إنِّي سَمِعْتُ خَلِيلِي أَبَا الْقَاسِمِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ:«مَا مِنْ عَبْدٍ يسجد لله سجدة الا رفع اللَّهُ بِهَا دَرَجَةً وَحَطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً» وَرَوَاهُ الدَّارِمِيُّ فِي «مُسْنَدِهِ» بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ إلَّا رَجُلًا اخْتَلَفُوا فِي عَدَالَتِهِ.
قال أبو عبد الله غفر الله له: بالنظر إلى فعله عليه الصلاة والسلام؛ فإن عامة ما ورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من الأحاديث فيه أنه كان يصلي ركعتين ركعتين، وورد في صلاة الليل أنه صلَّى عليه الصلاة والسلام أربعًا متصلة، وخمسًا، وسبعًا، وتسعًا، كما تقدم بيان ذلك.
وأما في النهار فلم يثبت عنه صريحًا، أنه عليه الصلاة والسلام صلَّى أكثر من ركعتين متصلة بسلام واحد، ولكن ثبت عن ابن عمر -رضي الله عنهما- بإسناد صحيح كما تقدم أنه كان يتنفل بأربعٍ متصلة في النهار؛ وعليه فلا بأس بذلك كما فعل هذا الصحابي الجليل -رضي الله عنه-.
وأما التنفل بأكثر من أربع متصلة في النهار؛ فنختار تركه، ومن عمل ذلك قياسًّا على ما جاء في الليل؛ فلا نستطيع أن نحكم على صلاته بالبطلان.
وأما الحديث الوارد عن أبي ذر -رضي الله عنه-؛ فإنه من طريق هارون بن رئاب، عن الأحنف بن قيس، عن أبي ذر -رضي الله عنه-. قال ابن عساكر كما في «معجم الشيوخ»(٦٥٢): منقطع، هارون بن رئاب لم يدرك الأحنف بن قيس. اهـ
والتنفل بالنهار لا يكون بالوتر؛ فالنبي - صلى الله عليه وسلم - لما كان يقضي ما فاته من الليل في النهار كان يصلي من النهار اثنتي عشرة ركعة. وكذلك في حديث سجود السهو،