والحديثان الأخيران في «الصحيح المسند» لشيخنا -رحمه الله- (١٥٩)(٣٥٧).
فائدة: التنفل بالصلاة بين مغرب وعشاء.
لم يثبت حديث في فضيلة التنفل في هذا الوقت بعدد معين، وقد بينا بعض علل الأحاديث الواردة في ذلك في شرحنا على منتقى الأخبار، ولكن ثبت فيه حديثان عن النبي - صلى الله عليه وسلم -:
أحدهما: ما أخرجه أحمد (٢٣٣٢٩)، والترمذي (٣٧٨١)، والنسائي في «الكبرى»(٨٢٤٠)، وغيرهم بإسناد صحيح عن حذيفة -رضي الله عنه-، قال: سألتني أمي: منذ متى عهدك بالنبي - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: فقلت لها: منذ كذا وكذا، قال: فنالت مني وسبتني، قال: فقلت لها: دعيني، فإني آتي النبي - صلى الله عليه وسلم - فأصلي معه المغرب، ثم لا أدعه حتى يستغفر لي ولك، قال: فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فصليت معه المغرب، فصلى النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى العشاء، ثم انفتل فتبعته، فعرض له عارض فناجاه، ثم ذهب فاتبعته فسمع صوتي، فقال:«من هذا؟»، فقلت: حذيفة، قال:«ما لك؟»، فحدثته بالأمر، فقال:«غفر الله لك ولأمك»، ثم قال:«أما رأيت العارض الذي عرض لي قبيل؟»، قال: قلت: بلى، قال:«فهو ملك من الملائكة لم يهبط الأرض قط قبل هذه الليلة، استأذن ربه أن يسلم علي، ويبشرني أن الحسن، والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وأن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة».
والحديث الثاني: ما أخرجه أبو داود (١٣٢١) بإسناد صحيح عن أنس بن مالك، في هذه الآية: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا