للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يَنْزِلَانِ بِهِ، وَيَقُولَانِ: هُوَ مَنْزِل اِتِّفَاقِيّ لَا مَقْصُود. فَحَصَل خِلَاف بَيْن الصَّحَابَة -رضي الله عنهم-، وَمَذْهَب الشَّافِعِيّ، وَمَالِك، وَالْجمْهُور اِسْتِحْبَابه؛ اِقْتِدَاء بِرَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، وَالْخُلَفَاء الرَّاشِدِينَ وَغَيْرهمْ، وَأَجْمَعُوا عَلَى أَنَّ مَنْ تَرَكَهُ لَا شَيْء عَلَيْهِ، وَيُسْتَحَبّ أَنْ يُصَلِّي بِهِ الظُّهْر، وَالْعَصْر، وَالْمَغْرِب، وَالْعِشَاء، وَيَبِيتُ بِهِ بَعْض اللَّيْل أَوْ كُلّه؛ اِقْتِدَاء بِرَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، وَ (الْمُحَصَّبُ) بِفَتْحِ الْحَاء وَالصَّاد الْمُهْمَلَتَيْنِ (وَالْحَصْبَة) بِفَتْحِ الْحَاء وَإِسْكَان الصَّاد، وَ (الْأَبْطَح، وَالْبَطْحَاء، وَخَيْف بَنِي كِنَانَة) اِسْم لِشَيْءِ وَاحِد، وَأَصْل الْخَيْف كُلّ مَا اِنْحَدَرَ عَنْ الْجبَل وَارْتَفَعَ عَنْ الْمِيل. اهـ

وهذا المكان هو بين مكة ومنى، وحدُّها ما بين الجبلين إلى المقبرة، وأما قول ابن عباس، وعائشة، وأبي رافع -رضي الله عنهم- أنه منزل اتفاقيٌّ غير مقصود، فيرد ذلك حديث أبي هريرة في «البخاري» (١٥٩٠)، و «مسلم» (١٣١٤): أنَّ النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: «نحن نازلون غدًا بخيف بني كنانة حيث تقاسموا على الكفر ... ».

فالصحيح هو استحباب النزول فيه، وليس من مناسك الحج، والله أعلم. (١)


(١) وانظر: «الفتح» (١٧٦٤) (١٧٦٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>