ويدل على ذلك أيضًا: حديث الأعرابي الذي دخل المسجد، وعقل جمله، ثم جعل يسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الإسلام.
ففي الحديث أنه جلس وجعل يسأل النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولم يأمره النبي - صلى الله عليه وسلم - بالركعتين. متفق عليه عن أنس، وعن طلحة بن عبيد الله -رضي الله عنهما-.
ويدل على ذلك أيضًا: ما أخرجه مسلم (٨٧٦) عن أبي رفاعة -رضي الله عنه-، قال: انتهيت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يخطب، قال: فقلت: يا رسول الله رجل غريب، جاء يسأل عن دينه، لا يدري ما دينه، قال: فأقبل علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وترك خطبته حتى انتهى إلي، فأتي بكرسي، حسبت قوائمه حديدًا، قال: فقعد عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وجعل يعلمني مما علمه الله، ثم أتى خطبته، فأتم آخرها. وليس في الحديث أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمره أن يصلي ركعتين.
ويدل على ذلك أيضًا: ما أخرجه أبو داود (١١١٨)، وغيره عن عبد الله بن بسر -رضي الله عنه-، قال: جاء رجل يتخطى رقاب الناس يوم الجمعة، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: «اجلس فقد آذيت». ولم يأمره النبي - صلى الله عليه وسلم - بالركعتين.
ويدل على ذلك أيضًا: ما أخرجه سعيد بن منصور في «سننه»(٦٤٦) تفسير قوله تعالى: {إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ}[النساء:٤٣]، عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، قال: رأيت رجالًا من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجلسون في المسجد وهم مجنبون إذا توضأوا وضوء الصلاة.