحاته ١٦٠ صفحة. ٣- انتشار الإسلام The Expansion Of Islam مؤلف هذا الكتاب هو مؤلف الكتاب السابق (العالم الإسلامي في الثورة) والنسخة التي بيدي هي من أول طبعة لسنة ١٩٢٨. والغرض من هذا الكتاب لا يختلف في الجوهر عن سابقه، غير أنه يطرق الموضوع من نواحٍ أخرى، ويتوسع في درس عوارض الإسلام الحالية العصرية، ويسوق نتيجتها إلى وجوب الاعتقاد أن الإسلام منحل متلاشٍ، وينطوي هذا الكتاب على ثلاثة عشر فصلاً، أخبث هذه الفصول (الفصل الثاني: الرجل محمد) وعدد صفحاته ٣٠٤ وفيه مصور جغرافي للعالم الإسلامي. وفي هذا الكتاب مقدمة كتبها المستشرق مرغليوث، صاحب المؤلف المعنون بـ (محمد) الذي ذكر فيه من النيل وسوء القصد ما يعلمه الذين يطالعون لهذا المستشرق كتاباته عن الإسلام، وأما الذين يظنون أن مرغليوث من (أهل الخير) من المستشرقين بدليل ما طبعه من بعض كتب الأدب والتاريخ - فظنهم في غير محله، وفي هذا الكتاب الذي نحن في صدده الآن (انتشار الإسلام) قال مرغليوث مفتتحًا كلام مقدمته: (لما أعلن مؤسس الإسلام أن مهمته ترمي إلى جعل نظامه (ظاهرًا على الدين كله) فهو بلا شك قد عني أن يكون الظهورغلبة ونصرًا سياسيًّا على الأنظمة السياسية الأخرى التي كانت في الوجود في ذلك العصر) ومرغليوث هو كما يعرفه الناس صاحب النظرية أن الشعر الجاهلي موضوع، ويعرف الناس أيضًا ما كان لهذا الرأي في مصر من أثر. ٤- الإسلام الفتي في طريق السفر Young Islam On Track هذا الكتاب يبحث في اصطدام الإسلام وحضارته وجهازه الاجتماعي، بالحضارة المسيحية، ويبين كيف تتخلل عناصر الحضارة المسيحية الحضارة الإسلامية وتلاشيها، وهو يتضمن سبعة فصول مشبعة أضرها الفصل المرسوم بـ (ما هي الغاية؟) وفي هذا الفصل يعلق المؤلف (باسيل مثيو) أهمية كبرى على انقلاب الأزهر إلى جامعة إسلامية منظمة راقية، ويخشى من وراء ذلك تجديد قوى الإسلام، كما أنه قد انتقد حالة الأزهر اليوم ووصف طرق التدريس فيه ونال منها كثيرًا، وعدد صفحات الكتاب ٢٠٨ وفيه مصور جغرافي للعالم الإسلامي، أول طبعة منه كانت ١٩٢٦ وطبع بعد ذلك طبعتين في سنة ١٩٢٧ و١٩٢٨، والنسخة التي بيدي هي من الطبعة الأخيرة لسنة ١٩٢٨. ٥- سيرة الإسلام The Story Of Islam مؤلفه لنت ثيودور السكرتير العام (لجميعة نشر التبشير في السواد من الناس) وكان سابقًا السكرتير التعليمي (للجمعية الكنسية التبشيرية) S. M. C التي لها فرع في القدس، وغير القدس في فلسطين. وهذا الكتاب طُبع للمرة الثالثة سنة ١٩١٦ وهذه النسخة التي بيدي هي من طبعة ١٩١٦، والغريب في أمر هذا المؤلف أنه مقدم إلى جهة لم تخطر على بال أحد من أهل هذه البلاد، وهذه عبارة التقديم بالحرف: (مقدَّم إلى طلاب المدارس العامة في بلاد الإنكليز، الذين عليهم أن يقوموا إلى الآن بالدور المتعين عليهم القيام به في تبديل مستقبل سيرة الإسلام) . وفي هذا الكتاب ٢١٦ صفحة موزعة على ١٢ فصلاً كلها سم ناقع، ومن بعض عناوين الفصول تعلم روح الكتاب، فهناك الفصل الأول وعنوانه (النشء وكيفية تعليمه) وغاية هذا الفصل مربوطة بما جاء في عبارة التقديم المذكورة، وهناك الفصل الثالث عنوانه (نبي بلاد العرب) والفصل الخامس عنوانه (السيف المسلول) والفصل الحادي عشر عنوانه (الإسلام وكنيسة المسيح) وقد كُتب هذا المؤلَّف على طريقة خاصة قريبة من الطريقة المتبعة في تأليف كتب التدريس للصفوف الابتدائية في المدارس، وفي نهاية كل فصل أسئلة وأجوبة