عن امتحان مدرسة المعلمين الناصرية في العام الدراسي ١٩٠٨ الداخل في سنة ١٩٠٩ صاحب السعادة سعد زغلول باشا ناظر المعارف العمومية حضرتاري. قبل كل شيء أقدم إلى سعادتكم أكمل الشكر والامتنان على أن جعلتموني موضع الثقة، فاخترتموني لرئاسة امتحان هذه المدرسة التي هي في نظري من أهم المدارس وأفيدها لهذا القطر، ولهذا قد دققت البحث واختبرت كل شيء في الامتحان بنفسي، وإني عارض ما علمته بالتفصيل. (أ) رأيت أن وقت الامتحان الذي حدد لهذه المدرسة غير ملائم لحالتها؛ لأنه قد زاحمه قبله امتحان الشهادة الثانوية، وشاركه في زمنه امتحان مدرسة الحقوق الخديوية، ونشأ عن ذلك تعطيل في العمل؛ لأن من انتقتهم النظارة للامتحان فيها كان أكثرهم مشتغلاً بامتحان الشهادة وتلاوة أوراقه، واضطررنا لتأجيل الامتحان في التربية العملية عن وقته المعين في الجدول، وهو أول مايو سنة ١٩٠٩ إلى ما بعد ١٦ منه، وأجهد الممتحنون أنفسهم في أول النهار وبعد الظهر، حتى أتموا عملهم بمشقة عظيمة في أوقات هذا الحر الشديد. فلهذا ولقلة العمال الذين يوثق بعملهم، أرى أن يجعل موعد امتحان هذه المدرسة في الأعوام المقبلة من أول مايو كما وقع ذلك في بعض السنين. (ب) لاحظت أن كون الامتحان بنمر سرية، قد أوجب زيادة العمل على العمال، واستدعى إيجاد عمال في حين الاحتياج إلى عملهم في موضع آخر؛ لتزاحم الامتحانات في وقت واحد، ولو كانت الفائدة من جعله سريًّا توازي هذه الأتعاب وتلك المضايقة في إيجاد العمال لهان الخطب. ولكني وزنت النفع والضر في ذلك فوجدت الثاني أكثر بكثير، وغاية ما يقال في النفع: إن كون الامتحان بالنمر السرية يجعل النظارة في اطمئنان من عدم وجود الغرض فيه؛ إذ يقرأ الممتحن ورقة لا يعرف كاتبها، فيقدر لها درجتها بالضبط، وهذا النفع وإن كان يكون حقيقيًّا في بعض الأوقات ليس بمطرد؛ لأنه ليس كل ممتحن يعمل فيه الغرض، وفضلاً عن ذلك فقد يوجد شيء من التساهل مع الامتحان بالنمر السرية يقوم مقام الغرض أو يفوقه؛ لأن الممتحن كلما قرأ ورقة ووجدها غير صالحة، سأل عن النمرة التي يمكن أن يمر بها الطالب، ولا يكون ساقطًا فيعطيها للورقة وهو جازم بأنه لا يستحقها؛ لأجل أن ينجو الطالب من السقوط، وذلك استعمالاً للشفقة، وإذا أسأنا الظن قلنا: إن الممتحن تحت نظره أشخاص، يجب أن يمروا، فيخاف أن يكون صاحب الورقة الساقطة منهم، فيمر الكل حتى يمر صاحبه بسلام وهذا أكبر في الضرر من استعمال الغرض لشخص مخصوص بالرجاء المعتاد في هذه البلاد، وبين أوراق الامتحان في كل علم أوراق منحطة جدًّا، وضع لها الممتحنون الدرجات التي تقتضي مرور كاتبها فقط: كنمرة (عشرين) فيما نمرته الحقيقة (٤٠) ، و (٢٥) فيما نمرته (٥٠) ، و (١٥) فيما نمرته (٣٠) ، وهكذا ولسعادتكم أن تأخذوا نموذجًا من تلك الأوراق المكتوبة عليها مثل هذه النمر، فتجدوها على ما وصفناه، وأيضًا فإن الامتحان