للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ذَلِكَ؛ فَإِنَّهُ إنَّمَا يَرْكَعُ بَعْدَهُ، إلَّا أَنَّهُ لَا تَفْسُدُ صَلَاتُهُ بِالرُّكُوعِ مَعَهُ؛ لِأَنَّهُ قَدْ دَخَلَ فِي الصَّلَاةِ، وَهَهُنَا بِخِلَافِهِ؛ فَإِنْ كَبَّرَ قَبْلَ إمَامِهِ، لَمْ يَنْعَقِدْ تَكْبِيرُهُ، وَعَلَيْهِ اسْتِئْنَافُ التَّكْبِيرِ بَعْدَ تَكْبِيرِ الْإِمَامِ. انتهى.

قلتُ: وما رجَّحه ابن قدامة هو قول الجمهور، وهو الصحيح.

[مسألة [١٢]: النطق بالتكبير.]

اشترط الشافعية، والحنابلة للتكبير أنْ يُسْمع نفسه إلا أن يكون به عارضٌ من صمم، أو غيره، فيأتي به بحيث لو كان سميعًا، وقالوا: الكلام لا يكون بدون صوت، والصوت ما يتأتى سماعه، وأقرب السامعين إليه نفسه، فمتى لم يسمع لم يعلم أنه أتى بالقول.

قال المرداوي -رحمه الله- في «الإنصاف» (٢/ ٣٩): واختار الشيخ تقي الدين الاكتفاء بالإتيان بالحروف، وإنْ لم يسمعها، وذكره وجهًا في المذهب.

ثم قال -رحمه الله-: والنفس تميل إليه. اهـ

ويعني بالشيخ تقي الدين: شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-.

وقد رجَّح هذا القول الإمام ابن القيم -رحمه الله- في «أعلام الموقعين» (٣/ ٣٨٢)، ورجَّحه الإمام ابن عثيمين -رحمه الله-.

وهو الأقرب، والله أعلم. (١)


(١) وانظر: «المغني» (٢/ ١٢٨)، «المجموع» (٣/ ٢٩٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>