وقد أنكر بعضهم ذلك، وقال: هو الصنعاني؛ لأنَّ العبدي ليس له رواية عن ابن عيينة كما في «تهذيب الكمال».
قلتُ: وهذا التعليل لا يكفي في ردِّ التصريح عند ابن خزيمة؛ لأنَّ «تهذيب الكمال» مع ما فيه من الفائدة الكبيرة؛ فإنه لم يستوعب كل ما هو موجود في كتب السنة، والله أعلم.
ومع ذلك فله شواهد مرسلة، فقد أخرجه ابن أبي شيبة (٤/ ٣٢٧)، عن ابن عيينة، عن محمد بن المنكدر، وزيد بن أسلم، قالا: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «عرفة كلها موقف، وارتفعوا عن بطن عرنة».
وأسند ابن أبي شيبة (٤/ ٣٢٨) بإسنادين صحيحين عن ابن الزبير، وابن عمر -رضي الله عنهم- أنهما قالا: عرفة كلها موقف؛ إلا بطن عرنة.
فالصحيح قول الجمهور، وقد أنكر بعضهم صحة الخلاف عن مالك. (١)
[مسألة [١٠٣]: حكم الوقوف بعرفة.]
قال ابن قدامة -رحمه الله- في «المغني»(٥/ ٢٦٧): والوقوف ركنٌ لا يتم الحج إلا به إجماعًا. اهـ
وقال النووي -رحمه الله- في «المجموع»(٨/ ١٠٢ - ١٠٣): الوقوف بعرفات ركنٌ من أركان الحج، وهو أشهر أركان الحج؛ للأحاديث الصحيحة السابقة: «الحج