للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[حقيقة الجهاد الأفغاني]

السؤال

لقد سمعنا بعض الناس يشككون في الجهاد الأفغاني، ويقولون: إن عندهم بدع ولا يجوز الجهاد معهم، ولا مساعدتهم، فهل الكلام هذا صحيح أم ماذا؟ أرشدوا طلاب العلم إلى الصواب، جزاكم الله خيراً؟

الجواب

أولاً من آداب أهل الحديث وأهل السنة ألا يلقوا الأحكام جزافاً بلا تفصيل، وبلا تبيُّن {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} [الحجرات:٦] فعلى طالب الحديث أن يكون متبيناً، وأن يكون مفصلاً في أحكامه وفي إلقائه لكلامه.

أما الجهاد الأفغاني، فنحن لا نقول: إنهم كالصحابة الذين حضروا بدراً وأحداً، ولا الذين بايعوا الرسول صلى الله عليه وسلم بيعة الرضوان، فنحن أنفسنا نحن جوار الحرم وبيت الله عزوجل، ويتلى علينا الحديث جهاراً ونهاراً لا نبرئ أنفسنا من النقص، ولا من الذنوب والخطايا، ففيهم من أهل السنة وفيهم من فيه بدعة، وفيهم مذنب، وفيهم من يرتكب الكبائر، وفيهم من يرتكب الصغائر، ولكن انظروا ماذا فعلوا:

والدعاوى ما لم يقيموا عليها بيناتٍ أصحابها أدعياء

مجملاً: أجادوا كل الإجادة.

وأنا أذكر مجاهدين من أهل السنة المؤمنين الصادقين أنهم رفعوا رءوس المسلمين، وأرغموا الملحد وسحقوه، {الذين قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ} [آل عمران:١٧٣ - ١٧٤] قال لهم الناس: هيئة الأمم، قالوا: آمنا بالله وحده وكفرنا بـ هيئة الأمم:

في فتية من بني الأفغان ما تركت كراتهم للعدى صوتاً ولا صيتا

قومٌ إذا قابلوا كانوا ملائكةً حسناً وإن قاتلوا كانوا عفاريتا

فالمقصود، من كان في رأسه شيء فليدخل أرض الأفغان، نحن مع إسرائيل وشامير أكثر من ثلاثين سنة ونحن نشكو إلى جنيف، وإلى واشنطن وموسكو {وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرّاً وَلا نَفْعاً وَلا يَمْلِكُونَ مَوْتاً وَلا حَيَاةً وَلا نُشُوراً} [الفرقان:٣] إلى غير ذلك من الآيات.

فالمقصود أيها الإخوة! الحمد لله، الآن قد أشرفوا على النصر، فواجبنا إن كنا نريد الإصلاح أن نسافر ونبين لهم السنة، ونعلمهم المعتقد، ما دام أنهم أجادوا في ذبح الروس على الطريقة الإسلامية فعلينا أن نعلمهم الطريقة الإسلامية في المعتقد، ومن عنده حديث فليذهب، بل سمعت من بعض قاداتهم مباشرة يقول: يتهمنا الناس بأنَّا مبتدعة وقد فتحنا صدورنا ومجالسنا وبيوتنا لمن يعلمنا السنة! فليأتوا.

وفيهم والحمد لله خير كثير، والآن أشرفوا على دخول كابول، واقترب فتحها فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا يا ويلنا قد كنا في غفلة من هذا بل كنا ظالمين.

فنسأل الله أن ينصرنا وإياهم بالإسلام، وأن يعزنا بالإسلام ويعز الإسلام بنا.

وبالمناسبة هنا مقطوعة في المجاهدين الأفغان، قصيدة أورد بعضها، واسمها: تحية للمجاهدين الأفغان:

مروا بقلبي فقد أصغى لي البانُ لي في حمى الحب أصحابٌ وإخوان

نعم لك الله ما قد تبت من ولهٍ أما لكم صاحبي صبرٌ وسلوان

دع ذا وهات قوافٍ منك صادقةً لأمةٍ مجدها بالأمس فينان

والله لو أنصف التاريخ أمتنا لسجل المدح عذباً وهو سهران

مجالس العلم تروي كلَّ قصتنا إن قلت حدثنا يحيى وسفيان

الساكبو العلم من مشكاة دوحتهم علم ابن عباس ياقوت ومرجان

والصانعو الزهد والدنيا بحوزتهم يروي علاها أبو ذر وسلمان

وإن طلبت مثالاً من أرومتنا يكفيك عن مضرب الأمثال أفغان

يا أمة المجد والأرواح أثمان في شدة الرعب ما هانوا وما لانوا

هم الرعود ولكن لا خفوت لها خسفٌ ونسفٌ وتدميرٌ وبركان

كم ملحدٍ ماجنٍ ظن الحقوق له زفوا له الموت مراً وهو مجانُ

وبلشفي أتى كالعير منتخياً رأى المنايا فأضحى وهو جعلان

ردوه كالقرد لو بيعت سلامته بشعبه لشراها وهو جذلان

فروا على نغم البازوك في غسق فقهقهت بالكلاشنكوف نيرانُ

يسعى فيعثر في سروال خيبته في أذنه من رصاص الحق خرصان

سياف في حكمة شاهٌ بمملكة لها من الدهر طول الحق برهان

<<  <  ج:
ص:  >  >>