للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[مسألة [٣]: هل الخطبة قبل الصلاة، أم بعد الصلاة؟]

• ذهب جماعة من أهل العلم إلى أنَّ الخطبة قبل الصلاة، وهو قول الليث، وابن المنذر، وأحمد في رواية، وجاء عن بعض التابعين، وصحَّ عن عبد الله بن الزبير -رضي الله عنه-، واستدلوا بحديث عائشة، وابن زيد -رضي الله عنهما-، اللَّذَيْنِ في الباب.

• وذهب أحمد، ومالك، والشافعي إلى أنَّ الخطبة بعد الصلاة، وقال ابن عبد البر: وعليه جماعة الفقهاء.

واستدلوا بحديث ابن عباس -رضي الله عنهما-، الذي تقدم، وفيه ضعفٌ، وبحديث أبي هريرة في «مسند أحمد» (٢/ ٣٢٦)، وفيه: «فصلَّى، ثم خطب»، وفي إسناده: النعمان بن راشد، وهو ضعيفٌ.

وصحَّ عن عبد الله بن يزيد، أنه صلَّى بالناس الاستسقاء، فصلَّى قبل الخطبة، وفي القوم زيد بن أرقم، والبراء بن عازب، وهو في «صحيح البخاري» (١٠٢٢).

• وذهب أحمد في رواية عنه إلى التَّخيير؛ لوجود الأدلة من الطرفين.

قال أبو عبد الله غفر الله له: الصواب هو تقديم الخطبة على الصلاة كما فعل النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، وأدلة الجمهور ضعيفة. (١)

[مسألة [٤]: كم خطبة لصلاة الاستسقاء؟]

• ظاهر أدلة الباب أنَّ النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- خطب خطبة واحدة، وهو مذهب أحمد، وعليه أكثر أصحابه، وهو قول عبد الرحمن بن مهدي، وأبي يوسف، ورجَّحه الزيلعي.


(١) وانظر: «المغني» (٣/ ٣٣٨)، «الفتح» (١٠٢٢)، «الأوسط» لابن المنذر (٤/ ٣١٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>