للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

شهدها مشركًا. ومنهم من يُعْطَى ليحسُن إسلامه، ويثبت قلبه، كما أعطى يوم حنين أيضًا جماعةً من صناديد الطلقاء وأشرافهم مائة من الإبل. ومنهم من يُعطَى لما يرجى من إسلام نظرائه. ومنهم من يُعطَى ليجبي الصدقات ممن يليه، أو ليدفع عن حَوزة المسلمين الضرر من أطراف البلاد. اهـ. (١)

خامسًا: وفي الرقاب.

• ذهب جماعةٌ من أهل العلم إلى أن المقصود بقوله: {وَفِي الرِّقَابِ} [التوبة:٦٠] المكاتبون، وهو مذهب الشافعي، والحنفية، والليث، ومن التابعين: الحسن، والزهري، وعمر بن عبد العزيز، وسعيد بن جبير، ذكره ابن كثير وغيره.

• وذهب مالك إلى أنه يختص بعتق العبيد.

قلتُ: أما المكاتبون فيدخلون في الآية عند الجمهور، وأما عتق العبيد فيدخلون عند مالك، ووافقه على دخولهم فيها أحمد في رواية، وهو قول الحسن، والزهري، وإسحاق، وأبي عبيد، وأبي ثور، وغيرهم؛ إلا أنهم لم يخصوا الآية بعتق العبيد كما صنع مالك في المشهور عنه.

والصواب دخول الصنفين في الآية؛ لأنها تشملهم، فالمكاتب يُعان في رقبته، والعبد تعتق رقبته، والله أعلم. (٢)


(١) وانظر: «المغني» (٩/ ٣١٧ - ).
(٢) انظر: «المغني» (٩/ ٣١٩ - ٣٢٠)، «النيل» (٣/ ٧٩)، «تفسير ابن كثير» «المجموع» (٦/ ٢٠٠)، «تفسير القرطبي» (٨/ ١٨٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>