أتاه أعرابي من البادية، فسحب جبته عليه الصلاة والسلام حتى أثرت الحاشية في عنقه، فالتفت إلى الأعرابي قال:{ماتريد؟ قال: أعطني من مال الله الذي عندك لا من مال أبيك ولا من مال أمك، فأراد الصحابة أن يضربوا هذا الأعرابي، قال: اتركوه، وأخذه عليه الصلاة والسلام وشبك أصابعه بأصابعه، وذهب به إلى بيته، فأعطاه مما أعطاه الله، فيقول الأعرابي: جزاك الله من أهل وعشيرة خير الجزاء}.
أي خلق هذا الخلق؟! كان عليه الصلاة والسلام يأبى أن يعظم وأن يمدح، يقول:{لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم، إنما أنا عبد فقولوا: عبد الله ورسوله}.
حضرته سكرات الموت، فتواضع لله وسكرات الموت تلاحقه، وهو يبل خميصة بيده ويضعها على وجهه ويقول:{لا إله إلا الله إن للموت لسكرات، اللهم أعني على سكرات الموت} ثم قال: {لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد}.