قال أبو عبد الله غفر الله له: أما الإجزاء؛ فإنه يجزئه، ولكنه ترك الأفضل؛ وذلك لأنه يشمله قوله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «تحليلها التسليم».
وقد صحَّ عن علي كما في «مصنف عبد الرزاق»(٢/ ٢١٩)، أنه اقتصر عليها في الجانبين.
قال ابن رجب -رحمه الله-: وكان من السلف من يقول في التسليمة الأولى: «السلام عليكم ورحمة الله»، ويقتصر في الثانية على:«السلام عليكم»، ورُوي عن عمار -رضي الله عنه- (١)، وغيره، وقد تقدم حديث ابن عمر -رضي الله عنهما-، المرفوع بموافقة ذلك. اهـ
قلتُ: أراد بحديث ابن عمر -رضي الله عنهما-، ما أخرجه أحمد (٥٤٠٢)، والنسائي (٣/ ٦٣)، من طريق: عبد العزيز الدراوردي، عن عمرو بن يحيى المازني، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن عمه واسع بن حبان أنه سأل ابن عمر -رضي الله عنهما-، عن صلاة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-؟ فقال:«الله أكبر»، كلما وضع ورفع، ثم يقول:«السلام عليكم، ورحمة الله»، عن يمينه، وعن يساره:«السلام عليكم»، وهذا إسناد ظاهره الصحة.
ولكن قد رواه أحمد (٦٣٩٧)، والنسائي (٣/ ٦٢)، وأبو يعلى (٥٧٦٤)، وغيرهم من طريق: ابن جريج، قال: أخبرني عمرو بن يحيى بإسناده، فذكر الحديث، وزاد في الشمال:«ورحمة الله».
(١) ثبت عن عمار -رضي الله عنه- في «مصنف ابن أبي شيبة» (١/ ٢٩٩)، أنه سلم عن يمينه وشماله: «السلام عليكم ورحمة الله».