بالنمر السرية في هذه المدرسة؛ وهي من المدارس المخصوصة العالية تفرقة بينها وبين أختها مدرسة الحقوق الخديوية، ولا فرق بينهما في الواقع، ونفس الأمر فلم يكون الامتحان في الحقوق جهريًّا وفي المعلمين سريًّا، على أننا لم نسمع بأن طالبًا في الحقوق مع الامتحان الجهري نجح للغرض، ولا بأن طالبًا تأخر بقصد الإضرار به. ولهذا فإني أرى أن يكون الامتحان في هذه المدرسة أيضًا جهريًّا، فيقل التعب وتزول تلك الأضرار ويسهل وجود العمال، ويعرفون أنهم موضع الثقة فيعملون على ما يزيدها، وأنهم ليسوا موضعًا للريبة، فيعتادوا النزاهة والتخلي عن الغموض، وهذا من حسن التربية وإعلاء النفوس بمكان عظيم. (ج) لاحظت أثناء تأدية الامتحان الشفهي في علوم: النحو والصرف والطبيعيات وتقويم البلدان ما لا يكاد يصدق، وذلك أن الشخص الواحد يكون شخصين متبايني الصفات والإدراك في وقتين مختلفين أمام ممتحنين في علمين، وهذا وإن كان وجد في قليل من الأشخاص. ولكنه مما يستدعي النظر والالتفات والبحث عن الأسباب، رأيت بنفسي أحد الطلبة يؤدي الامتحان الشفهي أمام الشيخ حمزة فتح الله؛ فإذا سأله عن تطبيق قاعدة، أو إعراب جملة، أو تعيين محل اسم من الإعراب، أو عن أصل الكلمة وما صارت إليه بعد القلب أو الإبدال، بحث عن الجواب في جوانب السماوات وشاسع الآفاق، فإذا نبه إلى أن الجواب قريب منه اعتراه ذهول، حتى صار لا يدرك البديهي من القول، ورأيته بعينه وهو أمام علي بك بهجت يؤدي الامتحان في تقويم البلدان، فوجدته رجلاً ثابت الجنان منطلق اللسان يعبر عما يريد بقوة، ولا يعتريه انزعاج. رأيت هذا في أكثر من واحد ومن اثنين، وإني أحقق بعد أن أطلت الأخذ والرد والبحث؛ أن هذا الداء كان متأصلاً في بعض أولئك الأشخاص من أصل التعليم؛ لأن قاعدته في الأزهر كثرة الاحتمالات في العبارة الواحدة، واستعمال المعلم للتشكيك والإكثار من الاعتراضات اللفظية، وقد تعودوا أن لا يعرضوا فكرهم على أحد سواهم، فإذا سئل هذا المتعلم على هذه الطريقة حار في أمره , فلا يدري أي الاحتمالات يذكر، وأيها يكون موافقًا لذوق السائل فيترك كما قدمناه. وأما العلوم الأخرى: فإنها خلو من هذه العلة الثقيلة؛ علة الاحتمالات والتشكيك، فإذا سئل فيها قال ما يعلمه منها جازمًا بما يقول والجزم في العلم هو قاعدة كل خير، وهو الأساس المتين في نجاح التعليم. ولا يقال: إن هذا الفرق بين هذا الطالب وهو أمام الشيخ حمزة وبينه وهو أمام بهجت بك جاء من عوارض أخرى مثل: وجود من يهابه زائدًا على من يمتحنه، فإنني كنت موجودًا مع هذا الطالب أمام الاثنين، وإذا قيل: إن الفرق جاء من كيفية توجيه الأسئلة، فإنني كنت أبسط السؤال له وهو عند الشيخ حمزة بطريقة هي غاية في السهولة والوضوح، وقد لاحظ حضرة الشيخ حمزة فتح الله هذا المعنى من بعض الطلبة، فأشار إليه في تقريره المقدم إليّ منه حيث قال: (ولذلك لا أجد بدًّا