خطبة أحمد فتحي باشا زغلول وكيل نظارة الحقانية في نادي دار العلوم. الفكر: حركة نفسية يحتاج في ظهوره إلى معونة الجهاز المخصوص الذي يكون به الكلام. وعليه، فالكلام هو حركة ذلك الجهاز المنبعثة عن مجرد الطبع، أو المدفوعة بالإرادة للتعبير عن حركة من حركات النفس. ينتج من هذا أن الكلام يتنوع باختلاف الشارات التي تدل على الأفكار , وأن تلك الشارات تنقسم إلى قسمين: طبيعية , وصناعية. فالأولى هي التي تصدر عن الذات من حيث هي؛ أي: بمقتضى وجودها المادي، وكل شارات هذا القسم عَرَضِيَّة , مثل شارات اليد , والرأس , والعين , وبقية الأعضاء , ومثل الأصوات التي ليست ألفاظًا , والكلام؛ أي: النطق. والثانية خارجة عن الذات , وهي تحدث من تأثير الإنسان في المباديات الخارجة عنه , وكل شارات هذا القسم جوهرية , بمعنى أن لها دوامًا طويلاً كان أو قصيرًا , كالأعلام والنقش , أو الرسم والحفر والكتابة. ومما تقدّم يتبين أن الكلام الطبيعي عامٌّ لِكونه مفهومًا بذاته مع جميع الناس ومن الحيوان أحيانًا , كما هو الحال بالنظر لشارات الأعضاء وأصوات الغضب , أو الاستحسان من غير أن يكون هناك اتفاق سابق على مفهوم تلك الشارات. وعلى خلاف ذلك الكلام الصناعي أو الاتفاقي؛ لأنه عبارة عن مجموع الألفاظ المخصوصة الموضوعة للمعاني المخصوصة , وعن التراكيب أو الصيغ الناتجة من تأليف هذه الألفاظ لتوصل إلى الذهن بواسطة الأذن أو العين معاني مخصوصة متفق عليها. وقد يتأتى أن يكون الكلام الصناعي عامًّا؛ أي: إن كل الناس يدركون المراد منه كالرسم مثلاً , وعلى هذا يتضح خطأ تعريفهم اللغة بأنها أصوات يُعَبِّر بها كل قوم عن أغراضهم. والصحيح أن اللغة: هي مجموعة من العادات المخصوصة التي تجري عليها كل أمة في التعبير عن أغراضها بواسطة الكلام أو الكتابة , وتقدم بيان معنى الكلام. ولا يصح إطلاق اسم اللغة على ذلك المجموع إلا إذا كانت النسبة تامة بين اللفظ ومدلوله؛ لأن قوة اللغة متوقفة على شِدة المطابقة بحيث إن الأذن أو العين ترسم في ذهن السامع أو القارئ صورة المدلول كما هي، ولا يتم ذلك إلا باجتماع شروط ثلاثة: الشرط الأول: أن يكون لكل مدلول علامة خاصة به تدل عليه دائمًا , ولا تدل على غيره أبدًا. الشرط الثاني: أن تكون هذه العلامة قابلة للتعبير بتغير المدلول وتبعًا له. الشرط الثالث: أن تكون قابلة للاشتقاق لمدلولها , فإذا اشتق منه مدلول اشتق منها علامة دالة عليه بالشروط عينها. وبناءً على ما تقدم تكون شروط اللغة الحقيقية بهذا الاسم ثلاثة أيضًا: الأول: أن يكون تعبيرها محكمًا , وذلك عبارة عن تمام المطابقة بين الدال والمدلول , ولا سبيل إلى هذا إلا إذا سهل استعمال اللفظ قَدْر المعنى، ولم يزد المعنى عن اللفظ المستعمل لأجله , وهذا الشرط صعب التوفر؛ فما وُفِّقت لغة حتى الآن لِنَيْل هذه المزية , اللهم إلا لغة علماء الرياضة , بل إن اللغات الأخرى لن تنالها أبدًا. الثاني: الملابسة , وهي الخاصة الموجودة في الألفاظ والتراكيب، أي الصيغ، تلك الخاصة التي يدرك بها الفاهم نظائر المدلول ونقائضه , والملابسة تقتضي تحليل الفكر الإنساني، وذلك غير ميسور عادة في اللغات الأصلية إلا نادرًا. الثالث: الوضوح التام , وهو يرجع للشرطين السابقين , ولصناعة ترتيب الألفاظ , وتركيب الجمل ترتيبًا وتركيبًا ينتفي معها الإبهام، ويرتفع الشك والالتباس, ومن اللغات ما تميل بأهلها إلى الإغراب في التعبير , وهذا هو السبب في ظلمتها وتعسر فهمها وكلما كان القول طبيعيًّا؛ أي: بسيطًا ازداد وضوحًا , فالبساطة هي أمثل طرق الكلام على أنها طريقة العلم والواقع وهي التي يسهل بها التعبير عن الأفكار وحركات النفس كما ينبغي. وكأني بحضراتكم وقد استنتجتم مما ذكرته إلى الآن خطر مذهب التجوز أو الاشتراك في اللغة وذكرتم أنه يذهب بجمالها، ويخفي من وضوح دلالتها ويجعلها ثقيلة على أهلها بعيدة المنال على طُلاّبها من الأمم الأخرى. سمعت في الاجتماعين الماضيين كلامًا كثيرًا في اللغات الأجنبية , وأن لها أصلاً أو أصولاً ترجع إليها، وتستمد روح التجدد منها , فأهلها في حِلّ مما يفعلون , وأما نحن فلا أَصْلَ للغتنا، ويبنون على هذه المقدمة نتيجة هي أنه يجب علينا أن نعرف كلمة أعجمية لنضيفها إلى لغتنا العربية. الحق أني ما فهمت النسبة بين تلك المقدمة وهذه النتيجة؛ فإني أنظر إلى تلك اللغة اللاتينية التي هي أصل لغات أمم أوروبا المعروفة بهذا الاسم من فرنساوية وتليانية وأندلسية وغيرها , فأجدها لغات ممتازة تمامًا عن ذلك الأصل، بل أجد الفرنساوي من حيث هو لا يعرف كلمة واحدة من أصل لغته , وكذلك بقية من ذكرنا وأرى أن كل لغة حية هي لغة مستقلة قائمة بنفسها لها قواعد خاصة بها , وتراكيب وصيغ تميزها عن أصلها تمامًا , فإذا استعاروا لِمُحْدَثٍ جديد اسمًا من ذلك الأصل فإنما هم يستعيرونه من لغة أعجمية بالنظر إلى لغتهم. ألا ترون أنهم لا يقصرون الاستعارة على اللغة اللاتينية، ويتعدونها إلى اليونانية القديمة , وأحيانًا يستعيرون كلمتين، من كل لغة كلمة، وينحتونها ويدمجون هذا المزيج في لغتهم فيصير جزءًا منها , ويفسحون له في كتب اللغة محلاًّ بين كلمتين أصليتين بحسب ترتيب حروفه الأبجدية. إنهم يعملون أكثر من هذا: إن لكل بلد عادات في أكلها وسكناها ولباسها وأطوارها , ويتبع ذلك وجود أسماء عند قوم لمسميات لا يعرفها قوم آخرون إلا أن التجارة وطرق المواصلات تنقل هذه المسميات، أو تجعلها تشاهد في أماكنها من النازحين إليها؛ فيرى أهل البلد ما يروق لهم من بعض تلك الخصوصيات لأهل البلد الآخر , ولا يجدون من لغتهم نصيرًا على التعبير عنه تمامًا , لكنهم لا يختارون ولا يقصدون الاجتماع تلو الاجتماع، ولا يفترقون شيعًا وأحزابًا , بل يقدمون على تناول المسمى واسمه ويدرجون عليه من ساعتهم فيمتزج بلغتهم، ويعرفه الكل، ويتحرون في حديثهم أن يلفظوه كأنهم في نطقهم به من أهله، والأمثلة على ذلك لا تُحْصَى يعرفها كل من تعلم لغة واحدة أجنبية. هم يعملون ذلك حتى في العلوم فترى الحكيم الفرنساوي وهو يقرر مذهبه عندما يأتي على ما يخالفه من مذاهب الألمان إذا وصل إلى معنى خاص بأحدهم لم يفكر أن يعبر عنه بغير لفظه الألماني وهكذا , ثم يذكر بهامش كتابه معناه. ما كان هذا لِيُفْسِدَ لغة من تلك اللغات , ولا يثير عاطفة الحنان والإشفاق عليها , بل ما ازدادت لغاتهم بهذا إلا طلاوة ويُسرًا , بل تكاد هذه الطريقة تجري عند الأمم الغربية عامَّة لتكون الألفاظ الغريبة عن لغتهم برهانًا عن سَعَة مداركهم , ورحب صدورهم لكل نافع وكل مفيد , ولتكون دليلاً على مصدر المسمى ومذكرة بجزء من ترجمته. قالوا: إن ذلك جائز عندهم لتماثل أحرف هجائهم واتحاد صدورها وأشكالها , وأما نحن فلا قبل لنا على عمل ما يعملون لاختلاف أحرف هجائنا، وصورها وأشكالها، ولست أرى في هذا الاعتراض إلا أنه دليل أحد أمرين , فإما شعور يعجزنا عن المجاراة لفتور في همتنا أو قصور في معارفنا , وإما أن أحرف هجائنا وأشكالها وصورها محتاجة هي أيضًا إلى الإصلاح؛ لنتمكن من تناول