للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكاتب: محمد رشيد رضا


أخبار العالم الإسلامي

(حقيقة أخبار عن تونس لشاهد عِيان)
فى أواخر شهر أكتوبر من العام الماضي وزعت (البلدية) على جدران
الطرق العامة أوراقًا تستدعي بها الناس إلى الاجتماع بمقبرة الزلاج في اليوم السابع
من نوفمبر لتعيين قبور أهليهم لعزم (البلدية) على تسجيل المقبرة واعتبارها من
يوم التسجيل حقًّا من الحقوق الدولية تتصرف فيها كيف شاءت وقد كان لهذا
الإعلان أسوأ تأثير في القلوب؛ لأن مقبرة الزلاج وقف من الأوقاف العامة وقفها
الشيخ الزلاج (أثابه الله تعالى) على موتى المسلمين مذ أكثر من ثمانمئة عام وقد
ضمت من أجساد العلماء والأشراف وأهل الفضل والخير وأصحاب المكانة الحقيقية
في القلوب ما لا يأتي على إحصائه إلا الله تعالى وحسبك أن فيها مقام الشيخ أبي
الحسن الشاذلي معتقد العامة والخاصة منهم ومقام الشيخ محمد بن عرفة المالكي
الشهير وغيرهما من أولي العظمة والاعتبار فيهم، ولن يرضى أحد أن تخرج
عظامهم من ديارها لتتخذ بساتين يتنزه بها الأوربيون الذين لا يسمحون بشبر من
مقابرهم لمثل ذلك ساء الناس ما عزمت عليه (البلدية) فاتفق أكثرهم على الاجتماع
بالمقبرة في ٧ نوفمبر لمنع البلدية من إجراء أعمال التسجيل وكان ما اتفقوا عليه.
اجتمعوا بالمقبرة قبل ظهور حاجب الشمس فجاء شيخ المدينة (رئيس البلدية)
والمهندسون فراعهم ذلك المنظر المهيب , فسألهم شيخ المدينة عن سبب اجتماعهم
فذكروا أنه (السبب) الإعلانات المعلقة على الجدران - فرأى على غير طائل -
أن يفرقهم بقوله: فسخت الدولة العزم على ذلك فانصرفوا إلى بيوتكم، ثم أمر من
حضر من أعوان المحافظة أن يغلقوا باب المقبرة في وجوههم ويردوهم عنها بعد أن
دخلها هو والمهندسون.
فسخِر الناس من قوله هذا المضحك وردوا أعوان المحافظة بقوة دفاعًا عن
موتاهم وغيرة على وقفهم، وبينا هم كذلك إذا أطلق طلياني مسدسه على رجل مسلم
وفرّ هاربًا فلحقوا به وأخرجوه من البيت الذي التجأ إليه وذبحوه بأيديهم وخرجوا
من طور الدفاع السلمي عن الموتى إلى الدفاع الحربي عن الأحياء وثارت الفتنة في
البلد وكثر الهرج في الطائفتين الإسلامية والصليبية ولم تقدر الحكومة أن تشرع في
إعادة الراحة إلا بعد يومين وهذا ما عملته لذلك:
١- عهدت إلى الخطباء أن ينصحوا للناس باحترام الدماء ويذكروهم بما كتب
الله عليهم من حق المخالف بالدين - لأنهم يعتقدون أن المسألة بنت التعصب
الإسلامي الذي حركته (طرابلس) لا بنت مدافعة العادين ورد هجمات المحاربين.
٢- علقت الإعلانات الرسمية بمنع اجتماع أكثر من ثلاثة أشخاص في
الطريق العام، ومنع الجوَلان فيه بعد الساعة الـ ٩ مساء - وهذا الحجر كان على
المسلم خاصة؛ لأنه العادي عندهم - ثم أخذت تختطف الناس من الطرق والفنادق
وتزج بهم في السجن، فكم من غريب أخذ من فراشه في الفندق؟ وكم من بريء
أُخذ من الطريق العام؟ فانظر ما هو عمل السياسة وأهلها وكيف يجعلون من التهمة
الكاذبة، ألف حجة صادقة، ثم ماذا كان عمل الحكومة بعد؟
كان أن أوعزت إلى شيخ الإسلام أن يجمع العلماء الرسميين في دار الباي
ويعترفوا بقبح هذا الدفاع الواجب وكذلك فعلوا وفعل.
