وضعت زميلتنا جريدة الإجبشن غازت تاريخًا موجزًا لحوادث السودان من بدء ثورتها إلى الآن، أي من سنة ١٨٨١ إلى ١٨٩٨، فرأينا تلخيصه فيما يلي: سنة ١٨٨١. في أغسطس كان بدء الثورة المهدية. سنة ١٨٨٣. في يناير سقطت بارا والأبيّض في يد المهدي. في ٤ نوفمبر فنيت حملة هكس باشا عند شيكان في طريقها إلى الأبيض. في أكتوبر فصلت سنكات عن سواكن. في ديسمبر سلم سلاطين في أم شنجر. سنة ١٨٨٤. في يناير سقط جيش باكر باشا قرب التيب. في ١٨ فبراير وصل غوردون إلى الخرطوم. في فبراير وصل إلى سواكن ٤٠٠٠ جندي إنكليزي بقيادة السير جرالد كراهام. في ٢٩ فبراير جرت موقعة التيب وقتل فيها ١٥٠٠ من الدراويش. في ١٤ مارس جرت موقعة طماوى وقتل فيها ٢٠٠٠ درويش. في ٢٨ أبريل ترك لوبتون بك من رجاله. في ٢٠ مايو سقطت بربر في أيدي الدراويش، فسدت الطريق منها إلى سواكن، وانقطعت المواصلات مع غوردون. في ٣٠ أغسطس برح اللورد ولسلي لندرا قاصداً مصر لاستلام قيادة الحملة الذاهبة لإنقاذ غوردون. في سبتمبر قتل محمود باشا في أم دبان بعد فوزه في بعض المواقع حول الخرطوم. في ١٠ سبتمبر بعث غوردون إلى القطر الكولونل ستيوارت والمسيو هربين قنصل فرنسا والمستر فرانك بيوير على سفينة بخارية. في ١٨ سبتمبر جنحت هذه السفينة على صخر على بعد ٣٠ ميلاً من أبي حمد، فذبح الدراويش الكولونل ستيوارت ورفقاءه في منزل في الهبة. سنة ١٨٨٥. في ١٧ يناير جرت موقعة أبو قلية. في ١٩ يناير الوصول إلى كوبات. في ٢١ منه التقت سفن غورودن بالإنكليز بعد إقامتها اثني عشر يومًا في النيل. في ٢٤ منه سافر السير ويلسون على سفينة بخارية من كوبات إلى الخرطوم. في ٢٦ منه سقطت الخرطوم وقتل غوردون في ٢٨ يناير نظر السير ويلسون الخرطوم في مسيره إليها. في ٧ فبراير وصلت إلى اللورد ولسلي أوامر من لندرا بتقويض سلطة الدراويش في الخرطوم. في ١٠ فبراير جرت مسألة كربيكان وقتل الجنرال أول. في ١٥ فبراير بدأ نكوص الحملة النيلية. في ٢٢ مارس الهجوم على زريبة ماك نايل وخسرت الإنكليز خسارة عظيمة. في شهر مايو تجمع الدراويش للحملة على مصر. في ١٤ يونيو وفاة محمد أحمد المهدي وخلافة التعايشي. في ١٥ يونيو انسحب الإنكليز من دنقلة وصرفت حملة النيل ونكصت جنود الحدود مع المعسكر العام إلى أسوان. في ٢٦ نوفمبر برح ولد النجومي أم درمان محاولاً شن الغارة على القطر المصري. في ٣٠ ديسمبر كسر الدراويش في جينيس. سنة ١٨٨٦ في شهر أبريل جرى تحديد التخوم تحديداً نهائيًّا عند وادي حلفا، فانسحبت كل المراكز العسكرية التي إلى جنوبيه. سنة ١٨٨٧ في يناير جرى إعداد الحملة لإنقاذ أمين باشا. سنة ١٨٨٨ في ٢٠ ديسمبر قهر الدراويش في سواكن. سنة ١٨٨٩ في ديسمبر وصلت حملة أمين باشا إلى زنجبار. سنة ١٨٩٦ في ١٣ مارس استؤنفت الحملة على السودان. في ٧ يونيو قهر الدراويش في فركه. في ٨ يونيو احتلال سوارده. في ٩ سبتمبر موقعة الحفير. في ٢٣ سبتمبر دخل الجيش إلى دنقلة. سنة ١٨٩٧ في ٧ أغسطس أخذ أبي حمد. في ٧ سبتمبر احتلت القبائل المصافية للحكومة بربر. في شهر أكتوبر انتهى مد السكة الحديدية من وادي حلفا إلى أبي حمد. في ٣١ أكتوبر أطلقت المدفعيات قنابلها إلى حصون المتمة. سنة ١٨٩٨ في ٢ أبريل الاستيلاء على شندي. في ٩ أبريل قهر الدراويش في النخيلة على الأتبرة، وأسر الأمير محمود. في ١٣ أغسطس استئناف الزحف إلى الخرطوم. في ٢ سبتمبر دخول أم درمان. ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... (الأهرام) ... ... ... ... *** السودان المصري أهم ما يذكر من أخبار السودان المصري رفع الراية الإنكليزية بجانب الراية العثمانية المصرية في أم درمان والخرطوم، وتحقق وجود حملة مرشان الفرنسوية في فشودة. أما رفع الراية الإنكليزية فقد اضطرب له أهل مصر أي اضطراب، وكان النصر على التعايشي عندهم شرًّا من الانكسار، لا سيما وقد بشرهم المقطم بأن رفع الراية دائم، والمقصود منه أن بريطانيا شريكة لمصر فيه؛ لأنه فتح بالجيشين وأنفق عليه من المالين. ولكن سائر الجرائد المصرية تهون الأمر وتقول: إن رفع الراية مؤقت، لا يقصد منه حماية رسمية، ولا اشتراك بالملكية، وإنما هي عادة كل جيش ظافر يرفع رايته عند احتلاله العسكري في أي مكان، ثم يرجع كل شيء إلى أصله، ولقد رفع الإنكليز رايتهم على قلعة مصر عند احتلالهم لها مدة وما عتموا أن أنزلوها، ولكن لا ريب أن نفوذ الإنكليز في السودان سيكون أقوى منه في مصر على أنه في مصر ليس بالقليل. وأما تحقق احتلال الفرنسويين لفشودة، فهو أعظم خذلان للإنكليز في السودان، بل في إفريقية؛ لأن فشودة وما يليها هي البلاد الخصبة من السودان، والموقع المهم الذي يتمكن محتله من الاستيلاء على كردفان ودارفور وبحر الغزال والسودان الغربي كله، ولأن ذلك يقطع رجاء الإنكليز من امتداد نفوذهم من رأس الرجاء الصالح إلى الإسكندرية، وتحقيق أماني المسترسل رودس في إنشاء مستعمرة إفريقية تضاهي المستعمرة الهندية. لكن إذا خابت مساعي الإنكليز بقبض الفرنسويين على قلب إفريقيا (الأقاليم الاستوائية) وحيلولتها بينهم وبين ما يشتهون، فماذا يكون نصيب مصر من ذلك؟ إذا كان تنازع الذئب والضبع يؤدي إلى حفظ الغنم فحبذا التنازع، وإذا كان يؤول إلى فتك هذه ببعضها، وذاك بالبعض الآخر، فهل ثَم من فائدة غير التشفي بخذلان أنكى العدوين في الجملة؟ اللهم هيئ لنا من أمرنا رشدًا واحفظ لنا بلادنا، وكف يد الطامعين عنا يا أرحم الراحمين.