(٢) بيَّنَّا في المقالة الأولى من هذا البحث أن الحكومة العثمانية الاتحادية تركت في طورها الأخير عقاب من يلهج بالعرب والعربية من أصحاب الجرائد العربية وغيرهم، وأن العرب لم يغلوا في إحياء الجنسية العربية كما غلت الجمعيات والجرائد التركية، التي جاهرت بالدعوة إلى كل شيء في الدولة تركيا، بالقول والفعل، وهجر اسم (العثمانية) ولم نسمع لأحد من كتاب الترك صوتًا في إنكار هذا الغلو والانتصار للجامعتين الإسلامية والعثمانية على التركية إلا لعلي بك كمال، فقد كتب في جريدة (بيام) ردًّا على أولئك الغلاة بيّن فيه أن الحياة التركية، لا تقوم إلا بالجامعة العثمانية السياسية، وأن المجاهرة بحصر كل شيء في الترك والتركية يبعث العرب والكرد وغيرهم من العناصر العثمانية إلى مثل هذه الدعوة فلا يبقى للترك شيء. واشتدت المناظرة بينه وبين (أقجورا) وغيره من غلاة الجنسية التركية حتى انتهت إلى السباب والشتم. وكان مما كتبه (أقجورا) في (تورك يوردي) بالآستانة في أوائل ربيع الآخر من هذا العام ما ترجمته بالاختصار والإجمال: يجب أن نعمد إلى الحقائق فنقررها. ما العثمانية؟ ولماذا لا نقول التركية؟ أليست العثمانية نسبة إلى عثمان التركي؟ إن الحقيقة تغلب الخيال، ومن المحال العقلي أن تظل هذه العناصر المتباينة مرتبطًا بعضها ببعض وراء ستار وهمي، وتحت اسم خَلِق بالٍ. يجب علينا ما دام في استطاعتنا الحياة أن نعمد إلى الجيش والأسطول والعلوم والآداب والشرائع والقوانين وكل شيء فنصبغه بالصبغة التركية المحضة: (ليت شعري هل تدخل الشريعة الإسلامية في هذه الشرائع التي عناها أم هم في غنى عنها؛ لأن الله تعالى يقول: {وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْماً عَرَبِياًّ} (الرعد: ٣٧) ؟) . يجب أن نعلم أنَّا من أمة ظهر فيها قواد أعظم من نابليون. وعظماء أشهر من يوليوس قيصر، وشعراء أكبر من هيغو. وأن في استطاعتنا أن نفعل ما يفعله الجرمان أو السكسونيون لحياة قومهم، فلا ينبغي أن نظل مقيدين بالأوهام والخرافات الماضية. وقد انهزم علي كمال بك أمام حملات الغلاة واضطر إلى مجاراتهم. وإننا لنرى أشد كتّاب العرب لهجًا بالعربية لا يعدون غلاة بالنسبة إلى الكتاب المعتدلين من الترك؛ بل يعدون مقصرين، وإن جماعة حزب اللامركزية لم يجعلوا مسألة الجنسية العربية من موضوع حزبهم؛ إلا إذا كانت المحافظة على اللغة العربية بين أهلها يعد دعوة إلى الجنسية العربية، ولهذا أنكرنا على ذلك الكاتب العربي رميهم بالعصبة الجنسية التي ذمها ذمًّا إسلاميًّا، وجعلها هادمة للإسلام كأن الإسلام الذي دخل فيه يموت بحياة لغته العربية، ويحيا باللغة التركية. استدللنا بتخصيص الحزب بهذا الذم وبسكوته عن غلاة العصبية التركية، على أنه لم يكتب ما كتب إلا تزلفًا ونفاقًا، وجعل اسم الدين الإسلامي شبكة لصيد المال والجاه. ولو أنكر على أولئك الغلاة والمعتدلين في العصبية الجنسية، واتبع هواه بإضافة اللامركزيين إليهم، وإشراكه معهم، لما اعتقدنا فيه كل هذا الاعتقاد. سلكت الجماعات العربية كلها مسلك الاعتدال فيما تطلبه لأمتها من الدولة وفيما تنصح به للأمة، إلا ما عرض لجماعة البصرة، فقد كان في بعض كلامها شيء من الشدة، ثم كان زعيمها السيد طالب بك النقيب ساعد الحكومة وعضدها في عقد الوفاق بينها وبين الأمير عبد العزيز بن سعود أمير نجد، وفي غير ذلك مما عهدته إليه من خدمتها في تلك البلاد، وقد تبرع هو ووجهاء البصرة للأسطول وغير الأسطول بمبالغ قلّما رأت مثلها الدولة من بلد آخر. على أنها لم تجبهم إلى شيء مما طلبوه من الإصلاح. فكان ذلك دليلاً على أن أشد العرب في ولايات الدولة شكيمة، وأقواهم عصبية، لا يني ولا يقصر في خدمتها، إذا هي أظهرت الثقة به، وعهدت إليه بعمل يعمله. *** الجنسية اللبنانية نعم إن بعض الجرائد والجمعيات اللبنانية قد غلت في الدعوة إلى الانسلاخ من كل صفة عثمانية، والاستقلال بجنسية لبنانية لا عربية. فلبنان يتمتع باستقلال داخلي لا يشاركه في مثله جبل من الجبال، ولا سهل من السهول، ولا ولاية ولا مملكة في الأرض، حتى قال الدكتور يعقوب صروف - وهو من يفتخر لبنان بمكانه في العلم والفلسفة ومعرفة شؤون العالم -: إن كل تغيير يطرأ على نظام لبنان يكون شرًّا؛ إذ لا خير مما هو عليه. ولكن كثيرًا من اللبنانيين لا ينظرون إلى هذه النعمة بالعين التي ينظر بها هذا العالم الخبير، فترى صراخ شكواهم قد ملأ فضاء أمريكا الشمالية والجنوبية ومصر، ونقلت الجرائد صداه إلى كل قطر يوجد فيه لبنانيون أو سوريون. فمنهم من يدعو إلى الاستقلال التام، ومنهم من يدعو إلى احتلال فرنسا للبلاد. ولهم عدة جمعيات سياسية يشترك فيها ألوف منهم في الوطن وفي ديار الهجرة من مصر إلى أوربة وأمريكا وغيرها من الممالك. وقد قرأنا كثيرًا من مقالاتهم وقصائدهم وأناشيدهم الاستقلالية فرأيناهم يفخرون فيها بعراقة هذا الجبل في الاستقلال، وامتناعه على الفاتحين من جميع الأمم والأجيال، أي فهم لا يطلبون الآن، إلا الاستقلال الذي كانوا متمتعين به في كل زمان. وقد جددوا لأنفسهم علمًا وطوابع بريد، ومنهم من يختار الاستقلال تحت حماية فرنسة والاستظلال بعلمها. وقد عرف أهل الخافقين ما كان من مبالغة أهل الجبل في الحفاوة بضباط الأسطول الفرنسي والمظاهرات الولائية لهم عندما زاروا بطرك الموارنة وبعض البلاد منذ أشهر؛ إذ كان الأسطول في مياه بيروت. ويلي ذلك ما كان لمسيو جورج بيكو قنصل فرنسة عندما زار لبنان مصاحبًا لمسيو مورسي بارس أحد أعضاء مجلس النواب الفرنسي. وهذا النوع من الاحتفالات والمظاهرات قد تكرر، وتكررت الوعود من فرنسة بإنالة الجبل ما يريد. لسنا نريد الاستقصاء التاريخي في هذا المسائل فنفصل القول فيه، ولا الانتقاد على الغلو والشذوذ الذي كان يتخلل ذلك مما لا يعهد له نظير للأجانب في مملكة من الممالك، فنتتبع من ذلك ما قيل وما كتب، وما انتقده بعض المسلمين في جرائد بيروت على ذلك وما رد به اللبنانيون على هؤلاء. وإنما نريد أن نبين بالإجمال أن اللبنانيين منهم المعتدلون فيما ينقمون من الدولة وما يطلبون لبلادهم، ومنهم الغلاة. وأن ذلك الكاتب العربي المدافع عن الجامعة العثمانية أو الجامعة الإسلامية، المعادي للجنسية العربية والموضعية (كاللبنانية) لم يكتب كلمة في انتقاد هؤلاء الغلاة من أبناء وطنه، وأين منهم مؤسسو حزب اللامركزية، الذين لم يدخلوا حزبهم في باب مباحث المسألة الجنسية. وإننا نثبت ما قلناه عن اللبنانيين أولاً بنشر ما جاء في جريدة الهدى التي تصدر في نيويورك من مطالب جمعية النهضة اللبنانية التي يرأسها مدير تلك الجريدة، وهذا نصه: من مبادئ النهضة اللبنانية ومنازعها (لكل امرئ من دهره ما تعودا) ، وما تعودناه أن نصون الوعد فلا نخلفه، والعهد فلا نخفره، وإن نكث الناكثون، وعبث العابثون، مستأثرين بأيام، نرجو أن تنقضي على سلام، فلا يلؤم فيها أحد، بما يجيئه من الفيش والفند. أرسلنا في (الأغراض من سياحتنا) كلمة، ونرسل الآن في بعض مبادئ النهضة اللبنانية أخرى؛ نحن دون أحد من الناس المسئولون عنها. كنا في رحلتنا نبشر بهذه المبادئ بلساننا، ونحن الآن نبشر بها بقلمنا، إلى أن