إن عناية مولانا عزيز مصر العباس (أيده الله تعالى) برفع منار العلم والعرفان، مما سارت به الركبان، وعرف فضله فيه الثقلان، وقد أدرك - حفظه الله - بنور بصيرته الثاقب؛ أن التعليم الذي شيد لمعاهده أركانها، وأقام من مدارسه بنيانها - لا تصلح به حال الأمة إلا إذا قرن بالتربية العملية، وتهذيب الأخلاق في المدارس الداخلية، ولما وقف على مشروع مدرسة دار الدعوة الإرشاد، ورأى قواعد نظامها قائمة على هذا الأساس، أظهر ميله الشريف إليها، واستحسانه لطريقتها، وقد أراد في هذه الأيام أن يظهر للأمة ميله إليها، وعنايته السامية بها، تشجيعًا للقائمين بأمر المدرسة على عملهم، وإرشادًا لمحبّي الخير إلى شد أزرهم فأظهر لناظر المدرسة عزمه الشريف على زيارتها في ضحوة يوم الاثنين (٢ جمادى الآخرة) وأنه يحبّ أن يراها كما هي من غير زينة ولا كلفة، ولم يأذن لي بدعوة أحد إلى استقباله فيها؛ إلا من حضر من أعضاء جماعتها. وكان ذلك اليوم قد ضرب موعدًا لاجتماع مجلس النظار في الساعة العاشرة صباحًا، وموعد خروج الأمير من قصر القبة رأس الساعة التاسعة. فكان اجتهاد رجال التشريفات أنه يشرف قصر عابدين أولاً ثم يؤم المدرسة منه، وإن مدة مكثه في المدرسة تكون من عشر دقائق إلى ١٥ دقيقة. ولما تشرفت يوم السبت الماضي بتهنئته بعيد مولده السعيد في المقابلة العامة تفضل بإجلاسي بجانبه وقال لي عند الانصراف إنه سيخرج من قصر القبة على رأس الساعة التاسعة ويقصد المدرسة توًّا، فاستبشرت حينئذٍ بأن مدة تشريفه ستكون طويلة. وفي ضحوة ذلك اليوم الميمون جاء المدرسة صاحب العزة محمد بك فهمي التشريفاتي الأول فتعهد المدرسة والطريق الموصل إليها، وكان قد تعهد الطريق غيره من رجال المعية السنية وكذا مهندس السيارات، ثم جاءت فصيلة من العسكر المصري ووقفت عند طريق المدرسة الخاص لأداء السلام العسكري لسموه. ولما كان تمام الساعة التاسعة جاء نبأ المسرة بلسان المِسرَّة (التلفون) من قصر القبة بأن الركاب العالي قد تحرك، وكان قد جاء المدرسة لاستقبال سموه صاحب الفضيلة السيد عبد الحميد البكري رئيس جماعة الدعوة والإرشاد، وكل من الأستاذ الشيخ محمد المهدي المدرس بمدرسة القضاء الشرعي والأستاذ الشيخ عبد الوهاب النجار المدرس بمدرسة البوليس، وأصحاب العزة محمود بك سالم ومحمود بك صادق ومحمد بك لبيب البتانوني وعبد الله بك فائق والطبيب محمد توفيق أفندي صدقي من أعضاء جماعة الدعوة والإرشاد، وشقيقي السيد صالح رضا، فخفّ الجميع مع محمد بك فهمي إلى باب حديقة المدرسة، ووقفنا خارجه، وبعد ربع ساعة من نبأ المسرة وصل سموه إلى المدرسة في سيارة كهربائية تسابق البرق، فصافح المستقبلين كما هو دأبه الشريف، وكان مع سموه رئيس حجاب معيته السنية، وجاء أيضًا صاحب السعادة علي باشا ذو الفقار محافظ العاصمة وحده ليكون في خدمته مدة زيارته للمدرسة. ثم دخل سموه المدرسة فكان أول شيء رآه وتعاهده فيها مسجدها في الطبقة الأولى منها. ثم صعد إلى الطبقة الثانية فشرف حجرة الناظر أولاً، ثم