ومن السنة في تحريم الحسد: حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- في «مسلم»، وأنس في «الصحيحين» مرفوعًا: «لا تحاسدوا، ولا تباغضوا ... ».
والحسد: هو تمني زوال النعمة عن الغير، وأما تمني نعمة كنعمة الغير فهذه (الغبطة)، ويُطلق عليها (حسد)، وليس مذمومًا؛ لقوله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل، وآناء النهار، ورجلٌ آتاه الله مالًا فهو ينفقه آناء الليل، وآناء النهار» متفق عليه عن ابن عمر -رضي الله عنهما-.
قال الإمام ابن القيم -رحمه الله- في «بدائع الفوائد»(٢/ ٢٣٨ - ): ويندفع شر الحاسد عن المحسود بعشرة أسباب:
أحدها: التعوذ بالله تعالى من شره، واللجوء والتحصن به، واللجوء إليه.
الثاني: تقوى الله وحفظه عند أمره ونهيه، فمن اتقى الله تولى الله حفظه، ولم يكله إلى غيره قال تعالى:{وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا} وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لعبد الله بن عباس:«احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك».
الثالث: الصبر على عدوه، وأن لا يقاتله، ولا يشكوه، ولا يحدث نفسه بأذاه أصلا، فما نصر على حاسده، وعدوه بمثل الصبر عليه والتوكل على الله، ولا يستطل تأخيره وبغيه؛ فإنه كلما بغى عليه كان بغيه جندًا وقوة للمبغي عليه المحسود، يقاتل به الباغي نفسه وهو لا يشعر، فبغيه سهام يرميها من نفسه، ولو رأي المبغي عليه ذلك لسره بغيه عليه، ولكن لضعف بصيرته لا يرى إلا صورة