تعود الخطابة، فتنوب عن الكتابة. اللبنانيون مظلومون وظالمون - مظلومون لأن السلطة ضعيفة ضاغطة وجائرة، وظالمون لأنهم وهم تحت الضغط والجور يتنابذون ويتطاحنون مؤثرين الخصوصيات على العموميات. فيجب على خدمتهم - ونحن منهم - التجرد في النصح لهم، والدعوة إلى ما فيه صلاحهم ونجاحهم، ووضع مبادئ يقوم عليها حزبهم السياسي الأكبر المدعو (النهضة اللبنانية) . قد يقوم من اللبنانيين أنفسهم من يناكر ويصادر، ويشاكس ويعاكس، ولكن لبنانية المناوئين هؤلاء غير صحيحة، لقيامها على التعصب والتحزب والنكاية والغواية. والحق ظافر، والإخلاص ظاهر. فمن مبادئ النهضة اللبنانية: ١- جمع اللبنانيين بدين الوطنية الشامل الكامل الفاضل (وتمزيق الأناجيل الطائفية ليسلم إنجيل المسيح) وما يقال عن الإنجيل يقال عن القرآن والتلمود وكل كتاب مقدّس عند أهله. إلا أن ذلك لا يعني الكفر ولا التعطيل، فليعبد الناس إلههم في كنيستهم وكنيسهم وجامعهم وخلوتهم وتحت أفياء الشجر وظلال الصخور إذا شاؤوا وإنما فليجتمعوا (؟) بدين الوطنية الواحد وهم المفلحون. ٢- استقلال المهاجرين (بنهضتهم اللبنانية) ما زال الإصلاح لا يتم إلا عن طريق المهاجرة وعلى همم المهاجرين. إلا أن هذا الاستقلال لا يعني الانفصال؛ بل توحيد قوة المهاجرين ما بين القطبين وجعلهم قوة واحدة تسعى للإصلاح سعيًا مجردًا صادقًا، إلى أن ينفلت المتخلفون من قيود الوظائف، ويكشفوا عنهم غيوم السفاسف التي لا يزال حتى في المهجر أثر مجلوب (؟) ٣- طلب أمير أجنبي من دول أوربا الست الضامنة استقلال لبنان تكون غايته غايتنا ومصلحته مصلحتنا، ولغتنا لغته ولغة أولاده، فلا يكون دخيلاً لا يشعر بشعورنا، ولا يهمه - وهو المرجع الأكبر في الجبل - أن يتعلم لغة الناس فيه ليكون حكمه معقولاً وقضاؤه مقبولاً - أمير أجنبي يكون لنا ما كان مثله لرومانيا وبلغاريا واليونان وألبانيا ولا تعود تهمه (المدة) تنقضي وينقضي الاهتمام بعد الابتداء بها بأيام - الشعب الخامل الغافل يرضى بحاكمه وقاضيه دخيلاً أعجميًّا لا يشعر معه ولا يفهم لغته ليقضي بالعدل، ولا يهمه إلا تناول المرتب وربما الرشوة (؟) مباشرة وبواسطة، وتفريق الناس لاتخاذ الأحزاب منهم. وقد يكون وضيعًا قبل أن يصير حاكمًا بلقب كبير ومرتب كبير وتغطرس كبير وعمل صغير. ٤- إرجاع لواء لبنان إليه فإن لكل شعب على شيء من الاستقلال راية أو علمًا أو لواء إلا لبنان الذي كان منذ بدء التاريخ على كثير من الاستقلال حتى وقوع حوادثه الأخيرة التي زعم أنه نال بعدها حكمًا ذاتيًّا لا نرى له أثرًا. ٥- (تمديد لبنان بعد تقلصه) أي إعادة حدوده الأولى والطبيعية إليه ما بين نهري القاسمية والعاصي. ومعنى ذلك أن تكون حدوده كما كانت على عهد أمرائه الأصلاء من القاسمية إلى جبل الشيخ إلى لبنان الشرقي إلى حمص فالنهر الكبير وهي حدود تتناول بيروت وطرابلس وصيدا والسهول المحيطة به - اللبنانيون لا يطلبون التوسع بهذه المطالب؛ بل إعادة الحدود التي انتزعها المنتزعون إليهم. ٦- إعادة الجمارك والبريد والبرق إلى لبنان؛ لأن الدولة (ضمنتها من لبنان ضمانًا) ولكنها لم تتقيد بشروط الضمان ولم تدفع إلى لبنان ما هو من حقوقه ولكل صاحب ملك حق باستعادة ملكه الذي لا يدفع الضامن ضمانه أو المستأجر أجرته، فضلاً عن أن اللبنانيين لم يطلبوا المرافئ لتكون بغير جمارك، ولا البريد ليظل عمال الأتراك عابثين ومتلاعبين به وبأقدس أسراره وغير حافلين بغير سرقة الحوالات المالية حتى من الكتب المضمونة وبمصادرة الصحافة الحرة لئلا يستفيق الشعب من غفلته. ٧- جعل