حجرة المعلمين. فقَدَّمْتُ له المعلمين واحدًا بعد واحد، فكان يسأل كل واحد عن العلم الذي يُدرّسه وعن عدد دروسه، ثم دخل حجرة السنة التمهيدية، فبينت لسموه أجناس الطلبة بالإشارة إليهم فكان يسأل: أين كانوا قبل الانتساب إلى المدرسة، وعن درجة فهم الأعاجم منهم للعربية ونطقهم بها، فاستأذنته بسماع إلقاء طالب هندي لبعض محفوظه من الشعر العربي فأذن. فقام الطالب عبد الله خدايا وأنشد بلسانٍ فصيح أبيات أبي تمام التي أولها: يا صاحِبَيَّ تَقَصَّيا نَظَرَيْكُما ... تَرَيا وجوهَ الرّوض كيف تصوّر تريا نهارًا مشمسًا قد شابه زهر الربي فكأنما هو مقمر فأعجبه إنشاده وإلقاؤه وفصاحة لسانه. ثم عرضتُ على مسامع سموه أن بعض الطلبة قد نظموا - على ضيق الوقت - شيئًا من الشعر ترحيبًا بتشريفه: فهل يإذن بإنشاد شيء منها؟ فأذن فأنشدوا ما سيذكر بعد، وهو واقف يسمع، وقد جبر قلوب المنشدين بإشارة الرضا والاستحسان. ثم مرّ سمّوه من وسطهم متفرسًا فيهم، ودخل حجرة السنة الأولى، فاستأذن الطالب الأول فيها وهو محمد أبو زيد وأنشد هذين البيتين: شرفت دار المرشدين يا مليـ كًا نورت أضواؤه لمن سلك عباسنا في رفع شأن شعبه ... لم يأل جهدًا فهو خير مَن ملك وكان بعض الطلبة من هذه الفرقة قد نظموا شيئًا من الشعر أيضًا فلم أر من الذوق استئذان سموه بإنشاده. ثم إنه - حفظه الله تعالى - سألني عن جميع الدروس التي يتلقونها، وأمر أن يسألهم معلم اللغة الإنكليزية أمامه بعض الأسئلة، وأن يطلعه على خطوطهم وترجمتهم ففعل، ونطق - حفظه الله تعالى - بكلمات من الحكمة في منافع لغات العلم الأوربية وحاجة طلاب هذه المدرسة إليها في هذا العصر. ثم عاد إلى حجرة ناظر المدرسة فاستأذنته بإلقاء بعض ما يخالج القلب من واجب الشكر والدعاء؛ فأذن فألقيت ما سيذكر بعد، وهو حفظه الله واقف والجميع وقوف في خدمته، فتكرم بكلمة القبول المؤذنة بتواضعه المعهود، وأظهر استحسانه لكل ما رأى. ووعد بأن يزور المدرسة في كل سنة. ودعا الله تعالى بأن يراها تزداد تقدمًا وارتقاءً في كل عام. فشكرت له هذا بما يليق بالمقام، وأطلعته على دفاتر ذات جداول وضعناها في هذا العام لتكون سجلات لتاريخ الطلبة في تربيتهم وتعليمهم، تحصى فيها درجات الامتحانات المختلفة، وأنواع المخالفات والعقاب عليها، وغير ذلك، فأظهر استحسانه لها. ثم إنه نزل إلى الطبقة الأولى فتفقد حجرات النوم والطعام، والمتوضأ والحمام، فأعجبه كل ذلك. وعلم برؤية ذلك أننا جددنا عمارة في المدرسة لم تكن؛ فسأل عن ذلك فذكرتُ لسموه ما جددناه فيها. وسأل عن إجارتها وأجرتها وكم بقي لنا من مدتها، فأجبته عن ذلك، وقد كرر عبارات استحسان المكان في بنائه وموقعه، فذكر ذلك في بدء الدخول وعند إرادة الخروج. وبعد أن أتم بحثه وتفتيشه بدقة يعجز عن مثلها أمهر المفتشين خرج مشيعًا بالقلوب والأجسام؛ حتى إذا ما بلغ باب حديقة المدرسة ودع المشيعين وودعوه بتقبيل يده الكريمة. وأراد أن يمشي في الشمس إلى الشارع العام، فلما رآنا نريد المشي في