للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الكعبة»، أخرجه مسلم (١٣٩٦)، والنسائي (٦٩١) من حديث ميمونة -رضي الله عنها-. (١)

[مسألة [٥]: تفضيل مكة على المدينة.]

قال الحافظ -رحمه الله- في «الفتح» (١١٩٠): واستدل بهذا الحديث على تفضيل مكة على المدينة؛ لأن الأمكنه تشرف بفضل العبادة فيها على غيرها مما تكون العبادة فيه مرجوحة، وهو قول الجمهور، وحكي عن مالك، وبه قال ابن وهب، ومطرف، وابن حبيب من أصحابه.

لكن المشهور عن مالك وأكثر أصحابه تفضيل المدينة.

واستدلوا بقوله - صلى الله عليه وسلم -: «ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة». (٢)

مع قوله: «موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها». (٣)

قال ابن عبدالبر: هذا استدلال بالخبر في غير ما ورد فيه، ولا يقاوم النص الوارد في فضل مكة. ثم ساق حديث أبي سلمة عن عبدالله بن عدي بن الحمراء، قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واقفًا على الحزوره، فقال: «والله، إنك لخير أرض الله، وأحب أرض الله إلى الله، ولولا أني أُخرجت منك ما خرجت» (٤)، وهو حديث


(١) انظر: «إعلام الساجد» (ص ١١٩ - )، «طرح التثريب» (٦/ ٥٢ - ٥٣)، «القِرى» (ص ٦٥٧).
(٢) أخرجه البخاري (١١٩٥) (١١٩٦)، ومسلم (١٣٩٠) (١٣٩١)، عن أبي هريرة، وعبدالله بن زيد -رضي الله عنهما- بلفظ: «ما بين بيتي ومنبري».
(٣) أخرجه البخاري (٦٤١٥)، عن سهل بن سعد -رضي الله عنه-.
(٤) أخرجه الترمذي (٣٩٢٥)، والنسائي في «الكبرى» (٤٢٥٢)، وابن ماجه (٣١٠٨)، والدارمي (٢٥١٠)، وأحمد (٤/ ٣٠٥)، وابن حبان (٣٧٠٨)، بإسناد صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>