إنَّ من أعظم القربات إلى الله صلاة الليل والوتر، قال تعالى:{وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا}[الإسراء:٧٩].
ويدل على فضل هذه العبادة حديث أبي هريرة، وحديث خارجة بن حذافة، وشواهده التي في الباب، وقد حافظ النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- على الوتر سفرًا وحضرًا، وكان إذا فاته من الليل قضاه في النهار؛ لفضيلة هذه العبادة.
نسأل الله عزوجل أن يوفقنا وجميع المسلمين للمحافظة عليها.
[مسألة [٢]: حكم الوتر.]
• ذهب أبو حنيفة إلى وجوب الوتر، واحْتُجَّ له بحديث أبي أيوب -رضي الله عنه-، الذي في الباب، وبحديث علي -رضي الله عنه-، وإسناده حسن، -وسيأتي إن شاء الله-: «أوتروا يا أهل القرآن؛ فإنَّ الله وِتْرٌ يُحِبُّ الوتر».
وبحديث خارجة بن حذافة، وعمرو بن شعيب، عن أبيه عن جده، وحديث بريدة -رضي الله عنه- وكلها مذكورة في الباب.
وبحديث ابن عمر -رضي الله عنهما-: «اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترًا»، رواه البخاري (٤٧٢)، ومسلم (٧٥١)، وبحديث أبي سعيد وسيأتي:«أوتروا قبل أن تصبحوا».