دعاهم إلى الاجتماع وأكد فيه تأكيدًا ولكنهم لم يعلموا الغرض منه إلا عند
الاجتماع، دخل بهم على الوزير الأكبر وهو يقول: إن أهل العلم لا يرضون بهذا
العمل الذي ينكره الشرع والعقل، وهم يريدون أن تعلم الحكومة ذلك منهم، ثم سأل
(شيخ الإسلام) الوزير الأكبر أن يرخص لهم السفير في زيارته فأجيب إلى ذلك
ولكن السفير خاطبه بقوله: يجب أن تسكن أميالكم (يعني المسلمين) القلوب ولا
تخرج إلى الطريق - هذا بعدما سمع من شيخ الإسلام - حاسبه الله - مثل ما قاله
الوزير ولم يقدر الشيخ أن يبين له أن المسألة لا علاقة لها بمسألة طرابلس وأنها
بنت الدفاع عن النفس وليس هي بالدفاع عن الجامعة الإسلامية.
أرادت الحكومة من هذا أن تفعل ما تشاء باسم الدين - الذي لاتزال سيادته
الحقيقية والصورية على جميع القلوب - ولكن العامة على جهلهم ورسوخ اعتقادهم
في أهل العلم كانوا يلعنونهم سرًّا وجهرًا ويعرفون أنهم خانوا الله ورسوله والمؤمنين
فعلقت الإعلانات الرسمية في اليوم نفسه تعلم بتفويض سمو الباي إلى الإدارة
الحربية الأمر في تفتيش بيوت من تقع عليه التهمة والحكم عليه، وفي نزع السلاح
من أصحابه إلخ وتبع ذلك جرأة الطليان على قتل المسلمين ولم توفق الحكومة إلى
نزع السلاح منهم إلا أخيرًا خشية الفتنة في البلاد.
كانت الصحف تدافع عن المسلمين بعض الدفاع وتنجي من الحق ما تريد
السياسة أن تقتله عمدًا ولكن الحكومة أصدرت قرارًا بتعطيل جميع الصحف العربية
(إلا الزهرة الإخبارية) إلى أجل غير مسمى.
هذا ما جرى في تونس - أيها الفاضل مما سمعته ورأيته أثناء وجودي بها -
وهو مما يدعو إلى تأليف كتاب خاص تشرح به أعمال الحكومة الصادرة عن
سياستها السوءى واستبدادها الفظيع واستخدامها في سبيل ذلك لشيوخ العلم الذين هم
أجدر الناس بالدفاع عن الأمة والسعي للتوفيق بينها وبين الحكومة وكف بأسها عنهم
ولكنا مُنينا برؤساء جهال منافقين جبناء همُّ الواحد منهم أن يملأ كيسه وبطنه ويحفظ
على نفسه مذهبها ولا يبالي بما وازر الظالمين على الضعفاء الأبرياء الذين لا ذنب
لهم إلا الدفاع عن أنفسهم، ولكن أين الذي يخاف الله ويحسب للقائه حسابًا من
هؤلاء الجامدين؟ وبعد فقد اتفق أن شرعت في كتابة هذا ثم حالت الشواغل دون
إتمامه حتى كان ما كان ما سأقصه عليك وأنا لا أزال في تونس:
* * *
(مقاطعة مراكب الكهرباء وسببها)
ذلك أن سائقي المراكب الكهربائية (وأكثرهم من الطليان) أسرفوا في المدة
الأخيرة في الاستهانة بالنفوس عمدًا فكثر عدوانهم على الضعفاء - من قائلي: لا
إله إلا الله محمد رسول الله - فعمدت ثلة من أصحاب الآراء الراقية لتنبه الناس إلى
مقاطعة هذه المراكب العادية حتى ترجع إلى الاعتدال وتكف عن البغي والعدوان
فاجتمعت كلمة الأمة على هذا ولم تمضِ إلا أيام قلائل حتى ساد هذا الرأي على
المسلم والمسلمة، ثم تقدم أفراد من القائمين بهذه الحركة إلى رئيس الشركة بمطالب
الأهالي التي يعلقون على تنجيزها العود إلى ما كانوا عليه، وأهمها التسوية في
أجور الخدمة بين المسلمين والإيطاليين واحترام الأرواح وإخراج الخدمة الإيطاليين
(وهذا مما لا يمكن) فقبلهم مدير الشركة شر قبول وصرح لهم أن الشركة لا تجيب