كل قدم تتكسر عليها أمواج البحر المتوسط من شواطىء لبنان مرفأ له إذا شاء اللبنانيون عدم الاكتفاء بجونة النبي يونس. ٨- إطلاق حرية الفكر والخطابة والكتابة وإنشاء الجمعيات إذ لا يوجد في نظام لبنان مما يحول دون ذلك (لولا انتصاب التماثيل الشمعية المحركة بزنابرك (؟) المآرب والمفاسد في مجلس إدارة لبنان) إن مجلس إدارة لبنان هو المجلس المشترع في الأصل ويجب أن يكون الأكفاء دون سواهم فيه لا أن يجاز القمار، الذي هو على كل شعب متمدن عار، لمجرد أن أعضاء مجلس الإدارة مقمرون - إن حرية الصحافة ضرورية للبنان إلا إذا رضي مجلس الإدارة بأن يكون خائنًا متلاعبًا؛ خوفًا من الانتقاد وعملاً بالاستبداد، ولكن كم يطول هذا الوقت؟ - يجب أن يكون لبنان في الشرق مثل سويسرا في أوربا، فهل تتحرك (التماثيل) لإبقاء آثار وطنية لا آثار عار وأقذار! ! ! ٩- إقامة مندوب في أوربا يمثل اللبنانيين ويطالب بحقوقهم ولا يكون له اهتمام بغير مفاوضة الدول الضامنة استقلال لبنان ومفاوضة وزاراتها الخارجية بكل ما يحتاج إليه الجبل. ١٠- إقامة (رقيب) على الحكومة اللبنانية في نفس لبنان يناصر الأكفاء المخلصين للوطن ويصادر الأدنياء الخونة فيه وينشئ الفروع للنهضة في كل قضاء ومديرية وبلدة ويكون الحزب من ورائه يشد أزره وأزر كل مندوب أمين. ١١- ما زالت أكثرية المهاجرين من اللبنانيين فيجب (؟) أن يكون القناصل في كل مهجر من المهاجر من اللبنانيين أو يستغنى عنهم وتفاوض قناصل الدول الضامنة في أمر حماية اللبنانيين ومصالحهم. ١٢- إنشاء مدارس عمومية في لبنان تعلم فيها لغة البلاد قبل سائر اللغات وتنصرف فيها الهمم إلى تعليم الصناعة والتجارة والزراعة والتعدين وغير ذلك مما يحتاج إليه اللبنانيون، ويجب أن يوضع للبنان تاريخ صادق وخريطة صحيحة لمدارسه العمومية. والهدى الذي يقترح هذا الاقتراح يقوم بنفقات الطبع فلا نظل نتعلم تواريخ الأمم الغربية وحدودها ونجهل تاريخنا وحدود بلادنا. ١٣- وضع قانون عام للنهضة اللبنانية لا يجوز لأي فرع منها الزيادة عليه أو الحذف منه إلا في الترتيبات المحلية التي لا علاقة لها بالمبادئ، ويجب أن يكون المركز الرئيسي للولايات المتحدة وكندا والمكسيك وجزائر الهند الغربية وبعض الجمهوريات اللاتينية واحدًا في نيويورك، أما في سائر المهاجر فيجب أن يكون النظام واحدًا باستقلال كل بلاد بنهضتها وفروعها بشرط التقيد (النظام الواحد) والاشتراك في العمل الواحد على حد ما هي الولايات من (مركز الاتحاد) أو المقاطعات من العاصمة (؟ ؟) . ١٤- إصدار كتاب كل عام من أقلام أدباء النهضة اللبنانية في كل بقعة من العالم تكون مواضيعه الإصلاح والتربية والسياسة والاجتماع والتعليم بفروعه وغير ذلك مما تدعو إليه الحاجة، ويجب أن تكون أسماء الأعضاء وبيان الدخل والخرج في آخر هذا الكتاب مع قانون النهضة المعدل. ١٥- تعديل قانون النهضة اللبنانية عند التئام كل مؤتمر تعقده يكون مؤلفًا من نواب كل فرع مستقل أو مرتبط في مدينة متوسطة وموافقة للجميع وقبل انتهاء مدة المتصرف بسنة (؟ ؟) . ١٦- من حق كل مشترك في النهضة اللبنانية التصويت لمرشحي المركز الرئيسي مباشرة لمن كان غير منضم إلى فرع أو بوساطة الفرع الذي يكون منه ويعلن الترشيح مقدمًا. ١٧- للمرأة الحقوق الوطنية بالانضمام إلى النهضة اللبنانية وبإنشاء الفروع لها أو بالانتخابات عمومًا (؟) . ١٨- السعي مع المتمولين لإنشاء الشركات على اختلافها لا تكون النهضة فيها إلا منشطة (؟) وتكون كل شركة مستقلة بإدارتها ونظامها - الشعب الذي لا يتَّحِد في الشركات لا يستطيع الاتحاد في غيرها، وبكل أسف نقول إنه لا يكون ارتقى كثيرًا. ١٩- العدول عن التبرعات للمشاريع المدعوة في الوطن عمومية وهي خصوصية لم يتم منها حتى الآن مشروع واحد على ما نعلم بعد جمع عشرات ألوف الدولارات، ولا سيّما أن (؟) فضل المهاجرين غير معترف به وإذا كان من اعتراف فبتفوق عليهم (؟) وبذكر واجب لا ندري مصدره قبل الاعتراف المخلص بالمساواة (؟) - المهاجرون ساعدوا كل مشروع وهمي في الوطن منذ ثلاثة عقود من السنين ولم يساعدهم المتخلفون بشيء حتى في إصلاح البلاد، فمن العدل أن يعدلوا عن الاستئثار إلى الخدمة الوطنية المتساوية، وأمام المهاجرين واجبات كثيرة من الضروري القيام بها - يجب العدول عن التبرعات إلى أن يتم المشروع الوطني على الأقل. ٢٠- تكافل المهاجرين والمتخلفين في كل ما يعود على الوطن بالإصلاح والرقي. ٢١- الاهتمام بالجندية اللبنانية اهتمامًا تنظر فيه النهضة. ٢٢- بذل العناية التامة لإنجاح قلم المهاجرة وصون أموال وأعراض المهاجرين الجدد. ٢٣- إذا كان المهاجرون مطالبين بالأموال الأميرية وسائر الضرائب فمن الواجب أن يكون لهم رأي في حكومتهم وأعمالها وانتخاباتها. ٢٤- عضو مجلس الإدارة (شيخ مشترع) أو (سناتور) فمن العار على البلاد أن يكون غير متعلم ولا متهذب إن لم يكن متشرعًا. ٢٥- ترمي النهضة اللبنانية إلى إنشاء مدرسة داخلية في أمريكا الشمالية لإحياء اللغة العربية وبهاء الوطنية، ولتنشئة الصغار على المبادئ القويمة، وأهم ما ترمي إليه حمل مدارس الوطن على تعديل أنظمتها فلا ينفق التلميذ ربع عمره قاتلاً ويخرج بعد هذه الخسارة غافلاً. ٢٦- جعل لبنان مصيفًا جميلاً ونقيًّا بالآداب والأخلاق مثله بالمناظر والماء والهواء (؟) ٢٧- تحويل أفكار المهاجرين عن إقامة الدور والقصور- إلا ما كان ضروريًّا - إلى إنشاء المعامل والعناية بالزراعة والصناعة واستثارة دفائن كنوز لبنان. ٢٨- تعليم الاقتصاد على أنواعه وترويج المصنوعات والمستغلات الوطنية. ٢٩- حؤول أعضاء النهضة اللبنانية دون الخلافات الطائفية والقومية والبلدية والفصل بين المختلفين منهم في محاكم النهضة الخصوصية إلا إذا عز التوفيق. ٣٠- إنشاء جريدة رسمية مساهمة في كل بلاد فيها مركز رئيسي للنهضة وإنشاء مجلة نسائية عند الحاجة والمقدرة. ٣١- الاهتمام بالغرف التجارية الضرورية للمهاجرين. ٣٢- السعي لإقامة رؤساء أساقفة في المهاجر للطوائف النائلة امتيازات في الوطن لصون الشرف ومنع الاستئثار أسوة بالطوائف الممتازة في أوروبا. ٣٣- مساعدة نوابغ أعضاء النهضة أو نوابغ أبنائهم. ٣٤- عدم مساعدة الكنائس إلا إذا كان لها مدارس في الوطن والمهجر. ٣٥- التفاهم مع رؤساء الأديان لخدمة الشعب وإفادته بتنفيذ غاية الواقفين من الأوقاف دون تعرض لأي حق راهن لهم. ٣٦- يجب إقامة وكلاء للنهضة حيث لا يوجد فروع أو حيث يكون إنشاء الفروع مبددًا لا موحدًا. ٣٧- مرتب الدخول دولار واحد في السنة يجب إيصاله إلى المركز الرئيسي من كل عضو في النهضة إلا إذا شاء العضو التبرع. أما الفروع فلها أن تتفاهم مع الأعضاء على طرائق القيام بالنفقات المحلية (؟) ٣٨- ينتخب نائب الرئيس وأمناء الصندوق والمديرون من التجار، أما الرئيس فيجب أن يكون غير تاجر صونًا لحقوق مصالح سائر التجار. ٣٩- لا يقبل الأمي - الذي لا يحسن القراءة - عضوًا إلا في السنين الخمس بعد إعداد القانون الأساسي ولا يقبل غير المستقيم على الإطلاق. ٤٠- يجب ترغيب الشبان في تعليم الصناعات والفنون استعدادًا لخدمة الوطن بما يكونون تعلموه. ٤١- يعتبر مفشي أسرار الجمعية (خائنًا) ويطرد بعد المحاكمة. ٤٢- لا يقبل عضو في النهضة كل (؟) من يكون منتظمًا في سلك جمعية في مبادئها ما يخالف مبادئ النهضة اللبنانية. ٤٣- للجمعية شارة وكلمة تعارف وقوانين تعرف من النظام العمومي بعد طبعه. ٤٤- تسعى النهضة اللبنانية لإحياء ذكر النوابغ في العلم والوطنية من رجال ونساء بطبع نتاج قرائحهم وإقامة تماثيل للعظماء منهم. ٤٥ - من مساعي النهضة اللبنانية إنشاء المتاحف الوطنية وصون كنوز الحفريات والعادات وحفظ كل ما يهتم القوم الراقي (؟) بحفظه. ٤٦- يجب أن يكون لنا (جمعية علماء) تبذل منتهى العناية بإحياء اللغة والفنون الجميلة ومنها تتفرع فروع العلوم والتاريخ والجغرافيا وغير ذلك. هذا أهم ما مرّ في خاطرنا من المبادئ والمنازع التي تقبل المسؤولية عليها دون أحد من الناس، ولنا في أكثر هذه البنود كلام نتبسط فيه ونرجو أن يكون عند صادقي الوطنية مقبولاً. إلا أننا لا ندّعي بأن ما جئنا به يجب أن يعتبر فصل الخطاب؛ وإنما أردنا أن نوقف الشعب على الأهم من مرامي هذا الحزب الأكبر المدعو نهضة لبنانية، وهو حزب لم يظهر مثله حتى يومنا هذا في العالم العربي ولا انضوى تحت لواء أي جمعية عربية العدد المنضوي تحت لوائه. في كل مصر وقطر أنصار لهذا الحزب لا نعلن أسماء جميعهم لحوائل سياسية، ونؤكد للبنانيين أننا بعد سنة واحدة نصبح ٢٥ ألفًا في المهاجر وحدها فمن كان مؤمنًا بكتاب اللبنانية الشريف فليحمل لواءه بالإخلاص خفَّاقًا، وينشر تعاليمه بالوطنية نطاقًا، والفوز للمجاهدين، اهـ. (المنار) : نشرنا هذه المقالة بحروفها ووضعنا بجانب بعض المفردات والجمل علامة (؟) للإشارة إلى ما فيها من خطأ أو ضعف لفظي أو معنوي (ولولا أن استحسنا إنشاء الكاتب لما أشرنا إلى ذلك) . ويظهر منها أن هذه الجمعية سياسية علمية اقتصادية أدبية خيرية سرية جهرية. وفي هذه المواد المنشورة تعارض وتهافت، يمني بعضها بمملكة مستقلة، كما بني بعضها على تابعية مبهمة. ولعل رئيس النهضة البارع يصححها ويرتبها بعد إعادة النظر فيها. ولا نسأله عن القوة التي يؤسس المهاجرون بها هذا الملك العظيم. ولنرد ما تقدم بيانًا بنقل النبذة التالية من جريدة أبي الهول التي تصدر في البرازيل وهي: أنا لبناني ليقرأها اللبنانيون بتمعن! ! لا تصبح الأمة أمة حقيقية ولا يستتب لها كيان إلا متى نمت في صدور أغلبيتها عاطفة حب الوطن، وكان هذا الحب مؤسسًا على معرفة تاريخها، وما التاريخ إلا قطعة من قلب الأمة، وما أبناء هذا الجيل إلا أحفاد أجيال إذا تناسيناها مسخنا نفوسنا وأنكرنا الأصول التي إنما نحن لها فروع. ولقد أثبت المدققون أن قوة الشعوب الحقيقية قائمة في إيمانها الوطني، وعرف العالم بأجمعه أن العثماني قد غلب في الحرب البلقانية لأنه فاقد هذا الإيمان، وإن الأمم البلقانية لم تنتصر ذلك الانتصار الباهر إلا لامتلاكها القوة الأدبية علاوة على قواها الحربية. ومن الثابت أن السرب مثلاً قد انتصروا لأنهم بأجمعهم - من القائد الكبير إلى الجندي الصغير - كانوا قد رسموا في قلوبهم وأدمغتهم تذكارات تاريخهم القديم الذي طمست به سنوات الحكم العثماني عليهم. وفي سنة ١٩٠٧ تشكلت لجنة نيابية سربية لفحص حالة استعداد الجيش العامة، وأرادت اللجنة أن تعلم مقدار معرفة الجنود تاريخ بلادهم فوقعت القرعة على فرقة من الفرق المقيمة في أقصى أرجاء سربيا فألقيت على كل من الجنود الأسئلة العشرة التالية: ماذا تعرف عن كراليفتش ماركو؟ وعن ميلوش أو بليتش؟ عن الأمير لازار؟ وعن الإمبراطور دوشان؟ عن موقعة قوصوه؟ وعن كاراجورجس؟ عن الأمير ميلوش وما هو اسم الملك الحالي؟ واسم ولي العهد وهل يوجد سربيون خارج سربيا؟ فأيدت الأجوبة أن مائة في المائة من الجنود يعرفون أن (كراليفتش ماركو) ملك سربيا وبطل التاريخ الوطني كان آخر حماة استقلال سربيا ضد الأتراك. ومائة في المائة يعرفون أن السربي (ميلوش أوبليتش) قتل السلطان مراد في موقعة قوصوه سنة ١٣٨٩. ومائة في المائة يعرفون أن الأمير (لازار) قاد الجيش السربي في معركة قوصوه وقتل فيها. وثمانون في المائة يعرفون أن الإمبراطور (دوشان) المتوفى سنة ١٣٥٥ كان أعظم ملوك سربيا القديمة. ومائة في المائة يعرفون أن الإمبراطورية السربية قد سقطت في موقعة قوصوه. واثنان وستون في المائة يعرفون أن (كراجورجس) كان زعيم الثورة الأولى السربية ضد الأتراك سنة ١٨٠٤ - ١٨١٣. وتسعة وخمسون في المائة يعرفون أن الأمير (ميلوش) قاد الثورة الثانية التي ولدت منها سربيا الحالية سنة ١٨١٥م. واثنان وأربعون في المائة يعرفون اسم الملك الحالي. وثلاثة وعشرون في المائة يعرفون اسم ولي العهد. وثمانية وتسعون في المائة أجابوا أنه يوجد سربيون كثيرون خارج سربيا. فهذه النتائج تثبت بوضوح أن الشعب السربي بأجمعه كان - ساعة شهر الحرب على تركيا - متشربًا تذكارات تاريخه الوطني البعيدة والقريبة ومعتقدًا بأن أمنية سربيا الحالية قائمة بتوسيع حدودها لامتلاك الأراضي المغتصبة، وجعل سربيا كافية لضم جميع السربيين. في هذه التذكارات كمنت قوة سربيا الحقيقية. وبهذه التذكارات انتقمت للتاريخ وانتصرت على تركيا. لم أرو كل هذه المقدمات لأحدث القراء عن سربيا والسربيين. ولكنها أمثولة للأمم التي تريد أن تتكون وتحيا! نحن معاشر اللبنانيين لا نحلم بمحاربة تركيا أو الثورة عليها. ولكن الأوان قد آن لنسعى في تعزيز جامعتنا القومية وتأليف أمة يعرفها العالم المتمدن (بالأمة اللبنانية) . ومن أجل ذلك يجب أن نبدأ باعتناق الإيمان الوطني وأن نؤسس هذا الإيمان على تذكارات تاريخنا البعيدة والقريبة. لقد أنهكت مذابح الستين قوانا الوطنية؛ ولكن نصف جيل خلا كاف لتجديد الدم اللبناني. لو ألفت اليوم لجنة لبنانية واختارت بضعة قرى من قرى لبنان وأخذت تطرح على أبنائها الأسئلة التالية: من هم أجداد اللبنانية؟ هل فقد لبنان يومًا استقلاله؟ من هم أعظم أمير لبناني؟ من أخرج محمد علي من سوريا؟ ما هي حدود لبنان الأصلية؟ ما هي المسألة اللبنانية؟ ما رأيك بمذابح الستين؟ ما الفرق بين المسيحي والدرزي؟ من هو أحسن متصرف وأسوأ متصرف حكم لبنان؟ بماذا يجب أن يحلم اللبناني اليوم؟ لو ألفت هذه اللجنة وسالت هذه الأسئلة وأجاب مائة في المائة أن أجداد اللبنانيين هم الفينيقيون غزاة البحر وتجّاره، وأساتذة اليونان، وممدنو قسم من إفريقيا الشمالية وإيطاليا وفرنسا وإسبانيا. ومائة في المائة: إن لبنان لم يخضع يومًا لدولة من الدول التي اجتاحت سوريا خضوعًا تامًّا، وأنه لا يستطيع الحياة إلا مستقلاً. وثمانون في المائة بأن أعظم أمير لبناني هو الأمير فخر الدين المعني الثاني الذي أوصل حدود لبنان في الجيل السابع عشر من أطراف حلب إلى أوائل فلسطين ولقبه سلطان تركيا (بسلطان البر) - يليه الأمير الشهابي الكبير الذي نريد نقل رفاته من الآستانة إلى لبنان إحياء للروح الوطنية. ومائة في المائة بأن سيوف اللبنانيين كانت العامل الأول في إخراج محمد على باشا المصري وإعادة سوريا إلى تركيا في أوائل الجيل الأخير. ومائة في المائة أيضًا بأن حدود لبنان الأصلية التي اغتصبتها الدولة تمتد من أعالي طرابلس إلى صيدا ومن ساحل البحر المتوسط وفيه بيروت