منفرد عقب صف الرجال، وهو قول جمهور الشافعية، والحنابلة، والحنفية، وهذا القول لم يثبت دليله.
والصحيح أن الصبيان يدخلون مع الرجال في الصفوف، وهو قول المالكية، وبعض الشافعية، ويدل على ذلك حديث ابن عباس -رضي الله عنهما-، في الصحيحين:«أقبلت راكبًا على حمار أتان، وأنا يومئذ قد ناهزت الاحتلام، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي بمنى، فمررت بين يدي بعض الصف، وأرسلت الأتان ترتع، فدخلت في الصف، فلم ينكر ذلك علي».
وأخرج البخاري (١٣٢١) عن ابن عباس -رضي الله عنهما-: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، مر بقبر قد دفن ليلا، فقال:«متى دفن هذا؟» قالوا: البارحة، قال:«أفلا آذنتموني؟» قالوا: دفناه في ظلمة الليل فكرهنا أن نوقظك. فقام، فصففنا خلفه، قال ابن عباس: وأنا فيهم؛ فصلى عليه.
وقد بوب البخاري -رحمه الله- على هذا الحديث: باب صفوف الصبيان مع الرجال في الجنائز.
وفي «الصحيحين» عن أنس -رضي الله عنه-، قالَ: صليتُ أنا ويتيم في بيتنا خلف النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأمي أم سليمٍ خلفنا.
قال ابن رجب -رحمه الله- في «فتح الباري»(٧٢٧): واستدل أيضًا بحديث أنسٍ هَذا على أنَّ الصبي يقوم في صفِّ الرجال مِن غير كراهةٍ. اهـ