من سرد نموذج مما طغى به من كثير منهم بنانه وبيانه، ويراعه ولسانه، مما لا تعقل نسبته لأمثالهم إلا لفرط ذهول استحكم. فأما في الشفوي فكما سمعتم من البعض حتى عذرتموه بحصر الهيبة في معترك الامتحان؛ ولذا أقتصر على ما خطه بنانهم في الأوراق التي صححتها) . ظهر مما تقدم أن العيب في هذا الموضوع إنما هو في كيفية التعليم وفي بعض الكتب، لا في شخص المتعلم، والنظارة مسؤولة عن إصلاح هذا العيب. والطريقة التي أراها نافعة في هذا الباب هي انتقاء الطلاب حين الدخول انتقاء كاملاً في: نباهتهم ومعلوماتهم وسيرتهم، وليس من الضروري أن نتوسع في العدد فبدلاً عن أن نأخذ ستين منهم أربعون ناقصون، نأخذ عشرين كاملين إذا تخرجوا تخرجوا رجالاً ذوي قدرة على العمل، وقدوة للمتعلمين في كمال الأخلاق. أما إذا تخرج من الستين خمسون وكان منهم ثلاثون ناقصين، فقد أدخلنا في عداد المعلمين أشخاصًا غير صالحين، وكانت النتيجة مساواة الصالح بالطالح، والخلط بين الضار والنافع، وعندي أن يقال: إننا لا نخرج كل سنة إلا عشرين كاملين خير من أن يقال: إننا نخرج كل سنة طائفة كبيرة لا يمكنها في مجموعها القيام بوظيفتها حق القيام، على أنه قد مضى وقت الاحتياج إلى الإكثار من المعلمين بقطع النظر عن الكامل والناقص، وجاء الوقت الذي يجب فيه التقليل من المعلمين حتى نصادف الخيرين منهم. ويمكن أن تجمع النظارة لجنة؛ لتقرر مقدار الحاجة إلى المعلمين في كل سنة وتقرر بناء على ذلك انتقاء الطلبة وشروط الدخول، وأرى أن يكون في أول ما تنظر إليه اللجنة؛ أن الطالب لا يكون قد أمضى زمنًا طويلاً في الأزهر بين تلك الاحتمالات والشكوك [٢] ، ولا بُدَّ حينئذ أي: إذا تقررت هذه القاعدة أن تطيل النظارة زمن وجودهم في المدرسة، حتى يتغير وضعهم بالمرة، ويسبكوا سبكًا جديدًا، فيكون المتخرج منهم مفكرًا مستنتجًا، تَرَبَّتْ فيه ملكةُ القيام بالنفس، فيمكنه العمل بما تعلم، وأن يفيد المتعلمين، ويبثَّ فيهم روحَ العلم الحقيقي وروح التربية الحقة، فإن الذي ينقص المعلمين اليوم هو التفكر والاستنتاج، فإذا أخذنا الطلبة من الآن فصاعدًا ممن لم يمضوا مدة طويلة في الأزهر، وعوضنا عليهم تلك المدة في المدرسة، وصلنا إلى نتيجة حسنة قطعًا، وتخرج من هذه المدرسة العدد المجيد لعمله وإن كان قليلاً، فهو خير من عدد كبير جله ممن لا يجيد العمل ولا يحسن التعليم. على ذكر هذا الذي تقدم أقول: إنني امتحنت طلاب السنة الرابعة من مدرسة الحقوق كما امتحنت مدرسة المعلمين، فإذا مدرسة الحقوق في موضوعها متقدمة وفي طلابها جرأة على القول أمام أي ممتحن، وبالطبع لم تكن لهم هذه الجرأة إلا من أصل التعليم، فلو أصلح التعليم في مدرسة المعلمين لوجد من خرجيها من يفوق متخرجي الحقوق؛ لأن في مدرسة المعلمين تتوفر العلوم العربية والمنطقية، وكلها مما يوجب القوة في الحجة، والطلاقة في اللسان، والتوسع في