للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكاتب: محمد رشيد رضا


المطبوعات الحديثة

(شرح الأزهار، المسمى بالمنتزع المختار من الغيث المدرار)
كتاب الأزهار في فقه الأئمة الأخيار، متن جامع في فقه الزيدية أو العترة
النبوية لعلامتهم المتفنن الإمام المهدي. وهو أحمد بن مرتضى الحسين الهدوي الذي
بويع بالإمامة العظمى لما مات الإمام صلاح الدين سنة ٧٩٣ وقد حدث عقب
مبايعته أحداثٌ، سُجِنَ في أثنائها في قصر صنعاء، وقيل: في الدار العمراء،
وكانت مدة حبسه سبع سنين ألف في أثنائها متن الأزهار، وشرحه الغيث المدرار،
ثم خرج وذهب إلى الإمام الهادي واتفقا وتوادا وتم له الأمر بعده، قال العلامة
المقبلي صاحب العلم الشامخ: الإمام المهدي هو الذي أخرج مذهب الزيدية إلى حيز
الوجود، وقد شرح الأزهار كثيرون من علماء اليمن المستقلين المجتهدين كالإمام
الشوكاني وسمى شرحه السيل الجرار.. والمقلدين كالعلامة أبي الحسن عبد الله بن
مفتاح المتوفى سنة ٨٧٧ وسمى شرحه (المنتزع المختار من الغيث المدرار) فهو
مختصر من شرح المصنف.
فأما الإمام الشوكاني فهو يذكر الأحكام بأدلتها، ويقيم ميزان التعادل والترجيح
بينها، على طريقته في كتاب (نيل الأوطار) في فقه الحديث، وأما ابن مفتاح
فيعنى بتحقيق الراجح في مذهبهم، ويذكر خلاف كبار علماء الأمصار كالأئمة
الأربعة أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد وقلما يخرج مذهب الزيدية عن هذه
المذاهب، وإنما يتحقق بأربعة أصول: العدل والتوحيد - بالمعنى المشهور عن
المعتزلة فيهما - والقول بإمامة زيد بن علي رضي الله عنه، ووجوب الخروج على
الظلمة.
طبع هذا الشرح (المنتزع المختار) في العام الماضي مع حواشي عليه في
أربعة مجلدات كبيرة، طبع بمصر في عدة مطابع على نفقة ملتزمه (الشيخ علي
يحيى اليماني) ووقف على طبعه وعُنِيَ بتصحيحه صديقنا الشيخ عبد الواسع
الواسعي اليماني فيحسن بالمتوسعين في علم الفقه أن يقتنوا هذا الكتاب ويطالعوه أو
يراجعوه عند الحاجة.
***
(المناهج الطبية لاتقاء الأمراض الإفرنجية)
كتاب ينطوي على أحدث الآراء والمباحث، وفيه ما يهم الأطباء والطلبة وما
لا غِنَى عنه للعامة، تأليف الدكتور جورج صوايا المتخرج في الطب والجراحة في
الجامعة الأميركية في بيروت وجامعة ماريلنه في بلطمور وجامعة هارفرد في
بوطسن والحاصل على شهادة الحكومة القانونية من جامعة بوانس أيرس.
كتاب ضخم فخم غزير العلم مُؤَلَّف من ثلاثة أجزاء صدر الجزء الأول منها
في العام الماضي (١٩٢٢م) مطبوعًا طبعًا حسنًا على ورق جيد في إحدى المطابع
العربية السورية في (بونس إيرس - الأرجنتين) وهو خاص بداء السفلس
المرض الإفرنجي الحقيقي، وقد بلغت صفحاته زهاء خمسمائة صفحة فصارت
اللغة الغربية غنية به في هذا الموضوع النافع، فإن الداء الإفرنجي لا يزال يفشو
وينتشر في البلاد العربية بانتشار التفرنج وكثرة تغلغل الإفرنج في البلاد وإباحة
الفسق بتسهيل سبله في كل مكان يكثرون فيه أو يكثر مقلدتهم حتى إنه قد تضاعف
في بلادنا السورية بعد الاحتلال الفرنسي فيها بكثرة الزنا والعهر، والعياذ بالله من
سوء العاقبة.
فالدكتور صوايا قد خدم أمته العربية وبلاده بهذا الكتاب خدمة جليلة فاق بها
جميع أطبائنا كما أنه يخدمها بصدق وطنيته واستقامة سياسته؛ إذ هو رئيس الحزب
العربي الوطني في الأرجنتين المعارض لكل احتلال واستعمار، فنشكر له عَمَلَيْهِ
الطبي والسياسي، ونرجو أن يكثر في أمتنا العربية وبلادنا السورية من أمثاله.