(٢) شاذة، أخرجها أبوداود (١٤٤) من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد، عن ابن جريج، عن إسماعيل بن كثير، به.
وقد خالف أبا عاصم أربعة من الرواة، فلم يذكروا هذه الزيادة، وهم: عبد الرزاق بن همام الصنعاني، رواه عن ابن جريج كما في «مصنفه» (٨٠)، بدون هذه الزيادة. ويحيى بن سعيد القطان، كما في «مسند أحمد» (٤/ ٢١١). وحجاج المصيصي، كما في «سنن البيهقي» (١/ ٥١). وخالد بن الحارث، كما في «السنن الكبرى» للنسائي كما في «تحفة الأشراف» (١١١٧٢). فهؤلاء كلهم يروون الحديث عن ابن جريج بدون هذه الزيادة؛ فهي تعتبر شاذة، ويؤيد شذوذها أن ابن جريج شيخهم قد توبع بدون ذكر هذه الزيادة. فقد تابعه: سفيان الثوري، ويحيى بن سليم الطائفي، وداود بن عبدالرحمن العطار. كل هؤلاء الثلاثة رووا الحديث عن إسماعيل بن كثير بدون هذه الزيادة، وانظر تخريج رواياتهم في «المسند الجامع» (١٥/ ٨ - ٩). وقد جاءت زيادة أخرى بلفظ: «وبالغ في المضمضة، والاستنشاق؛ إلا أن تكون صائمًا»، أخرجها الدولابي كما في «التلخيص» (١/ ١٣٩)، من طريق: عبدالرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، عن إسماعيل بن كثير، به. وزيادة: «المضمضة» تعتبر شاذة أيضًا، فقد روى الحفاظ الحديث عن سفيان بدون هذه الزيادة، وهم: وكيع بن الجراح، كما في «مسند أحمد» (٤/ ٣٣)، وغيره. عبدالرزاق الصنعاني، كما في «مصنفه» (٧٩). يحيى بن آدم كما في «سنن النسائي» (١/ ٧٩). محمد بن يوسف الفريابي، كما في «الطبراني» (١٩/ ٤٨٢)، والبيهقي (٤/ ٢٦١). أبو نعيم الفضل بن دكين، كما في «الطبراني» (١٩/ ٤٨٢). محمد بن كثير العبدي، كما في «مستدرك الحاكم» (١/ ١٤٧ - ١٤٨). فكل هؤلاء رووا الحديث عن سفيان الثوري بدون هذه الزيادة. بل إنَّ عبدالرحمن بن مهدي بنفسه روى هذا الحديث عن سفيان بدون هذه الزيادة كما في «مسند أحمد» (٤/ ٣٣)، والنسائي في «الكبرى» (٣٠٤٧)؛ فالزيادة في المضمضة لا تثبت، ولعل الوهم في زيادتها من الدولابي -رحمه الله-، والله أعلم.