المسلمين إلا أكثر من وصية السائقين باحترام الضعفاء وتعليق ألواح مكتوبة
بالعربية في مراكز الوقوف يرسم عليها ما يرسم بالفرنسية على نظائرها (كما هي
الحال في مصر) وأما تسوية الأجور فهو موقوف على تسوية الدولة بين الأهلي
والأجنبي فمتى سوت الدولة بينهما سوت الشركة، فرجع هؤلاء الأفراد بخفي حنين
واستمرت المقاطعة فهال الدولة أمرها ورأت أنها أمارة حياة يخشى على الحكم
المطلق من آثارها فدعت نحوًا من أربعين رجلاً من أهل العلم والتجارة وسائر
الطبقات المعتبرة وخاطبتهم بلسان وزير القلم في حث الناس على ترك هذه المقاطعة
وأعلمتهم بتداخلها مع الشركة وتحصلها منها على كذا وكذا - مما علموه من مدير
الشركة يوم اجتمع به أولئك الأفراد لقصد إنهاء المسألة بصفة مُرضية - فقام
المحاميان الغيوران محمد نعمان وعلي باش حانبه صاحبا جريدتي التونسي العربية
والفرنسية يبينان أن الحكومة لم تفد شيئًا في الموضوع وأن مسألة تسوية الأجور من
أهم مطالبهم أو أهمها ولا ترضى الأمة أن تترك المقاطعة بدونها وطال النزاع بين
الحق والباطل ثم افترق الفريقان على غير طائل.
أعادت الحكومة دعوتهم في اليوم الذي تلى يومهم ذلك وصرحت لهم أن
المسألة صبغت بلون دولي وأن المقاطعة في نظر الدولة (اليوم) لدولة لا لشركة
وأن القائمين بهذه الحركة إن لم ينفثوا في هذه العقدة فسينالهم العقاب ودافع علي
باشحانبه ومحمد نعمان بما رأيا من الحق والله ولي جزائهما.
انبث دعاة الدولة في البلاد (بعد هذا الاجتماع) يدعون الناس إلى الركوب في
الترماي فلم يكد يستجيب لهم إلا الشيخ جمال الدين وقليل ممن لا يعرفون، على أن
الشيخ جمال الدين من الذين لا يرجون من الدولة شيئًا بل ولا يخشى على شيء مما
في يده منها لو اتبع الجماعة - ثم لم يكد يمضي على الاجتماع الثاني ٤٨ ساعة -
وهو الأجل الذي ضربته الحكومة لإنهاء المقاطعة - حتى صدر أمر الباي (ونفذ)
بإبعاد ستة أشخاص عن الحاضرة منهم الشيخ عبد العزيز الثعالبي ومحمد الشاذلي
درغوث وعلى باش حانبه ومحمد نعمان - الأول والأخيران إلى ما وراء حدود
فرنسة والثاني إلى قصر مونسين، ولقد كان من أعجب ما سمعت ورأيت في ذلك
اليوم أن شيخًا من شيوخ التدريس بجامع الزيتونة كلفته الدولة أن يوصي المدرسين
والتلاميذ بالعمل بما تحب الدولة في مسألة المقاطعة من الركوب والدعوة إليه، فأخذ
يحث على ذلك بإخلاص واجتهاد، مع أنه معروف من أهل الإصلاح وليس هو من
أهل الفساد - ولعل صفته الرسمية هي التي ألجأته إلى ذلك - أبعدت الدولة هؤلاء
الستة المتهمين بتنبيه القلوب طمعًا في تمزيق الكلمة فكان القوم في المقاطعة بعد
الإبعاد أشد منهم قبله ولا تزال مستمرة إلى اليوم بعد أن توسلت الحكومة إلى حلها
بكل سبب فلم تنجح - كلفت أكثر الخدمة الإداريين أن يركبوا فركبوا بضع مرات
فلم يقتد بهم أحد - كلفت شيوخ الأضرحة أن يركبوا ويحثوا الناس على الركوب فلم
يفيدوها شيئًا في الموضوع، ومن أغرب ما أقصه عليك أن الشيخ جمال الدين -
شيخ ضريح الفزاني دفع المال من جيبه لتلاميذ زاويته ليركبوا فخرجوا من عنده
واشتروا بما أخذوا منه الخضر وتركوه ودعوته.