كلمات الغير بأشكال وصور تجعلنا ننطق كلماتهم كما ينطقون، وننقل عنهم كما هم عن بعضهم ينقلون. نحن إما عرب أو مستعربون , وإما أجانب عن لغة العرب أو مولدون , فإن كنا الأولين فلنا حقنا في التصرف بلغتنا كما تقتضيه مصلحتنا , وإن كنا مستعربين فبحكم قيامنا مقام أصحاب هذه اللغة وبكوننا ورثناها عنهم بعد أن بادوا ليس لأحد أن ينازعنا في استعمال ما كان مباحًا لآبائنا من قبلنا , وإن كنا أجانب أو مولدين فمن له يسيطر علينا، ويحرمنا ثمرة الكدّ في حفظ هذه اللغة وتفضيلها على غيرها من سائر اللغات , فيلزمنا بالبقاء على القديم ويحكم علينا بالجمود واعتقال اللسان. أَخَذَ العرب العلوم عن أهلها , ونقلوها إلى لغتهم , فلما وجدوا منها استعصاء في بعض المواضع ذللوها وأخضعوا الغريب عنها لأحكامها فأيسرت ودرجت بعد الجمود , فكانت لهم نعم النصير على إدراك ما طلبوا من نور وعرفان. نسينا نحن أن زماننا غير زمانهم فكانوا أصحاب حَوْل وطَوْل , وذوي مجد وسلطان , ونحن على ما نعلم من الضعف والانزواء على أنهم في عِزِّهِم وبعد فِخَارِهِم وتمكنهم من أنفسهم لم يعتزوا بلغتهم فينفروا من العُجْمَةِ؛ لأنها عُجْمَة بل استخدموها حيث وجب الأخذ بها تمكينًا للغتهم وحذرًا من أن يصيبها الوَهْن إذا قعدوا بها عن مجاراة تيار التقدم، وهم أَُولُو الرأي فيه , وخوفًا من أن يعيقهم الجمود فيها عن حفظ مركزهم العظيم بين الأمم التي كانت تعاصرهم. أيجوز لنا أن نتخلف عن السير في طريقهم، والاسترشاد بهديهم، والعمل بطريقتهم بحجة أنهم انقرضوا وبادوا , فلا حق لنا في متابعة الرقي , ولا يجوز أن نخطوا بعدهم خطوة إلى الأمام؟ لكن من الذي استأجرنا حراسًا من الخرس على هذه الوديعة؟ وبأي قوة أخضعنا على الوقوف هذا الموقف؟ موقف الاستكانة، وقطع الرجاء، وفقدان الهمة، وانحلال العزائم؟ أنقص في الأفهام، أم قصر في الأجسام، أم جهل بأنا من البشر لنا كل حقوق الإنسان؟ ليس لنا أن نتمسك بالقديم لقدمه وإن أصبح عديم الجدوى، وإلا فأولى بنا أن نكف عن الدرس والمطالعة , وأن نكتفي من كل شيء بما ورثنا عن الآباء لنعيش كما عاش الأوَّلُون. غير أني أرجوكم أن تتعلموا الصبر فلا تجزعوا إذا أصابتكم مصائب التقدم فتركتم آخر القوم، ولا تحزنوا إذا هَصَرَتْكُمْ عوامل الرُّقِيّ , فَمُنِيتُمْ بِمَن يقف متفرجًا عليكم وأنتم كالصور المتحركة الناطقة , لكنها تتحرك بحركة هي عبارة عن اهتزاز الشيء مكانه , وتنطق بلغة دائرة قد خَلَتْ من العلم الذي أصبح دارجًا على ألسنة المتفرجين. جزع خصوم مذهبنا على اللغة العربية، وحسبوها طعامًا سهل التناول والهضم في مَعِدِ اللغات الأعجمية , فاستجاروا من التعريب , وصاحوا: إننا لا نطيق اسمًا عجميًّا يدخل عليها. أليست هي تلك اللغة الحافلة بالألفاظ والتراكيب العالية والقول الفصيح , المصونة بكتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم , وهي لن تتأثر ببعض كلمات تدخل عليها في كل عام , بل إن هذا العمل مما يؤيدها , ويشد أزرها, ويرفع مقامها بين اللغات فلا يطمع الأعاجم في اعتبارها من اللغات الميتة. قالوا: ذلك يفسد علينا لغة القرآن , وما أشد ما أجاب به عن هذا الاعتراض حضرة الفاضل السيد رشيد أفندي فلا خوف على القرآن ما دام في الوجود مسلم. ألا ترون أن القرآن محفوظ مصون عند من لم يعرف العربية من المسلمين، إليكم الترك والهند والصين والقوقاز والروسيا تلك أُمَم تعد خلقًا كثيرًا من المسلمين , لا يعرف الواحد منهم غير لغة أمته وهو مع ذلك يحرص على القرآن أشد من حرص الجبان على دمه. أيعجزكم أن تحافظوا على القرآن بيمينكم , وتفسحوا المجال في لغتكم للتقدم باليسار؛ لتنالوا السعادتين , وتكونوا من الناجحين في الدارين؟ قالوا: العلم النافع. قالوا: كثير منه مخالف للدين. قالوا: الحضارة تهددنا فلنتقها بها. قالوا: هي تخالف الدين. قالوا: حدثت مستحدثات , فسموها. قالوا: حرام عليكم إن كنتم فاعلين. من جَرَّاء هذا قال الفرنج عنا أنا قوم جامدون , وما جمودنا إلا من الدين , فصِحنا مع هذا , وقلنا لهم: بل أنتم قوم ظالمون. ما لنا وللدين نَجُرُّهُ في كل أمر ونقيمهُ حاجزًا في وجه كل باحث حتى في الأمور التي يأمر هو بتناولها. يأمرنا الدين بتعلم ما خلق الله , وأن نسير على سنة التقدم التي سَنَّها للبشر ونحن كل يوم في إحجام بدعوى يعلم الله مقدار بُعْدِهَا عن الحق والصواب. عليكم بالتقدم فادخلوا أبوابه المفتحة أمامكم , ولا تتأخروا؛ فلستم وحدكم في الوجود , ولا نقدم لكم إلا بلغتكم، فاعتنوا بها، وأصلحوها، وَهَيِّئُوها؛ لتكون آلة صالحة فيما تبتغون , لكن لا تكثروا من الاشتقاق الخارج عن حد القياس المعقول , ولا تشوهوا صورتها الجميلة بتعدد الاشتراك أو التجوز , ثم لا تقفوا بها موقف الجمود والعُجْمَة تهددها على ألسنة العامَّة، وهي لا تلبث أن تدخل على لغة الخاصَّة. أقيموا في وجه هذا السيل الجارف سدًّا من الاشتقاق المعقول والترجمة الصحيحة والتعريب عند الضرورة لتكونوا من الناجحين. اهـ (المنار) ألقى أحمد فتحي باشا هذه الخطبة في الاجتماع الثالث لنادي دار العلوم , وزاد عليها ما جادت به البديهة ارتجالاً من الفوائد والنصائح. وخطب بعده حفني بك ناصف رئيس النادي خطبة مطولة في اللغة وفنونها. واتفق الجمهور بعد ذلك على وجوب التماس الألفاظ العربية للمستحدثات بالترجمة والتَّجَوُّز والاشتقاق، ثم يلجأ إلى التعريب إن لم يتيسر ذلك وقد كتب إلينا النادي صورة هذا الاتفاق بالعبارة الآتية , وأرسلها إلى جميع الصحف المشهورة: قرار نادي دار العلوم في الترجمة والتعريب هذه صورة القرار الذي صدر بنادي دار العلوم في الساعة العاشرة من مساء يوم الخميس ٢٠ فبراير ١٩٠٨ بعد سماع ما قاله جميع الخطباء في موضوع تسمية المسميات الحديثة , فقرر أن يكون العمل على النحو الآتي: يُبْحَثُ في اللغة العربية عن أسماء للمسميات الحديثة بأي طريق من الطرق الجائزة لغة , فإذا لم يتيسر ذلك بعد البحث الشديد يستعار اللفظ الأعجمي بعد صقله ووضعه على مناهج اللغة العربية , ويستعمل في اللغة الفصحى بعد أن يعتمده المجمع اللغوي الذي سيؤلف لهذا الغرض. ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... رئيس النادي ... ... ... ... ... ... ... ... ... حفني ناصف
(المنار) قد تحامى رئيس النادي في عبارته اللفظ الذي اتفق عليه جمهور من حضروا الاجتماع الأخير من أعضاء النادي وغيرهم وهو لفظ (التعريب) فقال (يُستعار اللفظ الأعجمي) وهو يرمي بذلك إلى عدم تسمية ما يؤخذ من الكَلِمِ الأعجمي مُعَرَّبًا محافظةً على اصطلاح المتقدمين. ولكنه عَبَّر بلفظ اصطلاحي آخر من الاستعارة , وهو لا يقصد به معنى الاستعارة في فن البيان , وإنما يقصد معناه اللغوي المرافق للاصطلاح الشرعي , والمتبادر أنه يرمي بذلك إلى أن هذا الأخذ يجب أن يكون من قبيل العارية التي تستعمل زمنًا، ثم تُرَدُّ , ولكن هذا خلاف ما وافق عليه الجمهور كما تقدم , ولعله قرار خاص لمجلس إدارة النادي. وعلى هذا يكون الخلاف في المسألة على حاله.