الأول: أنه يلزمه التتابع، صحَّ هذا القول عن ابن عمر، وعائشة -رضي الله عنهما-، كما في «مصنف عبد الرزاق»(٤/ ٢٤١ - ٢٤٢)، وجاء عن علي -رضي الله عنه- عند ابن أبي شيبة (٣/ ٤٣)، وفي إسناده الحارث الأعور، وقد كذب، وهو قول ابن حزمٍ، واستدل بقوله تعالى:{وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ}[آل عمران:١٣٣]، ثم قال: وتُجزئه متفرقة؛ لقوله تعالى:{فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}[البقرة:١٨٤].اهـ
الثاني: أنه لا يلزمه التتابع، وهو قول الجمهور، وصحَّ عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-، كما في «مصنف عبد الرزاق»(٤/ ٢٤٣)، وثبت أيضًا عن أبي هريرة، وأنس -رضي الله عنهما-، كما في «مصنف ابن أبي شيبة»(٣/ ٣٢)، وهو قول سعيد بن جبير، ومجاهد، والحسن، واستدلوا بقوله تعالى:{فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}.
وهذا القول هو ترجيح الإمام البخاري في «صحيحه» وهو الراجح إن شاء الله، ورجَّحه أيضًا شيخنا مقبل الوادعي، والشيخ ابن عثيمين رحمة الله عليهما.