للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢) وأما وجه الدلالة الذي ذكره الإمام ابن عثيمين -رحمه الله-، ففيه إشكال من حيث أنَّ الله عزوجل أوجب على المطيق الفدية، أو الصوم، وفهم من الآية أنَّ الذي لا يطيق ليس عليه فدية، ولا صوم، ويؤيده قوله تعالى: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة:٢٨٦]، فلما نسخها الله عزوجل بالآية التي بعدها، وأوجب على المطيق الصوم، فمن أين لنا أن نوجب على غير المطيق أن يأتي بما يعادل الصوم، وهو الفدية مع كون الصوم نفسه لا يجب عليه؟!

٣) أجابوا عمَّا ورد عن الصحابة في ذلك: أنَّ الحجة بإجماعهم لا باجتهاد بعض أفرادهم، ومنهم من قال: هي محمولة على أنهم أطعموا استحبابًا لا وجوبًا.

وهذا القول -أعني القول الثاني- هو الأقرب والأرجح فيما يظهر لنا، والله أعلم.

تنبيه: المراد بالذي (لا يطيق) هو العاجز عن الصيام مطلقًا، أو يطيق الصيام لكن بمشقة تلحقه الضرر. (١)


(١) انظر معنى ذلك في «مجموع الفتاوى» (١٤/ ١٠٣).
وانظر للمسألة: «المجموع» (٦/ ٢٥٨)، «المحلَّى» (٧٧٠)، «تفسير القرطبي» (٢/ ٢٨٨)، «الاستذكار» (١٠/ ٢١٢ - ٢٢٠)، «الفتح» (٤٥٠٧)، «الشرح الممتع» (٦/ ٣٣٣ - ٣٣٤)، «تفسير ابن كثير» [آية:١٨٤/من سورة البقرة]، «سنن البيهقي» (٤/ ٢٧١).

<<  <  ج: ص:  >  >>