١٥١٤ - وَعَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «وَيْلٌ لِلَّذِي يُحَدِّثُ فَيَكْذِبُ لِيُضْحِكَ بِهِ القَوْمَ، وَيْلٌ لَهُ، ثُمَّ وَيْلٌ لَهُ». أَخْرَجَهُ الثَّلَاثَةُ، وَإِسْنَادُهُ قَوِيٌّ. (١)
الأدب المستفاد من الحديث
يستفاد من الحديث تحريم الكذب وإن كان ذلك لإضحاك الناس فقط، والكذب حرام سواء كان لذلك أو لغيره، وهو سبب للفجور، ولدخول النار -والعياذ بالله- كما في حديث ابن مسعود في «الصحيحين» أنَّ النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال:«وإياكم والكذب؛ فإنَّ الكذب يهدي إلى الفجور، وإنَّ الفجور يهدي إلى النار، ولا يزال الرجل يكذب حتى يُكتب عند الله كذَّابًا».
ولا يدخل في الكذب الصلح بين الناس؛ لحديث أم كلثوم -رضي الله عنها- في «صحيح مسلم»(٢٦٠٥)، أنَّ النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال:«ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فيقول خيرًا، ويَنْمِي خيرًا».
وقد حمل بعض أهل العلم هذا الحديث على المعاريض، منهم شيخ الإسلام -رحمه الله- كما في «الفتاوى الكبرى»(٦/ ١٠٦ - ١٠٧).
(١) حسن. أخرجه أبوداود (٤٩٩٠)، والنسائي في «الكبرى» (١١٦٥٥)، والترمذي (٢٣١٥) من طرق عن بهز بن حكيم به، وإسناده حسن.