للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الأسرة في أمريكا]

وفي سوسان ولاية آرزونا نزلنا هناك، فقال لنا أحد الشباب: البارحة ذهبنا إلى عجوز كبيرة في السن معها كلب تربيه، قلنا: أما معك إلا الكلب؟! قالت: عندي أحد عشر ولداً من أحد عشر رجلاً من الزنا، زنى بها أحد عشر رجلاً فأتت بأحد عشر ولداً، قالت: وكلهم قطعوني، حتى الاتصال بالهاتف لا يتصل بي أحد، فرأيت أن الكلب أحسن منهم، فربيت هذا الكلب، هذا مستواهم، أمة متفككة، ولذلك ما رأيت سيارة أمريكية فيها أكثر من اثنين، ما رأيت ثلاثة، فسألت الشباب فضحكوا، وقالوا: ألَمَحت هذا؟! أنتبهتَ لهذا؟! قلت: نعم.

قالوا: هؤلاء مجتمع متفكك، لا تركب الأسرة في سيارة واحدة، الابن إذا كبُر وهو لا يصرف على نفسه يطرده أبوه من البيت، والبنت إذا كبُرت وأعجبها شاب ذهبت معه إلى كل مكان، تذهب معه إلى الصين إلى اليابان إلى كندا، ولا تتصل بأهلها، وقد تقاطع بيتها الحياة الدنيا، ولا يدرون أين ذهبت، مجتمع متفكك، وسمعنا أن رجلاً اعتدى على ابنه وهو نائم فخنقه، فلمَّا حوكم قال: أرهقني بكثرة التكاليف، ولذلك النسل عندهم محدد، إذا أنجبتَ طفلين أو ثلاثة فلا تزِِد على ذلك؛ لأنهم ما وثقوا برزق الواحد الأحد والله يقول: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} [هود:٦] وتجد الواحد منا عنده ثلاثين ابناً، وإذا سألته عن الرزق قال: رزقهم على الله، عقيدة يتصل بها الإنسان بالله سبحانه وتعالى.

<<  <  ج:
ص:  >  >>