أبي القرآن في السُّدَّة، فإذا قرأت السجدة سجد، فقلت له: يا أبت، أتسجد في الطريق؟ قال: إني سمعت أبا ذر يقول: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أول مسجد وضع في الأرض؟ قال:«المسجد الحرام» قلت: ثم أي؟ قال:«المسجد الأقصى» قلت: كم بينهما؟ قال:«أربعون عاما، ثم الأرض لك مسجد، فحيثما أدركتك الصلاة فصل».
[مسألة [١٥]: هل تسجد الحائض إذا قرأت السجدة؟]
• ذهب جمع من أهل العلم إلى أنها لا تسجد؛ لأنها قد تركت ما هو أعظم من ذلك: الصلاة، وهو قول عطاء والزهري، وقتادة، وسعيد بن جبير، والنخعي، والحسن. وهو مذهب مالك، والثوري، والشافعي، وأصحاب الرأي.
• وجاء عن عثمان -رضي الله عنه-، أنه قال: تومئ إيماء، وهو من طريق قتادة عن سعيد ابن المسيب، عن عثمان. ورواية قتادة عن سعيد بن المسيب فيها ضعف؛ لأنه يدلس عنه كثيرًا، وقد عنعن في هذا الأثر كما في «مصنف ابن أبي شيبة»(٢/ ١٤)، و «الأوسط» لابن المنذر (٥/ ٢٨٣).
قال أبو عبد الله غفر الله له: الصحيح أنَّ لها أن تسجد؛ لأنها ليست بصلاة كما تقدم، وهو مقتضى قول من قال: لا تشترط الطهارة لسجود التلاوة.