ولكن الأصل عندهم هو الحلق، وهو الذي يحصل به التحلل.
واستدلوا بحديث عائشة -رضي الله عنها- عند أبي داود وغيره أنَّ النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال:«إذا رميتم، وحلقتم؛ فقد حل لكم الطيب، وكل شيء إلا النساء». (١)
وهذا الحديث في إسناده: حجاج بن أرطاة، وهو مدلس وفيه ضعفٌ، وقد خلَّط في الإسناد والمتن، فرواه في الإسناد على وجهين، وفي المتن على ثلاثة أوجه، فتارة كما تقدم، وتارة يقول:«إذا رميتم» فَحَسْب، وتارة يزيد:«وذبحتم».
قال البيهقي -رحمه الله- (٥/ ١٣٦): وهذا من تخليطات الحجاج بن أرطاة، وإنما الحديث عن عمرة، عن عائشة كما رواه سائر الناس عن عائشة -رضي الله عنها-.اهـ
يعني بلفظ: كنتُ أُطيب رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- لإحرامه قبل أن يحرم، ولحله قبل أن يطوف بالبيت.
• وذهب مالك، وعطاء، وأبو ثور، وأحمد في رواية وصححه ابن قدامة إلى أنَّ التحلل يحصل برمي جمرة العقبة.
واستدلوا بحديث عائشة -رضي الله عنها- المتقدم على رواية:«إذا رميتم فقد حلَّ لكم ... » بدون زيادة: «الحلق»، وبحديث أم سلمة في «مسند أحمد»(٦/ ٢٩٥،٣٠٣): أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال يوم النحر:«إنَّ هذا يوم رخص لكم فيه إذا أنتم رميتم أن تحلوا ... » الحديث، وفي إسناده: أبو عبيدة بن عبد الله بن زمعة، وهو مستور الحال، وتابعه عند أحمد رجلٌ مجهولٌ يقال له: خالد مولى