خدمته ركب سيارته، وأمر سعادة محافظ العاصمة بالركوب معه، وانصرف والألسنة تلهج بحمده والدعاء له وكانت الساعة بلغت ١٠و٥ دقائق. وعلى أثر ذلك تألف وفد من رئيس الجماعة والشيخ محمد المهدي والشيخ عبد الوهاب النجار وكاتب هذه السطور (ناظر المدرسة) لأداء واجب الشكر إلى سموّه، فجئنا قصر عابدين، فأبلغنا رجال التشريفات أن موعد انعقاد مجلس النظار قد حان، فلا وقت لمقابلة سموه الآن. فاكتفينا بكتابة أسمائنا في الدفتر كما هي العادة المتبعة. ثم إن كاتب هذه السطور أمّ قصر عابدين مرة أخرى في أصيل ذلك اليوم فتكرم الجناب العالي بمقابلته مقابلة خاصة، فأديت ما يجب من الشكر بلساني ولسان إخواني، وتفضل - أيده الله تعالى - بإبداء سروره من زيارة المدرسة ورضاه عنها، وببعض الأوامر الإرشادية المتعلقة بها وبما تبرع به لها، فخرجت حامدًا شاكرًا داعيًا. أما ما تبرّع به لها فهو خمسمائة جنيه مصري. وما يرجى من عنايته وبرّه فوق ذلك، أدام الله توفيقه وتأييده، آمين. *** كلمة الدعاء والشكر التي وجهها إلى سمو أمير البلاد ناظر مدرسة دار الدعوة والإرشاد [١] وهو واقف بين يديه في حجرته من المدرسة مولانا العزيز العظيم: ليس في طاقتنا ولا في طاقة الأمة أن تقوم بما يجب لك من الإجلال والتكريم، بتشريفك هذا المعهد الإسلامي من معاهد التربية والتعليم، ولكن لسان كل منا يردد قول البوصيري: ما له حيلة سوى حيلة العا ... جز إما توسل أو دعاء فنقول: أعز الله بك - أيها العزيز - الإسلام، ورفع بهمتك منار العلم والعرفان، وأحيا بهديك السنة، وجدد بعنايتك مجد الأمة. نحمد الله تعالت أسماؤه ثم نحمدك، ونشكره جل ثناؤه ثم نشكرك، ولو كبر عن الثناء محسن لكبرت يا مولاي عن الحمد، ولو جل عن شكر الصنيعة منعم لجلت صنائعك عن الشكر. فأنت أنت الذي انفردت - دون أمراء المسلمين - بالجمع بين المدنية الصحيحة وإقامة شعائر الدين. ففي أوربا تزاحم بمنكبك مناكب أعاظم الملوك، وفي حرم الله ورسوله يزاحمك بمنكبه البدوي والصعلوك. وأنت أنت الذي أفضت المال والنظام على معاهد العلم الدينية، ولم تنس من فيضك مدارس الفنون الدنيوية، ولم ترض بما رفعت من شأن الأزهر حتى أنشأت أزهرًا ثانيًا في مدينة الإسكندرية، كما نفخت روح الثقة في جسم الجامعة المصرية، بإعانتك المالية وعنايتك المعنوية. وأنت أنت الذي رقيت بعلمك وعملك الزراعة، وجددت في قطرك السعيد أعمال الصناعة، ووسعت بهديك دائرة التجارة. تفعل كل هذا بحق، بما آتاك الله من الهمة العلية، وتجري فيه على عرق، بالوراثة المحمدية العلوية. فأنت أنت الذي لله ما فعلا ... وأنت أنت الذي لله ما صنعا وأنت أنت الذي لله ما وصلا ... وأنت أنت الذي لله ما قطعا ولكن: هل رضيت نفسك الكبيرة بكل هذا ووقفت همتك العلية عنده؟ كلا! أنت - أيدك الله بروح منه - قد توجهت إلى ما وراءه من الإصلاح الاجتماعي والسياسي، والإصلاح الديني الروحي. أما الأول: فقد أشهدت الشرق والغرب - وكفى بالخافقين شاهدي عدل - على أنك تريد أن تشاركك أمتك في سلطتك الذاتية، وتجعل حكومتك حكومة نيابية، ولا تزال تمهد لذلك السبيل، وتمزج مع الأمة من كل قبيل، وهذه رحلتك الميمونة المباركة التي أزمعتها، آية بينة على إحيائك سنة الراشدين في احترام الأمة ومعاشرتها، ومحبتها والتحبب إليها [٢] . وأما الثاني: فهو عنايتك بأمر هذه المدرسة ورغبتك في نجاحها، على علم منك بأنها تقوم في الإسلام بخدمة لا يغني غيرها غناءها، من حيث إنها رباط لتربية الأخلاق، والآداب الإسلامية، على ما كان عليه السلف الصالح وقدماء الصوفية، ومعهد لتعليم العلوم الدينية، وما يحتاج إليه المرشدون والدعاة من العلوم الكونية والعقلية، وإن الغرض منها إحياء دعوة الإسلام والدفاع عنه بحسب ما تقتضيه حال العصر، وإرشاد عامة المسلمين إلى ما يصلح به أمر دينهم ودنياهم، ويجارون به غيرهم ويعيشون عيشة الوفاق مع من عداهم. وإن ارتباط جماعة الدعوة والإرشاد بمشيخة الطرق الصوفية مما يمهد السبيل للمرشدين الذين يتخرجون في هذه المدرسة لإصلاح شؤون العامة؛ لأن أكثر العامة تنتمي إلى طرق الصوفية، فإذا انبث المرشدون المستعدون بالتأثير بالوعظ والخطابة في هؤلاء الناس، وعهدت إليهم المشيخة الصوفية بإرشادهم وتعليمهم. فالمرجو بحسب سنة الله تعالى في تأثير الدين في النفوس أن يصلح حالهم في أقرب وقت، وبذلك تقل الجرائم والجنايات، والتعديات على الزرع والبهائم والناس، بعد أن أعيا الحكومة أمرها، وحارت في الوسائل التي تقللها، فعنايتك يا مولانا بهذه المدرسة ستكون عهد إصلاح جديد للأمة والبلاد؛ إن شاء الله تعالى. هذا ولولا أن أشق على مولاي بإطالة الوقوف لأطلت القول بحمده وشكره، وشرح ما أعتقد من الخير والنفع للأمة بعنايته وبره؛ ولكنني أكتفي بما في القلب، وما في القلب كثير. *** القصائد والمقاطيع التي أنشدها الطلاب على مسامع مولانا الأمير القصيدة الأولي لمحمد أفندي الشريقي اللاذقي من الطلاب المستمعين في القسم الخارجي الذين يختلفون إلى المدرسة في هذا العام، وهو حسن الإلقاء والإنشاد، وكنت أشرت إليه بعد إنشاد أبيات من الغزل أن يختصر منه، تفاديًا من طول وقوف مولانا العزيز على قدميه، فأشار أعزه الله - وإشارته أمر مطاع، وحكم لا يقرن إلا بالتنفيذ والاتباع - بأن يتم الطالب إنشاده فأتمه، وهذا نص قصيدته: بلابل الروض بالتغريد تطربنا ... وبالنواح حمام الروض يشجينا وما أحيلى نسيمات الصبا سحرًا ... رسائل الحب نهديها وتهدينا والطل يحنو على الأزهار بلثمها ... حسبته والهًا بالحب مفتونا وقفت أرنو إلى الأزهار مبتسما ... لله يا زهر ما أحلى تدانينا وقفت والقلب لا يدري محجته ... أيعشق الورد أم يهوى الرياحينا حتى إذا ما بدت والغصن قامتها ... مليكة الروض عن بعدٍ تحيّينا شعرت أن الهوى قد دبّ في كبدي ... يا وَجْدُ رفقًا بأكباد المحبنيا رنت إليّ بطرف زانه حورٌ ... فالوجه يجذبنا والطرف يرمينا راقت ورقت فلما جئتها ولهًا ... قطفت من خدها ورداً ونسرينا *** دع الخيال خيال الشعر ما خطرت ... بنت الحقيقة تجلى في مغانينا ما ذلك الروض