للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكاتب: محمد رشيد رضا


الجمعية العلمية للمعارف الإسلامية

أسس بعض المستشرقين من علماء الألمان الأعلام جمعية بهذا الاسم في
(برلين) عاصمة السلطنة الألمانية العامة، وقد كان هؤلاء العلماء يبحثون قبل
تأسيس هذه الجمعية في العلوم الإسلامية، كما أن جماعات أخرى منهم تبحث في
جميع العلوم والفنون وشؤون الأمم، بدقتهم التي فاقوا فيها جميع علماء الشعوب
الأخرى، ولكن هذه الجمعية لها شأن لم يكن لغيرها من جماعات العلماء يرجى أن
يكون فاتحة خير عظيم، وإننا لم نطَّلع على قانونها، وإنما أحدث هذا الرجاء في
أنفسنا ما نشروه من الدعوة إلى التعاون مع علماء المسلمين في مصر وغيرها، وقد
أرسلوا إلينا نسخة من الدعوة العربية المبينة لأغراض الجمعية، وهذا نصها:
***
دعوة الألمان إلى علماء الإسلام
أي سادة العلماء:
لدراسة تعاليم دين الإسلام وتعقب أحوال المسلمين العامة فيما يتعلق بجنسيتهم
ومدنيتهم، وما هم عليه من حالة اقتصادية وعمرانية أسست جمعيتنا التي لا تتداخل
في السياسة قط.
وعملُنا في هذه الجمعية كما يُرى من أغراضها ليس بالأمر الهيِّن إلا أنه
يصير سهلاً زلالاً لو أن إخواننا علماء الدين الإسلامي بسطوا أكفهم للتعاون معنا في
مسعانا تعاونًا علميًّا حتى نحقق أغراضنا (التي) هي إحدى آمال الأمم الإسلامية
الناهضة.
ولما كانت في طليعة تلك الأمم الناهضة مصر: مصر ذلك البلد الذي بقي
حتى اليوم يمد العالم الإسلامي بنور تعاليم تلك الديانة الحنيفة، فإننا نعتقد فيما بيننا
أن أول من يلبي دعوتنا هذه لا شك علماء مصر الأماجد، فهم أكثر منا تشبعًا
بوجوب العمل لتأييد ما نسعى إليه.
نعم إن من نتائج هذا التفاهم العلمي أن تنقشع - قريبًا كان أم بعيدًا - تلك
الضبابة الكثيفة التي مازالت حتى الساعة تحجب الشرق عن أعين الغربيين، وهو
السر الوحيد فيما نراه من بقاء اختلاف كانت له نتائج وخيمة وقاسية، لم تتخلص
منها الأقطار الشرقية والغربية على السواء.
إلا أن ساعة الخلاص تقرب كلما ثبت للغرب شيئًا فشيئًا وجوب الاهتداء
بنور التعاليم الحقة لدين الإسلام، ولن يتهيأ للغرب ذلك حتى يُمدَّ بمساعدة علمية
محضة، وهذا ميدان عمل فسيح لنا ولكم يا حضرات أعلام الإسلام (ولن يضيع
الله أجر من أحسن عملاً) والسلام
... ... ... ... رئيس الجمعية الألمانية للمعارف الإسلامية
... ... ... ... ... ... ... الأستاذ المستشرق
... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... كامفماير
... ... ... ... ... العنوان:
Prof. Dr. G. Kampffmeier
Werderstr. ١٠
Berlin - Dahlem Germani
(المنار)
نرجب ونرحب بهؤلاء الأعلام وبجمعيتهم، ونشكر لهم عملهم باللسان والقلم،
والعلم والعمل، وإنا لما يدعوننا لمستجيبون في كل ما نحن عليه قادرون،
وننصح لمشيخة الأزهر أن تجيب دعوتهم، وتطلب الوقوف على جميع أعمالهم
وأبحاثهم، وأن يمد إليهم يد المساعدة في كل ما يطلبون منها، وبذلك تخدم الإسلام
خدمة هي أحق بها من غيرها، ونحث سائر علماء الإسلام في الشرق والغرب على
ذلك أيضًا.
***
المجموعة المباركة في
الصلوات المأثورة
جاءنا من مشيخة الجامع الأزهر الشريف ما يأتي لينشر في المجلة:
أرسل حضرة محمود شفيق البكري التاجر بميت غمر لمشيخة الجامع الأزهر
الشريف مجموعة تدعى (بالمجموعة المباركة في الصلوات المأثورة والأعمال
المبرورة تأليف عبده محمد بابا) لإبداء رأيها نحو ما تضمنته تلك المجموعة من
الأحاديث المنسوبة للنبي صلى الله عليه وسلم.
والمشيخة تعلن أن ما جاء في هذه المجموعة من أحاديث الجزاء ظاهرة
الوضع والاختلاق، سيما ما سماه مؤلفها حديث عبد الله بن السلطان، وفيه إغراء
للعوام على اقتراف المآثم وترك الواجبات، وعدم المبالاة بها اتكالاً على كلمة
استغفار أو دعاء يقولها مرتكب ذلك ليخلص من شر ما اقترف، وأن هذه المجموعة
وأمثالها لا يضعها إلا جاهل أعماه جهله عن الطريق السوي , أو ضال مضل قصد
أن يصرف العوام عن أحكام الشرع الشريف، ويجعلهم في حل من عدم الوقوف
عند حدوده من طريق شبه شرعي اهـ.
... ... ... ... ... ... ... ... شيخ الجامع الأزهر
... ... ... ... ... ... ... ... ... (الختم)
(المنار)
دعاء عبد الله بن سلطان أو حديثه خرافة مضلة للعامة، كان قد طبعها من
زهاء ثلاثين سنة دجال من الدجاجلة اسمه عبد الله القباج، وبينّا ما فيه من
الإضلال وهدم الدين في العدد ٤٠ من المنار الذي صدر في شعبان سنة ١٣٤٦،
ثم أعاد طبعه دجال آخر، فعدنا إلى التحذير منه بعد سنين.