... ... ... ابن الحقيقة
(نظام التعليم الجديد في تركستان)
قرارات الحكومة الروسية في شئون مسلمي تركستان العلمية:
أرسلت إدارة ولاية يدي صو (فى تركستان) إلى رئيس شرطة (محافظ)
آلماطا أوامر على هذه الصورة:
١- اجمعوا معلوماتكم في شئون المكاتب الجديدة الأصول [١] للمسلمين وفي
معلميها وكتب التدريس فيها. وليكن تاريخ طبع تلك الكتب مبينًا وكذلك محل طبعها.
٢- وماذا يوجد للمسلمين من الجمعيات الخيرية وجمعيات نشر المعارف
والتعاون؟ ومَن الأعضاء والرؤساء فيها؟ وما وظيفة تلك الجمعيات وعلى أي
طريق تسير؟
٣- في أي المحلات تباع الكتب الإسلامية؟ مع بيان شخصيات وخطة أولئك
المسلمين الذين أخذوا الرخصة لبيع الكتب في الشوارع والمجتمعات.
بناء على هذه الأوامر الصادرة في ١٨ فبراير سنة ١٩٠٢ أمر رئيس الشرطة
(المحافظ) معاونيه والشرطة بسرعة جمع المعلومات الصحيحة المفصلة بهذا
الخصوص.
وفي ١٩ فبراير أرسل الوالي الحربي في (يدي صو) أوامر وتعليمات إلى
جميع المتصرفين ولمحافظ (آلماطا) المار ذكره وهذه صورتها.
فى اجتماعات المتصرفين المنعقدة في يناير كنت بينت طرق المعاملة التي
يجب سلوكها في شئون المسلمين ولا سيما في مكاتبهم، والآن أرسل بهذه الورقة
بعض تعليمات جديدة توافق ما نشر حديثًا من طرف والي تركستان إلى مأموري
المعارف في أمر مكتب المسلمين. وأطلب تنفيذ هذه الأوامر والسير دائمًا على هذه
القواعد الأساسية.
(المكاتب الجديدة الأصول)
١- كل مكتب ينشأ من جديد من المكاتب الجديدة الأصول لا يقبل فيه إلا
أولاد قبيلة واحدة من قبائل تركستان ولا يكون المعلم إلا منهم (فلا يجوز تعليم
أولاد (صارت، ودونكان) مثلاً من مسلمي تركستان بواسطة معلم من التتر
(والباشقرد) .
٢- يجب على الأشخاص أو الجماعات الذين يريدون افتتاح مكتب جديد من
هذا القبيل تعليم اللغة الروسية في مكتبهم المراد افتتاحه.
٣- وكذلك يجب عليهم أن يقدموا إلى الحكومة جدول دروس (بروغرام)
مكتبهم بالتفصيل وأسماء الكتب التي تدرس فيه.
٤- والتي أنشئت قبل الآن من المكاتب الجديدة الأصول تكون تابعة لهذه
القوانين.
(المكاتب القديمة الأصول)
١- المكاتب القديمة الأصول تُعدُّ من الآن تابعة لنظارة مأموري المكاتب [٢] .
٢- ولا يؤذن مطلقًا بدراسة الكتب الجديدة فيها ولا بإدخال بروجرام المكاتب
الجديدة الأصول إليها. وإذا كانوا يريدون توسيع معلومات أولادهم فلهم الخيار
في تسليمهم إلى مكاتب الحكومة الرسمية أو على الأصل إلى المكاتب الخصوصية
التي هي تحت نظارة الحكومة.
٣- في المكاتب القديمة يجب أيضًا أن يكون المعلمون والتلاميذ من قبيلة
واحدة، وأما المعلمون المنتمون إلى قبائل أخرى غير قبائل الأولاد فيتركون من
الآن هذه المكاتب والتعليم فيها لغيرهم.
