للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٦٩ - وَعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ -رضي الله عنها-، قَالَتْ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - العَصْرَ، ثُمَّ دَخَلَ بَيْتِي، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: «شُغِلْت عَنْ رَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الظُّهْرِ فَصَلَّيْتهمَا الآنَ»، فَقُلْت: أَفَنَقْضِيهِمَا إذَا فَاتَتَا؟ قَالَ: «لَا». أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ. (١)

١٧٠ - وَلِأَبِي دَاوُد عَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها- بِمَعْنَاهُ. (٢)

المسائل والأحكام المستفادة من الحديثين

مسألة [١]: قَضَاءُ السُّنَّةِ الرَّاتِبَةِ بعد العصر.

• ذهب الشافعي، وأحمد إلى جواز قضاء السُّنَّة الرَّاتبة بعد العصر، واستدلوا بحديث أم سلمة، وعائشة في «الصحيحين» (٣)، وغيرهما، أنَّ النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- شُغِلَ عن


(١) صحيح دون قوله: (أفنقضيهما إذا فاتتا). أخرجه أحمد (٦/ ٣١٥)، عن يزيد بن هارون عن حماد ابن سلمة عن الأزرق بن قيس عن ذكوان عن أم سلمة. وقد خولف يزيد بن هارون، فقد رواه حجاج بن منهال وهدبة بن خالد وأبوالوليد الطيالسي وعبدالملك بن إبراهيم الجدي كلهم عن حماد بإسناده، ولم يذكروا قولها (أفنقضيهما ... )، وزادوا بين ذكوان وأم سلمة (عن عائشة) فالحديث صحيح دون قولها: (أفنقضيهما ... ) وهو كذلك في «الصحيحين» وغيرهما بأسانيد صحيحة.
ثم وجدت البيهقي -رحمه الله- قد ضعَّف الزيادة كما في «المعرفة» (٣/ ٤٢٧ - ٤٢٨) بمثل ما ذكرناه، فلله الحمد، وانظر تحقيق «المسند» (٤٤/ ٢٧٧).
(٢) أخرجه أبوداود (١٢٨٠) ولفظه: (كان رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يصلي بعد العصر وينهى عنها). وهو من طريق محمد بن إسحاق، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن ذكوان، عن عائشة.
ومحمد بن إسحاق مدلس ولم يصرح بالسماع، والصحيح في رواية ذكوان هو ما تقدم أنه من روايته عن عائشة عن أم سلمة، فالحديث صحيح، لكن عن أم سلمة، وقد أخرجه البخاري (١٢٣٣) ومسلم (٨٣٤) من وجه آخر بمعناه.
(٣) أخرجه البخاري (١٢٣٣)، ومسلم (٨٣٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>