إلى أطراف الشام وفيها سهل البقاع وجبل انتيلبنان المعروف بجبل حرمون أو جبل الشيخ. ومائة في المائة بأن المسألة اللبنانية مشكلة بين الدولة ولبنان لا تحل إلا باستعادة لبنان حدوده المغتصبة وحقوقه في الكمرك والبريد - وأن هذه المسألة يجب أن يطرحها المجلس الإداري أمام محكمة أوربا التي تحمينا، ولنا بها علاقة منذ بضعة أجيال بتقديم دعوى الديون التي لنا في ذمة الدولة. وثمانون في المائة بأن مذابح الستين التي كان لمأموري الدولة اليد الأولى في إثارتها وصمة على جبين لبنان يجب أن يمحوها بنزع التعصب الديني وإبداله بالتعصب الوطني. ومائة في المائة بأن الدرزي أخ للمسيحي في الوطنية، للأول ما للثاني وعليه ما عليه. وإن أحسن متصرف جاء قبل المتصرف الحالي هو داود باشا الأرمني الذي سعى في تحسين شؤون الجبل وتوسيع أراضيه، وأسوأ متصرف هم كل المتصرفين الذين سبقوا متصرفنا الحالي. وإن على اللبناني أن يحلم اليوم باستعادة الإمارة اللبنانية، ويساعد جمعيات المجاهدين المخلصة ليعود المهاجرون إلى بلادهم، وتعود إلى لبنان حياته ومعها العز والفخار ... في ذلك اليوم ... في ذلك اليوم يصبح اللبنانيون أمة حقيقة ويستطيع اللبناني أن يسمي بلده وطنًا، وأن ينادي على رؤوس الملأ بكل مباهاة وافتخار: (أنا لبناني!) (أنا لبناني! ! !) . (المنار) : لولا هذه النقط التي أبهم بها الكاتب النتيجة، لقال القارئ إن النتيجة جاءت أصغر من المقدمات، لا متبعة أخس المقدمات كما يقول علماء المنطق. والمجال واسع أمام من يريد انتقاد ما كتب الكاتب، وأهم ما يهم دعاة النهضة العربية من ذلك جعل البلاد السورية أوطانًا متعددة، ومن فروع ذلك جعل هذا الكاتب اللبنانيين كلهم فينيقيين - على مذهب عبيد الله التركي الذي زعم أن نصارى سورية ليسوا عربًا - وهذا خطأ مبين، فإن كثيرًا من سكان الجبل يعرفون أنهم من سلالة العرب، ومنهم أمراؤه كبني معن وبني شهاب الذين يفخر الكتاب بكبيريهما الأمير فخر الدين والأمير بشير، وبني رسلان وغيرهم من الدروز. والباقون من سلائل العرب والفينيقيين وغيرهم. ولكنهم صاروا كلهم عربًا بتوحيد لغتهم؛ وإنما الجنسية باللغة فكثير من الأسبانيين من سلالة العرب ولكنهم لا يعدون الآن عربًا. يظهر مما نشرنا ومما لم ننشر مما يكتبه غلاة الدعوة اللبنانية أنهم يمنون أنفسهم بما ليس في طاقتهم، يمنون أنفسهم بأن يكونوا دولة قوية مستقلة تمام الاستقلال، منفصلة عن جدتهم الأمة العربية وأمهم سورية نفسها، لا عن الدولة العثمانية فقط. ولا يكون مثل هذا إلا لشعب حربي قوي، ولذلك يكثر أصحاب دعوة هذا الاستقلال من ذكر قوة الجبل وامتناعه عن الفاتحين، وانتصاره على المصريين، وإخراجهم جيش محمد علي الكبير من سورية وردها إلى الدولة! والاسترسال في المبالغات التي ليس من موضوعنا البحث فيها. ولنسلم لهم حديثهم عن ماضيهم؛ فإنه لا يمنعنا من الجزم بأنهم لا يستطيعون أن يأخذوا بقوتهم شبرًا من أرض الدولة ولا درهمًا من خزينتها؛ وإنما مسألتهم أوربية مفتاحها بيد الدول الكبرى، فإذا هن اتفقن على إعطاء الجبل شيئًا فهو الذي يرجى أن يأخذوه، وإذا لم يتفقن ففرنسة وحدها لا تستطيع أن تعمل للجبل شيئًا. وإذا استطاعت الدولة أن ترضي الدول بإلغاء امتياز لبنان فإنها تلغيه، وخلاف فرنسة وحدها لا يحول دون ذلك. فمن يعرف هذه الحقائق يجزم بأن مؤسسي جمعية (الاتحاد اللبناني) في مصر أرسخ قدمًا في السياسة من سائر اللبنانيين. وأن وراء ذلك كله سياسة مثلى لو قدروها قدرها، ولم تحجبهم آمالهم بفرنسة وغيرها عنها! ! ((يتبع بمقال تالٍ))