الإمام مالك كان يدرس الموطأ في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، وفي أثناء قراءته الكتاب، أتته عقرب فلدغته ثلاث عشرة لدغة، فما تغير إلا وجهه، وبعدما انتهى رأى اللدغات في ساقه فمسحها بترياق.
قيل له: لِمَ لم تقطع الحديث؟ قال: سبحان الله!! أقطع حديث الحبيب من أجل لدغ عقرب!! أي حب هذا وأي اشتياق؟!
سعيد بن المسيب سئل عن حديث وهو في مرض الموت، فقال: أجلسوني، لا ينبغي أن يذكر صلى الله عليه وسلم وأنا مضطجع.
ولذلك كان كثير من الصالحين إذا رأوا آثار معالم الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة وما حولها بكوا، فكيف لو رأوه؟!
أمر على الديار ديار ليلى أقبل ذا الجدار وذا الجدارا
وما حب الديار شغفن قلبي ولكن حب من سكن الديارا
وفي الصحيح يلتفت محمد عليه الصلاة والسلام إلى جبل أحد ويقول:{أحد جبل يحبنا ونحبه} سبحان الله حتى الجبال تحبك! نعم لأن لك بإذن الله منة على الأرض بمنة الله تبارك وتعالى.
يقف في أول خطبة يخطبها صلى الله عليه وسلم على المنبر الجديد ويترك جذع النخلة الذي كان يخطب عليه منذ زمن، فيحن الجذع كحنين النوق العشار (الإبل) ويسمع له كبكاء الأطفال! خشبٌ يبكي! إنه لحق مثلما أنكم تنطقون -هذا في صحيح البخاري عن جابر - فينزل الرسول صلى الله عليه وسلم فيضع يده على الجذع، ويسكته حتى يسكت.
يقول الحسن البصري معلقاً: عجباً لكم! جذع يحن للرسول عليه الصلاة والسلام وأنتم لا تحنون!