لتمكين الطالب أو القارئ من (الحقائق) الموردة في ذلك الفصل. ٦- توبيخ الإسلام The Rebukeof Islam قال صاحبه إنه يعني بتوبيخ الإسلام ما يلي: (أن الإسلام هو أبدًا مذكِّر للمسيحية بأنها عاجزة عن تمثيل الرب، إذ لو لم يكن هذا لكان يجب أن يكون محمد مسيحيًّا، أما الآن فيجب رفع هذا العجز بالمبادرة إلى العمل؛ لأن العالم كله قد أصبح للمسيح) . وصاحب هذا الكتاب ينتمي إلى (الجمعية التبشرية الكنسية) التي تقدم ذكرها ولها فروع في هذه البلاد، ويقول المؤلف إن هذا الكتاب هو الطبعة الخامسة منقحة والنسخة التي بيدي طبعة سنة ١٩٢٠. وفي آخر الكتاب بيان للبلاد التي تنتشر فيها الجمعية المذكورة وهي كما يذكر البيان على الإجمال: ١- الشرق الأدنى. ٢- بلاد فارس ٣- بلاد الهند وبلوخستان ٤- البلدان الأفريقية حيث يسكن المسلمون والوثنيون معًا كبلاد سيراليون، ونيجيريا، وأوغندة. وعندما جاء ذكر نصيب فلسطين من (خير) هذه الجمعية قال البيان: (فلسطين! إنه وإن كان في فلسطين عدد من الجمعيات العاملة فإن الجمعية التبشيرية الكنسية S. M. C واضعة بالأكثر نصب عينها بذل الجهود للوصول إلى الأهالي المسلمين، وقد كان للجمعية قبل الحرب سبعة مراكز كبيرة، أما الآن فقد استؤنف العمل في غزة، بناء على طلب السلطة العسكرية، وفي القدس، والناصرة، والسلط، ويافا ونابلس، وعدد الموظفين المسلمين يبلغ ٤٢ موظفًا، منهم الأطباء والممرضات) . وعندما جاء ذكر مصر قال البيان: (للجمعية خمسة مراكز في مصر، والأعمال الطبية سائرة في مصر القديمة ومنوف، وأم درمان، ودخل المستشفيات في مصر القديمة سنة ١٩١٨ (٨٠٠) مريض ما عدا عددًا كبيرًا من النساء، وفي السنة التي قبل شملت أعمال الجمعية أكثر من ٥٠٠ بلدة وقرية في مصر السفلى، و٤٥٠ بلدة وقرية في مصر العليا، والكثرة المطلقة من هؤلاء المرضى كانوا يبقون في المستشفى يعالجون لا أقل من أسبوعين، وفي القاهرة مدرسة للصبيان فيها ١٨٠ طالبًا ومدرسة للبنات يزداد الإقبال عليها وكثرة طالباتها من المسلمات، ويزداد افتتاح مراكز التبشير على التوالي، وفي مصر القديمة صارت السيدات المبشرات من الاستطاعة بحيث يتمكن من القيام بالدروس المسيحية توًّا بلا تهيب حتى بحضور شيوخ المسلمين) . ويقول البيان إن نتيجة التبشير في فارس كانت كما يلي: من سنة ١٨٩٣ - ١٩٠٢ تنصر ٦٥ بالغًا، ومن سنة ١٩٠٣-١٩١٣ تنصر ١٤٥ بالغًا، والفرص تزداد سنوحًا وصار العمل أجدى نفعًا وأقرب ثمرًا، عدد صفحات هذا الكتاب ٢٤٨ صفحة. ٧- العقلية الإسلامية The Moslim Mentality مؤلفه ليفونيان مدير المدرسة اللاهوتية في أثينا سابقًا، وكان قبل ذلك صاحب عمل في الآستانة، وطُبع هذا الكتاب لأول مرة سنة ١٩٢٨ وهو ضخم يقع في ٢٤٨ صفحة، وقال مؤلفه: إن الغرض منه البحث في كيفية تقريب المسيحية إلى ذهنية المسلمين، والمؤلف يعرف التركية، وقد أسرف كثيرًا في الطعن والقذف واعتدى على التاريخ اعتداء فظيعًا بإيراده مسائل وأمورًا ليس لها ظل من الصحة. ويقول المؤلف قبل مقدمة الكتاب، في الصفحة الأولى هذه الملحوظة، وهي: لفت نظر (حين كان هذا الكتاب يُطبع، حصلت أحداث هائلة في دستور الجمهورية التركية، وأهم هذه الأحداث إلغاء المادة التي تقول إن الإسلام دين الجمهورية التركية، وبالتالي تم فصل الدين عن الدولة بعدما كانا نسيجًا واحدًا، لحمة وسدى وكان هذا الالتحام من فجر التاريخ الإسلامي أول مظهر تجلى به شكل الإسلام أنه عقيدة وعمل) .