(القوانين العمومية)
١- تصير هذه القوانين معمولاً بها في أول يوليو سنة ١٩١٢، وأي مكتب
من المكاتب الإسلامية لم ينفذ القوانين المذكورة تمامًا إلى تلك المدة فإنه يقفل ذلك
المكتب.
٢- يمنع حتمًا دوام المكاتب الإٍسلامية السرية، ومن ضمنها جميع المكاتب
غير المصدق عليها من طرف الحكومة.
جريدة (وقت) عدد ٩٤٧ الصادرة أول إبريل سنة ١٩١٢.
(مدرسة البنات [٣] للسيدة (لآييطوا) بمدينة قزان)
... ... ... ... ... ... ... ... ...
كانت فاتحة خانم كريمة المرحوم عبد الوالي ياويشف من كبار الأغنياء
وقرينة سليمان آبيطف من أعيان قزان قد أسست مدرسة للبنات في قزان وقامت
بشئونها منذ سنين تنفق عليها من أموالها الخصوصية , وفي هذه السنة كان عدد
تلميذات هذه المدرسة كما في السنين السابقة زهاء ١٨٠ تلميذة يتعلمن على عدة
معلمات ومديرتها فاتحة خانم نفسها , وهي مدرسة منتظمة متوفرة فيها أسباب التعليم
وبرنامج دروسها موافق لأحوال الزمان فهي لذلك جديرة اليوم بأن تعدّ من أحسن
مدارس البنات بمدينة قزان. تلميذات الصفوف العالية فيها يتعلمن الأشغال اليدوية
المتنوعة كالخياطة على يد معلمة خصيصة لذلك.
عقائل أعيان وأغنياء قزان يعلمن كل يوم جمعة من كل أسبوع مناوبة معلمات
هذه المدرسة وتلميذات الصفوف العالية فيها اللاتي يستعددن لصناعة التعليم -
دُروسَ الطبخ درسًا عمليًّا في مطبخ المدرسة , وأما السيدات اللاتي يتناوبن الآن
التعليم في الجمع فهن هؤلاء: كريمة المرحوم إسحاق يوسف من سراة قزان وقرينة
كازاكوف أفندي ورابعة خانم قرينة المرحوم حسام الدين كاستروف من الأغنياء
المشهورين في بلدة (خان كرمان) وقرينة آبانايف، وكريمة (قل أحمدف)
الشهير - أمينة خانم قرينة كشايف، وكريمة آغانورف الشهير من أغنياء مدينة
يكاتر ينبورغ صوفية خانم قرينة عليف، وكريمة المرحوم مصطفى كيلديشف من
كبار أغنياء (جيسطاي) قرينة إيمانقولف. وهؤلاء السيدات وإن كن قد التزمن
هذه الخدمات في المدرسة المذكورة رعاية لالتماس مؤسِّسة المدرسة فاتحة خانم
آييطو ولم يصدهن عن ذلك الجاه والغنى ولكنه يدل على شعورهن الديني وصدق
غيرتهن الملية؛ ولذلك كن جديرات بأن يمدحن وينوه بذكرهن على كل حال.
وهذه الحال في المدرسة هي أيضًا أمر مهم يحق الاعتبار به فإن اشتغال
هؤلاء السيدات المحترمات ساعات عديدة في مطبخ المدرسة بتعليم التلميذات مع نية
حسنة وهي الخدمة للأمة من غير اغترار بغناهن لَهيَ صفة حقيقة بالذكر والاعتبار.
وأما التزين بالحلي والأحجار الكريمة والألبسة الفاخرة والحضور في المجالس
فليس فيه شيء يوجب المدح وحسن الذكر , ونرجو أن يكنَّ هؤلاء السيدات نموذجًا
للسيدات الأخريات وسببًا في ازدياد الخدم الصالحة للأمة.
ولما رأينا هذه المدرسة بأعيننا وعرفنا الأحوال فيها أحسسنا بوجوب الشكر
لهن علينا فأردنا أن ننشر شكرنا العلني في جريدة (وقت) لمؤسسة المدرسة
ومديرتها فاتحة خانم وللخوانم الأخريات المشار إليهن , ونسأل الله أن يزيد من
أمثالهن يومًا فيومًا.
... ... ... ... ... ... ... ... ... أمينة شمس الدينوا ...
... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... قزان