للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٩٨ - وَعَنِ الحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ -رضي الله عنهما-، قَالَ: عَلَّمَنِي رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - كَلِمَاتٍ أَقُولُهُنَّ فِي قُنُوتِ الوِتْرِ: «اللهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْت، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْت وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْت، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْت، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْت، فَإِنَّك تَقْضِي وَلَا يُقْضَى عَلَيْك، وَإِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْت، تَبَارَكْت رَبَّنَا وَتَعَالَيْت». رَوَاهُ الخَمْسَة. (١)


(١) صحيح، دون قوله (في قنوت الوتر). الحديث مدار طرقه على بريد بن أبي مريم، عن أبي الحوراء، عن الحسن بن علي -رضي الله عنهما-، به.
وهو حديث صحيح، رجاله ثقات، إلا أنه اختلف على بريد في زيادة: «في قنوت الوتر».
فقد روى الحديث بدون تقييد: «في قنوت الوتر»:

١ - شعبة بن الحجاج. عند الطيالسي عنه (١٢٧٥)، ومن طريقه أخرجه البزار (١٣٣٦). وعند أحمد (١٧٢٣)، من طريق يحيى بن سعيد القطان عنه. وعند أحمد (١٧٢٧)، وابن خزيمة (١٠٩٦)، وابن حبان (٩٤٥)، وابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (٤١٦) من رواية محمد بن جعفر عنه. وعند أبي يعلى (٦٧٦٢) من رواية عبد الملك بن عمرو عنه، وعند أبي طاهر السلفي في «الطيوريات» (٥٤٤)، واللالكائي (١١٧٥) من رواية عبد الله بن إدريس عنه. وعند الدولابي في «الذرية الطاهرة» (١٣٤) من رواية حجاج بن محمد المصيصي عنه.

٢ - الحسن بن عبيد الله النخعي، وهو ثقة؛ فقد رواه عن بريد بن أبي مريم بإسناده بلفظ: «وعقلت عنه الصلوات الخمس، وكلمات أقولهن عند انقضائهن»: أخرجه الطوسي في «مختصر الأحكام» (٤٤٣)، وابن الأعرابي في «معجمه (٢٣٤٤)، والطبراني في «الكبير (٢٧٠٨)، والدولابي في «الذرية الطاهرة» (١٣٥)، وأبو نعيم في «الحلية» (٨/ ٢٦٤) من طرق عن أبي صالح محبوب بن موسى الفراء، عن أبي إسحاق الفزاري، عن الحسن بن عبيد الله، عن بريد به. وزاد الطوسي وابن الأعرابي والدولابي في روايتهم: قال بريد: فدخلت على محمد بن علي الشِّعب، فحدثته بهذا الحديث، عن أبي الحوراء، عن الحسن، فقال: صدق، هن كلمات عُلِّمْناهن أن نقولهن في القنوت.

٣ - العلاء بن صالح التيمي في رواية، وهو حسن الحديث. وروايته عند البيهقي في الكبرى» (٢/ ٢٩٧)، وفي الدعوات» (٤٣١)، وفي الصغرى» (٤٣٥)، بإسنادٍ صحيحٍ إليه، وعنده زيادة: قال بريد قال: فذكرت ذلك لمحمد بن الحنفية فقال: إنه الدعاء الذي كان أبي يدعو به في صلاة الفجر في قنوته".
وروى الحديث مقيدًا بقنوت الوتر:

١ - أبو إسحاق السبيعي، وقد رواه بالعنعنة، ولم يصرح بالسماع في جميع الطرق، وروايته عند الدارمي (١٦٣٤)، وأبي داود (١٤٢٥)، والترمذي (٤٦٤)، والنسائي في «المجتبى» (٣/ ٢٤٨)، وفي «الكبرى» (١٤٤٦)، وأبي يعلى (٦٧٨٦)، وابن خزيمة (١٠٩٥)، وابن الجارود (٢٧٣) وغيرهم

٢ - يونس بن أبي إسحاق، وهو حسن الحديث، وقد يهم. وروايته عند أحمد (١٧١٨)، وابن خزيمة (١٠٩٥)، وابن الجارود (٢٧٢)، وابن نصر المروزي في كتابه «مختصر قيام الليل» (ص ٣٢١)، وغيرهم.

٣ - الحسن بن عمارة، وهو متروك، وروايته عند عبد الرزاق (٣/ ١١٧)، والطبراني (٢٧١١).

٤ - العلاء بن صالح في رواية كما في «الدعاء» للطبراني (٧٤٨).

٥ - شعبة في رواية عمرو بن مرزوق عنه، عند الطبراني في «الكبير» (٢٧٠٧)، وفي «الدعاء» (٧٤٤) وقد شذ عمرو بن مرزوق؛ فقد رواه الحفاظ من أصحاب شعبة عنه كما تقدم بدون ذكر القنوت.

٦ - الحسن بن عبيد الله النخعي في رواية كما في الدعاء» للطبراني (٧٤٥) بلفظ: عند انقضاء الوتر. وهي رواية مرجوحة؛ لأن شيخ الطبراني فيه ضعف، والراجح عنه من رواية الثقات عدم ذكرها كما تقدم.
قال ابن خزيمة في صحيحه» (٢/ ١٥٢ - ١٥٣)، وشعبة أحفظ من عدد مثل يونس بن أبي إسحاق، وأبو إسحاق لا يُعْلَم: أسمع هذا الخبر من بريد، أو دلسه عنه؟ اللهم إلا أن يكون كما قال بعض علمائنا: إن كل ما رواه يونس عمن روى عنه أبوه أبو إسحاق هو مما سمعه يونس مع أبيه ممن روى عنه.
قال: «ولو ثبت الخبر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه أمر بالقنوت في الوتر، أو قنت في الوتر لم يجز عندي مخالفة النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولست أعلمه ثابتًا».
وقال ابن حبان - كما في «إتحاف المهرة» (٤/ ٢٩٥) -: «لم يقل شعبة في حديثه: «قنوت الوتر». وهو أحفظ من مائتين مثل أبي إسحاق، وابنه، فليست هذه اللفظة محفوظة؛ لأن المصطفى - صلى الله عليه وسلم - قبض والحسن بن علي ابن ثمان سنين، فكيف يعلمه المصطفى - صلى الله عليه وسلم - قنوت الوتر، ولا يعلمه لهؤلاء الصحابة المهاجرين؟».اهـ
قلتُ: فيظهر لي والله أعلم أن الحديث صحيح بدون زيادة (في قنوت الوتر)؛ فإنها شاذة، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>