حدثنا إسحاق، عن عبد الرزاق، عن الثوري، عن سعيد الزبيدي، عن فطر، عن مجاهد، أن ابن عباس، كان يسجد في الآخرة من حم {وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ}[فصلت: ٣٨] الآية ". انتهى.
قال أبو عبد الله غفر الله له: الرواية عن ابن عمر وابن عباس -رضي الله عنهما- بالقول الأول لم تثبت عنهما؛ فهي من طريق حجاج بن أرطاة، وهو ضعيف.
والرواية الثانية عن ابن عباس بالقول الثاني إسنادها صحيح رجاله ثقات، وسعيد الزبيدي، هو سعيد بن عبد الرحمن بن عبد الله الزبيدي، وهو ثقة، وثقه أبو داود وغيره.
فالصواب في المسألة: القول الثاني؛ لصحة ذلك عن ابن عباس -رضي الله عنهما-، والله أعلم.
[مسألة [٤]: هل يكبر لسجود التلاوة؟]
• ذهب جمهور العلماء إلى أنه يكبر لسجود التلاوة عند الخفض، وعند الرفع، واستدلوا بحديث ابن عمر -رضي الله عنهما- الذي في الباب.
• وذهب أبو حنيفة في رواية إلى أنه يكبر إذا سجد، ولا يكبر إذا رفع، وهو اختيار بعض الحنابلة.
• وذهب أبو حنيفة، ومالك في رواية عنهما إلى أنه لا يكبر مطلقًا.
وهذا القول هو الصواب، وهو ترجيح الإمام الألباني، والإمام الوادعي