البيان. (د) لاحظت أن بعض العلوم كآداب اللغة والتاريخ تتفق فيها كتابات الطلبة عند الامتحان اتفاقًا يكاد يكون تامًا من كثير من الوجوه، فعلمت من ذلك أنهم لا يعتمدون على قوة الكتابة والإنشاء، ولو كانوا كذلك لاختلفت العبارات، فإن المنشئ يمكنه أن يعبر عما علم في موضوع واحد بعبارات مختلفة الأسلوب، وإن كانت متفقة الموضوع، وهذا العيب يكاد يكون عامًّا في المدارس التي امتحنتها، وإن اختلفت التلامذة في ذلك بعض الاختلاف، ولاحظت أيضًا في أمر التطبيق ما يصح أن ألفت النظارة إليه، ويقول حضرات الممتحنين كلهم في الاعتذار عن بعض النقص الذي يوجد فيه. إن علته إنما هي تضييق الزمن، وهذه تقاريرهم مجمعة على كثرة العلوم وقلة الزمان، وبعضها يشير إلى قلة الزمن المحدد للعلم بالنظر لموضوعه وفائدته كعلوم العربية وعلوم الشريعة التي هي المقصود الأصلي من تأسيس هذه المدرسة، وكأنهم يرمون إلى النظر في أمر البروجرام ولزوم تعديله على مقتضى وضع المدرسة وما يناسبها من العلوم. إني بما قدمته في فقرة (ج) من الكلام في أمر الانتقاء للدخول وشروطه، والأخذ ممن قلَّ زمنهم في الأزهر وتعويضهم زمنًا في المدرسة أستغني عن الذهاب مع حضرات الأساتذة الممتحنين إلى النظر في أمر البروجرام، فإنه بعد أن يتقرر الأمر على ما تقدم، يستغنى موقتًا عن التعديل فيه، ومع ذلك فلو رأت النظارة أن تنيط اللجنة التي تؤلف للغرض المتقدم بالنظر أيضًا في تحديد العلوم على الوجه المناسب لموضوع المدرسة، ومدة الدراسة، وعدد الدروس في كل علم وما يبقى من العلوم وما يحذف، لكان ذلك خيرًا ومفيدًا للعلم والتعليم. يدخل في باب التطبيق وجودته صناعة الإنشاء، وحيث إني كنت ممتحنًا فيه هذا العام أيضًا، فإني أقدم هذه الملاحظة بمثابة تقرير مني على إفراده في امتحان الإنشاء. رأيت السنة كلها وعدد طلابها (٥٦) نفسًا، لم يجز ولا واحدًا منهم الدرجة العليا، ولم ينل القريب منها إلا عدد قليل. أما الباقون فمنهم كثير أخذ نصف الدرجات المقررة، وهذا فيه ما فيه على ما قلناه، ومنهم من زاد عليه زيادات تتردد بين (٢٦) و (٣٩) . وقد قال لي الشيخ أحمد السكندري مدرس هذا الفن (وهو الذي كان يقرأ لي ما كتبوه) : إن هذه الفرقة كلها كانت عندي في طول السنة متوسطة لا عالية، وقوله هذا هو قول العارف الممارس، ولا يؤخذ عليه أنه هو المدرس لهذا الفن، ربما قاله حتى لا يلحقه نقصهم؛ لأن الرجل معروف بالعمل وبالصدق في الأقوال، وإني موافق على قوله هذا. وأقرر أن هذه السنة في الإنشاء أقل من سابقاتها، ولا يمكنني أن أنسب ضعفهم إلى صعوبة موضوع الإنشاء، فإنني سألتهم سؤالاً يكون كل منهم معه حرًّا في اختيار الموضوع الذي يجيد الكتابة فيه، وكان عندهم من الوقت ساعتان. ومضمون السؤال أن كل طالب يختار فضيلة من الفضائل ويحث على العمل بها قومًا مخصوصين، فكان مقتضى هذه الحرية أن تجيء كتابة كل منهم