عندي غير مدرسة ... وما أزاهرها إلا المريدينا وما مليكة ذاك الروض باسمةً ... إلا مثال حياة العلم تحيينا حياة مدرسة نقضي مراحلها ... والدرس رائدنا والجد حادينا تنير أذهاننا تعلي مداركنا ... فلا يلذّ لنا إلا تآخينا كم قربت بيننا سقيًا لعاملها ... وأشرق النور وانجابت ليالينا حياة مدرسة قلبي بها ولِهٌ ... سلوت في حبها الغزلان والعينا حياة مدرسة تذكي قرائحنا ... نظل من بعدها غُرًّا ميامينا نبغي الحقائق مهما عز مطلبها ... نقدس العقل والوجدان والدينا *** أرى بأفق العلا نورًا يجللنا ... لله نور أضاء اليوم نادينا نور الأمير الذي قد عمّ نائله ... وغيث نعمائه أورى مغانينا فاسجع حمام الحمى وأطرب بلا ملل ... واهتف لعباسنا واحمد خديوينا إني أرى مصر في أيام دولته ... بغدادنا وأرى العباس هارونا والنيل يجري فراتًا في كنانته ... وما وردناه إلا راح يروينا مولاي إني عشقت العلم من صغر ... ولا أزال بحب العلم مفتونا وأنت خير أمير شاد معهده ... وقام للعلم والتحصيل يدعونا لذا سكنت فؤادي دون ما عجب ... وكنت أفضل من أحيا أمانينا هذا فؤادي بإخلاصٍ أقدمه ... على وفائي إلى مولاي عربونا ***
ثم أنشد الطالب الشيخ أحمد كمال الغزي الطالب الداخلي في القسم التمهيدي هذه القصيدة وجعل عنوانها (الترحيب) : أهلاً بمن طلعت شموس سعوده ... وفعاله تاج لكل زمان أهلاً بمَن نال المعالي والذي ... سهر الدجى لمصالح الأوطان أهلاً بمن ملك النفوس وساسها ... بالحزم فانقادت مع الأبدان أهلاً بعباس الذي لولاه ما ... نشرت علينا راية العرفان فلأنت للإسلام أقوى ساعد ... يسعى إلى الإصلاح والعمران وأقمت صرح العلم والأدب الذي ... أخنت عليه نوائب الحدثان وأريتنا كيف الصعود إلى العلى ... وعظمت حتى لا يرى لك ثان لو تعرف الأبطال فعلك بالوغى ... علموا بأنك فارس الميدان أو يشهدونك في المكارم والندى ... شهدوا بأنك نخبة الأزمان ولقد نرى ملك البلاد كأنه ... مَلَك بدا في صورة الإنسان مولاي إن المسلمين كما ترى ... ما بين مظلومٍ وبين مهان والدين أنت نصيره وحفاظه ... فارفع دعائمه على الأديان وانهض فدار الرشد تعلي شأنه ... تهدي القلوب بساطع البرهان فمنارها للشرق أعظم مصلح ... يحيي النفوس بمحكم القرآن فأقم دعائمها وشيد ذكرها ... فهي السبيل إلى هدى الإنسان لا زلت عز المسلمين وكفهم ... ما غرد القمري في الأفنان *** ثم أنشد الطالب الداخلي في ذلك القسم الشيخ عبد السميع البطل هذه الأبيات: أهذا كوكب أم ضوء صبح ... أم القمر المنير أم الأمير وذا ملك كريم أم مليك ... أم العباس يعلوه السرور هو العباس مولى كل خير ... وطل عطائه بحر غزير مليك القطر إنا قد بسطنا ... إليك يدًا إلى الجدوى تشير فنحن غراسكم نحيا إذا ما ... سقاه ماء جودكم النمير أترضى أن يكون لكل دين ... دعاة في ممالكنا تسير ولا يدعو إلى الإسلام داعٍ ... ولا يبدي حقائقه بشير أعباس هداة الناس أموا ... علاك وملء قلبهم سرور فأنت المرتجي لسداد أمر ... وأنت لديننا نعم النصير