عقبة، عن زيد بن أرقم، قال: كنا إذا سلم النبي - صلى الله عليه وسلم - علينا، قلنا: وعليك السلام، ورحمة الله، وبركاته، ومغفرته.
وقد علقه البخاري بإهمال محمد، ولم ينسبه، وقد تبين من إسناد ابن عدي، والبيهقي أنه محمد بن حميد الرازي، وهو كذاب، فالحديث باطل موضوع.
وقد أخطأ الإمام الألباني -رحمه الله- في هذا الحديث؛ فأورده في «الصحيحة»(١٤٤٩) ظنًّا منه أن محمدًا شيخ البخاري، هو محمد بن سعيد الأصبهاني، ولعله لو وقف على التصريح باسمه في «الكامل»، و «شعب الإيمان»؛ لرجع عن ذلك.
ثانيها: حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه-.
أخرجه ابن السني (٢٣٥) من طريق سليمان بن سلمة، ثنا بقية، ثنا يوسف ابن أبي كثير، عن نوح بن ذكوان، عن الحسن، عن أنس -رضي الله عنه-، قَالَ: قال: كان رجل يمر بالنبي - صلى الله عليه وسلم - يرعى دواب أصحابه، فيقول: السلام عليك يا رسول الله. فيقول له النبي - صلى الله عليه وسلم -: «وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته ورضوانه». وقيل: يا رسول الله، تسلم على هذا سلاما ما تسلم على أحد من أصحابك؟ فقال:«وما يمنعني من ذلك؟ هو ينصرف بأجر بضعة عشر رجلا».
وهذا إسناد باطل؛ سليمان بن سلمة هو الخبائري الحمصي، وهو كذاب، وبقية بن الوليد روايته عن المجهولين واهية، وهذا منها، فشيخه يوسف بن أبي كثير مجهول، ونوح بن ذكوان، شديد الضعف.