في غاية الإجادة، ولا يكون هذا إلا إذا كانوا يحسنون صناعة الإنشاء. (هـ) يستخلص مما تقدم أن هذه المدرسة يجب أن يكون لها مقام مخصوص بين المدارس العالية؛ لأن الغرض منها كما هو ظاهر من نص المادة الأولى من قانونها هو؛ تخرج معلمين مصريين للغة العربية، وكل ما يدرس بها في المدارس التابعة لنظارة المعارف العمومية، وهذا الغرض هو أعظم غرض تتوجه إليه فكرة من يريد إصلاح التعليم، ولا فائدة أكبر من إيجاد هؤلاء المعلمين إيجادًا حقيقيًا، وهو لا يكون إلا بإصلاح النظام الذي يتخرج بمقتضاه أولئك المعلمون، فإننا في غاية الاحتياج إلى كونهم من النوابغ لا أن يكونوا كثيرين، فيجب انتقاء الطلاب وانتقاء الأساتذة لهم وإيجاد المناسبة بين علومها وزمانها، وهذه المدرسة لا تقل في الأهمية عن أختها شقيقتها مدرسة القضاء الشرعي، وزمان الدراسة في هذه الأخيرة هو تسع سنوات، فليس من ضرر أن تجعل مدة الدراسة في مدرسة المعلمين ست سنوات، وبهذا ننصف إحدى الشقيقتين نوعًا، إن لم نتمكن من إنصافها بالتمام. (و) هذه الملاحظات لا تنافي أننا نذكر لهذه المدرسة حسناتها السابقة من يوم نشأتها إلى الآن، وأنها أفادت البلاد والتعليم واللغة العربية بما لا يُحصى من الفوائد، فإنني شغوف بتقدم هذه المدرسة أكثر مما هي عليه وحصولها على درجة تجعلها في أعين القائمين بأمر التعليم في المقام الأول من الاعتبار، ولا تمنعنا هذه الملاحظات أيضًا من أن نذكر المدرسة في هذه السنة بالنتيجة الحسنة التي حصلت عليها في هذا الامتحان الأخير وهي؛ أنه لم يسقط من السنة الرابعة سوى تسعة من (٥٦) ، فيكون النجاح باعتبار (٨٤) في المائة تقريبًا، وإن سبب سقوطهم كان علم الرياضة فقط في سبعة منهم، وعلم الرياضة مع نقص في بعض متوسطات المجموعات في الاثنين، وإن الساقطين في السنة الثالثة خمسة فقط، والساقطين في السنة الثانية ستة فقط، ولم يسقط في السنة الأولى ولا واحد، ولم يسقط في التحضيرية سوى واحد، وقد ذكر حضرات الممتحنين في تقاريرهم شهادات طبية. وذكروا معاذير فيما وجدوا من بعض التقصير، فنسبوا ما يوجد منه لضيق الزمن في الغالب، وللامتحان في شيء قد تركوه زمنًا طويلاً. وهذه ملخصات تقارير حضراتهم أذكرها بغاية الإيجاز مع إلفات النظر إلى ما جاء في كل منها من التفصيل، ولي أمل شديد في أن سعادة ناظر المعارف الذي عود المصلحة العمومية عنايته بها، يعير هذه الملاحظات جانبًا من التفاته، فتتجه المدرسة إلى الكمال الأكمل المطلوب لها مني ومن أمثالي - وفقه الله لخير البلاد والعباد. *** وهذه هي نموذجات التقارير (تقرير حضرة الأستاذ الشيخ حمزة فتح الله ممتحن النحو والصرف في السنة الرابعة تحريريًّا وشفهيًا، وتحريريًّا في علم المعاني وفي جميع علوم البلاغة للثانية، والعروض والقافية للسنتين الثالثة والأولى) قال: (إنهم أحسنوا فيما عدا النحو والصرف كل الإحسان، ولا أنقم منهم إلا وضع الهمزات على ألفات الوصل وقال: إنهم أجادوا في استحضار القواعد وجمع شتيتها والتعبير عنها بعبارات سلسة والتمثيل بدون تقيد بما في الكتب واستحضار الشواهد، ثم سرد نموذجًا من هفواتهم في علم النحو والصرف ورسم الحروف، واستنتج أن حالة الجميع حسنة، وقال: إنه يعوزهم في علمي النحو والصرف زيادة العناية بالتمرين العملي، وأثنى عليهم جميعًا فيما يتعلق بعلوم البلاغة والعروض. (تقرير حضرة الشيخ النواميسي ممتحن السنة الرابعة في المنطق والسنة الثالثة في الفقه والأصول) قال: النتيجة في هذا العام حسنة، وإن كان يوجد تقصير من بعضهم في الإجابة خصوصًا في علم الأصول؛ فربما كان ذلك ناشئًا من كثرة المواد التي تظهر أنها عبء، إلى آخر ما قاله ولفت النظر إليه. (تقرير ذهني باشا ممتحن الرياضة والهيئة مع جناب المستر تويدي) قال: امتحنت التلامذة في مسائل موافقة للبروجرام، وبيَّن الناجحين في كل واحد من الحساب والجبر والهندسة على حدته والناجحين في الكل على العموم، ومدح الطلبة على سلوكهم في الامتحان، والنتيجة هي ما قلنا سابقًا من أن الساقطين في الرياضة تسعة. (تقرير حضرة الشيخ الطوخي في التوحيد والتفسير والحديث) قال: أتجاسر على الاستلفات إلى كثرة المقررات في العلوم بجداول التدريس، وصعوبة بعض الكتب المقررة لتدريس بعض علوم المجموعة الشرعية، وعدم كفاية الزمن المحدود لتدريسها. ويظهر من بين السطور في تقريره أن الطلبة كانوا يعجزون عن النجاح لولا مجهوداتهم، فأوجه نظر سعادتهم إلى ما يريده الشيخ الطوخي. (تقارير التربية العلمية والعملية) تشير إلى أن الحال محتاج إلى تحسين، وطلب الشيخ شريف زيادة علم النفس في المدرسة، حتى يكمل نظام التربية العملي، وأنا لا أوفقه عليه؛ لاعتبارات كثيرة أهمها قلة عدد الراسخين في هذا العلم الذين يُنتفع منهم فيه. (تقرير علي بك بهجت في التاريخ والجغرافيا) مدح التلامذة في أنهم أقلعوا عن عادة الكتابة من المحفوظات، ومدحهم على ما حصَّلوه، ومدح أساتذتهم على ما علَّموه، أشار إلى أن زميله يريد إلفات نظر المدرس للجغرافيا إلى العناية بالرسم. (تقرير جعفر بك في الخط) قال: إن الطلبة ينقصهم كثرة التمرين خارجًا عن النموذجات التي تمرنوا فيها. (تقرير ممتحن العلوم الطبيعية) قال: إن إجابات الطلبة كانت جيدة في العلوم الطبيعية وأحسن منها في الكيمياء، فإنهم لم يعرفوا ما هي الكهربائية الديناميكية، واقترح تنقيح البرنامج الحالي وجَعْله أرقى مما هو عليه الآن. (تقرير ممتحن فن الرسم) قال: إن (١٢ ونصف) تحصلوا على (٧٠) في المائة من الدرجة النهائية، وقال: إن عدد الفرقة كان كثيرًا بالنسبة لموضوع الرسم على تختة التباشير، وطلب تخصيص ساعتين في الأسبوع للرسم؛ لأن زمنه الحالي قليل. (تقرير معلم الجمباز) قال: إن النتيجة مرضية، وأثنى على نشاط الطلبة وعَمَلِهم بما يُلْقى عليهم من التعاليم.